اتهامات متبادلة بين القوات النظامية والجيش الحر بتدمير البنية التحتية لسوريا

قيمة العملة السورية تهبط لأدنى مستوياتها منذ 10 أشهر

TT

اتهم الجيش السوري الحر الجيش النظامي بتدمير البنية التحتية السورية «عبر قصفها بالمدافع والصواريخ والبراميل المتفجرة»، ردا على اتهام قيادة الجيش النظامي أمس «المجموعات الإرهابية» باستهداف «المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية والمنجزات التي تحققت عبر عقود من الزمن»، في وقت تشهد فيه الليرة السورية أدنى مستويات في قيمتها مقابل الدولار منذ عشرة أشهر، إذ سجل صرف الدولار الواحد أمس 101 ليرة سورية في السوق السوداء.

وأكد المدير التنفيذي في جبهة تحرير سوريا التابعة لقيادة أركان الجيش الحر محمد علوش لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات النظامية هي من تستهدف المنشآت الحيوية والبنى التحتية بطائراتها وبراميلها المتفجرة ومعداتها العسكرية الثقيلة، كما تستهدف شبكات المياه والكهرباء والاتصالات»، نافيا استهداف المقاتلين المعارضين لتلك المنشآت «وهم الذين لا يملكون إلا البنادق الآلية وقاذفات (آر بي جي) التي تستهدف آليات النظام، لكنها لا تدمر المنشآت الحيوية».

وقال علوش إن «أسلحتنا الخفيفة غير قادرة على تدمير المنشآت»، مشيرا بالقول «إننا حريصون على الحفاظ على منشآت سوريا لأنها لكل الشعب السوري وليست ملكا للنظام الحاكم أو عائلته»، لافتا إلى أن القوات النظامية «تدمر المدارس التي يأوي إليها النازحون، كما استهدفت أكثر من مائة مسجد».

وأوضح علوش قائلا «إننا حافظنا في المناطق المحررة على جزء كبير من الأمن، وأعدنا فتح طرقات أقفلها النظام منذ 15 عاما في منطقة سرمين، كما فتحنا الأفران لإطعام السوريين في شمال سوريا، بينما يمنع النظام الخبز والدقيق عن الشعب السوري».

وإذ اعتبر أن حوادث التفجيرات «كانت فردية»، أكد أن تلك التفجيرات «استهدفت مقار أمنية ومراكز عسكرية تضم عناصر الأمن والشبيحة». وأضاف أنه «إذا كان يقصد النظام أن تلك المراكز هي منشآت حيوية وبنى تحتية، فإننا نعتبر أنه يجب تطهيرها من قوات الأمن، وأن تتحول إلى منارات للحرية»، مشيرا إلى أن «مراكز الاستخبارات التي تعد بأربعين مركزا، هي ملك للشعب ويجب أن تتحرر ويستعيدها السوريون».

وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن «(المجموعات الإرهابية) دأبت في الآونة الأخيرة على تكثيف اعتداءاتها بشكل هستيري على المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية مستهدفة تخريب المنجزات التي تحققت عبر عقود من الزمن في محاولة يائسة للتضييق على شعبنا وثنيه عن مواقفه الوطنية المتمثلة برفضه للإرهاب وتلاحمه مع رجال الجيش العربي السوري لمواجهة العدوان الذي يستهدف سوريا الدور والموقف».

وقالت القيادة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) على موقعها الإلكتروني أمس، إن «تلك الاعتداءات هي تعبير عن حالة العجز والإفلاس التي وصلت إليها تلك (المجموعات الإرهابية) ومن يدعمها من جراء الضربات القاصمة التي تتلقاها على أيدي رجال الجيش»، محذرة «(الإرهابيين) من مغبة القيام بمثل هذه الأفعال الإجرامية»، مؤكدة «عزمها على ملاحقتهم وسحق فلولهم والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بالمقدرات الاقتصادية للوطن أو العبث بأمنه واستقراره».

في هذا الوقت، هبطت قيمة الليرة السورية أمس إلى أدنى مستوياتها منذ شهر فبراير (شباط) الماضي، إذ تخطى سعر صرف الدولار حاجز الـ100 ليرة في السوق السوداء، مواصلا ارتفاعه المستمر منذ أسبوعين أمام الليرة السورية، ليسجل سعر صرفه في السوق السوداء 101 ليرة، في ظل غياب الدور الحكومي عن السوق، بينما ارتفع في السوقين النظامية والموازية ليتجاوز 77 ليرة.

وأفاد موقع «سوريا نيوز» بأن «سعر صرف الدولار في السوق السوداء أمس وصل إلى 99 ليرة سورية للشراء، في حين بلغ سعر المبيع 101 ليرة، وسط غياب الدور الحكومي عن السوق». وسجل الدولار في السوق السوداء أعلى مستوى له في فبراير الماضي، عندما تجاوز سعر صرفه 108 ليرات سورية، قبل أن يتدخل المصرف المركزي ويضخ كميات من الدولار في الأسواق ليهبط إلى حدود 70 ليرة حينها، قبل أن يتواصل ارتفاعه تدريجيا. وقال حاكم مصرف سوريا المركزي، أديب ميالة، إن المصرف سيقوم باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف ارتفاع الدولار خلال أيام، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات ستحمل معها عقوبات رادعة وإجراءات قاسية بحق كل المخالفين والمتلاعبين من تجار العملة.