مجزرة جديدة في حلفايا بريف حماه أمام مخبز توقع عشرات القتلى

الاشتباكات متواصلة على طريق المطار في دمشق.. وقصف في دير الزور وحلب واللاذقية

لقطة من مقطع مصور من يوتيوب تظهر جانب من المصابين عقب قصف مخبز في مدينة حلفايا بريف حماة أمس
TT

أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط أكثر من مائتي قتيل في مجزرة جديدة ارتكبتها القوات النظامية في مدينة حلفايا في ريف حماه؛ حيث استهدفت صواريخ الجيش فرنا آليا للخبز يقف أمامه عدد كبير من السوريين.

وجاءت هذه المجزرة بعد يوم طويل من الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في أكثر من منطقة في ريف حماه، تخللها قصف بالصواريخ على الطريق المؤدي من إدلب إلى المحافظة عبر سهل الغاب، بينما تواصل القصف على مناطق واسعة من المدن السورية، مخلفا أكثر من 260 قتيلا بحسب لجان التنسيق، بينهم 200 في حلفايا، بينما كانت تدور الاشتباكات في ريف دمشق وتحديدا على طريق دمشق الدولي التي يحاول المعارضون السيطرة عليها، بينما أعلن الجيش الحر سيطرته على نقاط عسكرية للجيش النظامي.

وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 200 قتيل بقصف بالصواريخ استهدف مخبزا آليا في حلفايا بريف حماه. وأعلنت اللجان عن مجزرة ارتكبتها قوات النظام في المدينة «راح ضحيتها عشرات الشهداء بينهم نساء وأطفال إضافة إلى الكثير من الجرحى»، مشيرة إلى أن القصف تم بالصواريخ. وقالت اللجان إنه أثناء القصف، كان يوجد تجمع للأهالي أمام الفرن للحصول على الخبز بعد انقطاعه عن المنطقة لعدة أيام، لافتة إلى أن «الأنباء الأولية تفيد بوقوع مائتي شهيد بينما العدد مرشح للزيادة بسبب استمرار انتشال الجثث من تحت الأنقاض». وقالت اللجان إن المدينة شهدت حالة إنسانية كارثية بسبب الحصار والقصف المستمر عليها في ظل نقص المواد والكوادر الطبية.

وبث ناشطون فيديو يبين المجزرة ويظهر انتشار الأشلاء والجثث على الأرض وتهافت الناس لمحاولة إنقاذ الجرحى، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام استخدمت الطيران الحربي لتنفيذ هذه المجزرة. وقال ناشطون إن حلفايا تعرضت لحصار قبل ثلاثة أيام، إثر اشتباكات اندلعت بين القوات النظامية وقوات المعارضة أدت إلى سيطرة المعارضين على المدينة. وقد حذر معارضون قبل أيام من وقوع مجزرة فيها، بعد إعلان المعارضة النفير العام للسيطرة على حماه.

وتواصل القتال أيضا في ريف حماه؛ حيث سيطر الحر على حاجز شيلوط العسكري بعدما استولى على بلدات في ريف المحافظة بينها حلفايا ومورك. وأكد قادة ميدانيون بالجيش الحر أنهم أحكموا السيطرة على قرية اللطامنة وقطعوا الطريق الرئيسي بين محافظتي حماة وإدلب بعد السيطرة على مدينة مورك. وأفاد المرصد السوري باقتحام القوات النظامية بلدة مورك من المدخل الجنوبي للبلدة حيث اشتبكت مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة، بينما تضاربت المعلومات حول الجهة التي تسيطر على بلدة الزغبة والتي تقطنها غالبية موالية للنظام حيث وردت معلومات عن إعادة القوات النظامية السيطرة على البلدة ووقوع خسائر بشرية بصفوف الطرفين.

وليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش النظامي مخابز وأفرانا في سوريا، وأعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في أغسطس (آب) الماضي من إن الطائرات والمدفعية السورية قصفت عشرة مخابز على الأقل في حلب على مدى ثلاثة أسابيع، مما أسفر عن مقتل العشرات الذين كانوا يقفون في الطوابير لشراء الخبز واتهمت الجيش السوري باستهداف المدنيين.

في المقابل، قالت الوكالة الرسمية السورية للأنباء (سانا) إن وحدة من القوات النظامية اشتبكت مع مجموعة إرهابية حاولت الاعتداء على الأهالي وقوات حفظ النظام قرب بلدة الزلاقيات بريف محردة في حماة وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.

وفي دمشق وريفها، أفاد ناشطون عن إطلاق رصاص كثيف ومواجهات في جادة السادات وشارع العابد في دمشق، وفي ضواحي العاصمة نقل المصدر ذاته أنباء عن اشتباكات بالقرب من زملكا وقصف استهدف المليحة ودير العصافير.

من جهته، أكد الجيش السوري الحر سيطرته على ثكنة عسكرية تعرف باسم «فوج الهجانة» قرب مدينة يبرود بريف دمشق، كما أعلن الثوار سيطرتهم على اللواء 131 التابع لإدارة الصواريخ في شبعا قرب مطار دمشق الدولي، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام في محاولة للسيطرة على طريق مطار دمشق الدولي. وقال الناشطون إن أحد المواقع العسكرية النظامية قرب المطار، شهد انشقاق مائتي جندي نظامي.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن المقاتلين المعارضين سيطروا على حاجز مسجد الصحابة في حي تشرين؛ حيث أسر مقاتلو الجيش الحر عددا من أعضاء اللجان الشعبية في الشارع.

في هذا الوقت، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات على أطراف مدينة داريا تواصلت حتى مساء أمس، وترافقت مع قصف من قبل القوات النظامية على المنطقة، مشيرا إلى أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية. كما أعلن تعرض بلدة حزة بريف دمشق للقصف بالطيران الحربي، بالإضافة إلى غارات جوية على عربين وحرستا، وأشار إلى تعرض مدينة سقبا لقصف جوي أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل، وسقوط عدد من الجرحى إثر القصف الذي تعرضت له منطقة العتيبة.

وتواصلت الاشتباكات أمس في محيط مخيم اليرموك الذي شهد هدوءا حذرا ترافق مع عودة بعض سكانه الفلسطينيين إليه. وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات على أطراف حي الحجر الأسود.

بدورها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن قصف بالطيران استهدف أسواق «الخير التجارية» في عين ترما بريف دمشق، كما تعرضت المعضمية لقصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية، مشيرة إلى قصف على داريا، الذبايبة، الميدان وعندان. وتحدثت أيضا عن تعزيزات للنظام اتجهت نحو مقر الفوج الـ81 بريف دمشق لمنع استيلاء مقاتلي المعارضة عليه، وعن وقوع اشتباكات عنيفة في المليحة وسط قصف مدفعي.

وفي حلب، أكد الجيش الحر سيطرته على مستودع للأسلحة قرب بلدة خان طوفان وعلى حاجز عسكري تابع لمعامل الدفاع في السفيرة. وأفاد ناشطون باستيلاء المعارضين على مقر الفوج 135 عفرين في ريف حلب. وأفادت لجان التنسيق المحلية باشتباكات عنيفة وقعت داخل مطار منغ العسكري بين الجيش الحر وجيش النظام ترافق مع قصف بقذائف الهاون والمدفعية على المدينة.

بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطائرات الحربية نفذت غارة جوية على مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي أسفرت عن دمار عدة منازل ومعلومات عن وجود شهداء تحت الأنقاض، وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 10 مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة وأصيب آخرون بجراح وذلك إثر اشتباكات مع القوات النظامية في منطقة عفرين بحلب على خلفية محاولة السيطرة على قيادة لواء للقوات النظامية في المنطقة.

في المقابل، ذكرت «سانا» أن «إرهابيين استهدفوا بنيران رشاشاتهم مسيرة شعبية خرجت في حي الجلوم بمدينة حلب تطالب بطرد المجموعات الإرهابية المسلحة من جميع أحياء المدينة وريفها ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين».

وفي اللاذقية، قال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في المدينة عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» إن قصفا استهدف شارع الجمهورية وحي قنينص، مشيرا إلى وقوع اشتباكات في الحي، واشتباكات أخرى بين القوات النظامية والمعارضين في الرمل الجنوبي وساحة الشيخ ضاهر.

وفي ريف اللاذقية، قال الحسن إن جبل التركمان تعرض لقصف عنيف من ثكنة البسيط وخربة السولاس بقصف قرى جبل التركمان كل من بيت عوان والسريا والخضراء اللهم سلم، كما تعرضت منطقة ناحية سلمى لقصف استهدف قرية (عكو) في ناحية سلـمى. وأفاد الحسن بوقوع إطلاق نار تعرضت له أحياء بانياس التابعة لمحافظة طرطوس، مشيرا إلى إطلاق نار له تعرضت له الأحياء الجنوبية من حاجز أبونديم وحاجز كازية وحود.

في غضون ذلك، استولى الجيش الحر على كتيبة الإشارة في محيط حي دير بعلبة في حمص بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات، طبقا لمصادر مختلفة بينها لجان التنسيق. بينما أفاد ناشطون أن انفجارا وقع في أحد حقول النفط في دير الزور بشرق البلاد؛ حيث أظهرت صور امتداد تصاعد ألسنة اللهب من المكان. وقال الناشطون إن الانفجار وقع جراء القصف العشوائي من قبل قوات النظام على المدينة وريفها. وأفادت لجان التنسيق بتصدي الجيش الحر لرتل عسكري على طريق دير الزور وسيطرته على عربة مصفحة. أما في الحسكة فقد قال الجيش الحر إنه استولى على بلدة تل براك.