لافروف: أشعر بأن الغرب يصلي كي نواصل والصين عرقلة أي تدخل في سوريا

قال إن الأسد لن يرحل حتى لو طلبت منه موسكو وبكين ذلك.. وإن الأسلحة الكيماوية «تحت السيطرة» * الإبراهيمي إلى موسكو ودمشق قبل نهاية العام

سوريون يتجاذبون أطراف الحديث في مقهى بدمشق القديمة بينما يزين آخرون شجرة عيد الميلاد استعدادا لأعياد الميلاد (أ.ف.ب)
TT

قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن أجهزة المخابرات الغربية تتوقع عدم انتهاء العمليات العسكرية في سوريا حتى بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وإن سقوط النظام السوري لن يؤدي إلى وقف هذه المأساة، بل سيكون «مقدمة لجولات أخرى من القتال أكثر قوة». وأضاف أن لديه انطباعا بأن الدول الضالعة في الأزمة السورية «تصلي» كي تواصل موسكو وبكين عرقلة أي تدخل في البلاد لأنها غير مستعدة له، مؤكدا أن الأسد لن يرحل عن السلطة حتى لو دعته روسيا أو الصين لذلك.

وتتراجع روسيا عن تصريحات نقلت عن مبعوث الكرملين إلى الشرق الأوسط قوله في وقت سابق من الشهر الحالي إن المعارضة قد تتغلب على حكومة الأسد، وإن روسيا تستعد لإجلاء محتمل لرعاياها، في أقوى دليل حتى الآن على أن روسيا تحضر نفسها لسوريا ما بعد الأسد.

ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية أمس عن لافروف، في معرض إجاباته عن أسئلة الصحافيين في أعقاب ختام قمة «روسيا - الاتحاد الأوروبي»، قوله إنه دائما ما يسمع المطلب نفسه (رحيل الأسد) ردا على دعوات روسيا حول وقف القتال والجلوس إلى مائدة المباحثات من دون شروط مسبقة. وقال «بالنسبة لمن يطرح مثل هذا الطلب فإن رأس الرئيس السوري أهم من إنقاذ حياة المدنيين».

ونفى نية بلاده لاستضافة الأسد أو توفير ملاذ آمن له، وقال «لقد توجه عدد من بلدان المنطقة إلى روسيا كي تقول لبشار الأسد إنها على استعداد لاستضافته.. وكنا نجيب: وما علاقتنا نحن بذلك؟ توجهوا إليه بشكل مباشر إن كانت لديكم هذه الخطط». كما قال لافروف إنه لن ينتصر أي من طرفي الصراع في سوريا، وتابع «لن ينتصر أحد في هذه الحرب. الأسد لن يذهب إلى أي كان أيا كان القائل سواء الصين أو روسيا».

وكشف لافروف عن اعتقاد بأن الدول الغربية غير مصممة أو مصرة على التدخل العسكري في سوريا، وهو ما أوجزه في قوله «هناك إحساس بأنه ليست لدى أحد شهية في ما يتصل بالتدخل الخارجي في سوريا، أما لو كشفنا عن أحاسيس ما خلف الكواليس فسيتولد انطباع أحيانا أنهم يصلون من أجل استمرار روسيا والصين في عرقلة قرار التدخل الخارجي»، وأضاف «بمجرد صدور الإذن بذلك فسيكون عليهم التصرف مباشرة، وهناك لن يوجد أحد على استعداد للتصرف على النحو المطلوب، على الأقل الآن، حسبما تشير انطباعاتي وإحساسي». وأضاف لافروف «إننا فقط مقتنعون بأنه لم يعد ينبغي على مجلس الأمن الدولي اتخاذ أي قرار مبهم، لا سيما بعد تصرف شركائنا غير المنطقي كليا بخصوص القرار حول ليبيا».

وسبق أن عرقلت روسيا إلى جانب الصين جميع مشاريع القرارات في مجلس الأمن الدولي الرامية إلى إدانة الأسد وإلى فرض عقوبات أو حتى اللجوء إلى القوة. وقد أجازت موسكو في مارس (آذار) 2011 إصدار قرار حول فرض منطقة حظر جوي في ليبيا بالامتناع عن التصويت، وكذلك فعلت الصين. لكنها اتهمت الغربيين لاحقا بتجاوز شروط القرار عبر توسيع العملية العسكرية الجوية التي أدت إلى إسقاط نظام معمر القذافي.

وفي تصريحات تمت الموافقة على نشرها أمس، قال لافروف أيضا إن الأسلحة الكيماوية السورية تركزت في منطقة أو منطقتين، وهي «تحت السيطرة» في الوقت الحالي. وذكر أن أكبر خطر تمثله الأسلحة الكيماوية السورية أن تقع في أيدي متشددين. وقال «حاليا تبذل الحكومة (السورية) قصارى جهدها لتأمين (الأسلحة الكيماوية) حسب بيانات المخابرات المتاحة لنا وللغرب». وأضاف «جمعت السلطات السورية المخزون من هذه الأسلحة - الذي كان في أماكن متفرقة في البلاد - في مكان واحد أو اثنين».

والشهر الحالي، صرح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأن المخابرات الأميركية أبدت مخاوف جادة من أن الحكومة السورية تدرس استخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضة.

وكان لافروف كشف أيضا عن زيارة مرتقبة سوف يقوم بها الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي والعربي لسوريا، إلى موسكو، قبيل نهاية العام أو خلال فترة الأعياد المقبلة لمناقشة آخر تطورات الأزمة السورية. وفي غضون ذلك، قال مصدر بالجامعة العربية إن الإبراهيمي سيزور سوريا خلال الأيام القليلة القادمة، ومن المتوقع أن يلتقي بالأسد ومسؤولين حكوميين وبعض فصائل المعارضة.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز» إنه لم يتحدد موعد معلن لهذه الزيارة، لكنه أضاف أنها من المتوقع أن تتم «في غضون الأيام القليلة القادمة». وأضاف «لا يريد فريق الأخضر الإبراهيمي إعلان موعد الزيارة مبكرا ربما لأسباب أمنية أو إدارية».