الإبراهيمي «يتبادل الآراء» مع الأسد.. والمعارضة ترفض المبادرة

رمضان لـ«الشرق الأوسط»: لا شراكة مع النظام في المرحلة الانتقالية

الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه مع المبعوث العربي - الدولي الأخضر الإبراهيمي في دمشق أمس (أ.ب)
TT

رغم عدم إفصاح المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي عن نتائج لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أمس، خلال زيارته دمشق، مكتفيا بالقول: «ناقشنا الموقف في سوريا بشكل عام، وقدمت وجهة نظري حول سبل حل الأزمة»، مشيرا إلى أن الأوضاع في البلاد لا تزال سيئة، جاء الردّ من المعارضة السورية معلنة رفضها المبادرة التي ترتكز بنودها بحسب ما بات معروفا، على إنشاء حكومة انتقالية مقبولة من طرفي النزاع؛ شرط أن يبقى الأسد في السلطة من دون صلاحيات، حتى عام 2014. فيما أعلن السفير الروسي لدى لبنان أنّ الأسد متمسك بموقفه وهو الإصرار على الترشح لولاية ثانية.

وأصدر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب بيانا، أكّد فيه أنّ قيادة الائتلاف أبلغت الإبراهيمي بشكل مباشر رفضها هذا الحل، لافتا إلى أنّ بقاء النظام ورأسه بصلاحيات أو من دون صلاحيات أمر مرفوض من السوريين، سائلا: «هل بعد عشرين شهرا من تضحيات ودماء الشعب السوري يأتي من يقول باستمرار الوضع حتى بداية عام 2014؟».

وشدّد الخطيب على أنّ «أي حل سياسي لإنقاذ النظام مرفوض، وأي حل لا يبدأ بتنحي الأسد هو مرفوض وعلينا أن نسقطه»، معتبرا «مجزرة حلفايا ليست مجرد مجزرة؛ بل رسالة يشترك فيها كل داعمي النظام وخلاصتها: إما أن تموتوا وإما أن تقبلوا عبودية ما سنفرضه عليكم.. ونحن نختار الحرية مهما طال الطريق».

وكان الإبراهيمي صرح بعيد عودته إلى مقر إقامته في فندق شيراتون في دمشق، أن «الوضع في سوريا لا يزال يدعو للقلق، ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب السوري ويتطلع إليه»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «تشرفت بلقاء السيد الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعاني منها سوريا في هذه المرحلة».. و«كالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل» لحل الأزمة.

وأوضح الإبراهيمي أن الأسد تحدث عن «نظرته لهذا الوضع، و(أنا) تكلمت عما رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي أرى أنه يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من الأزمة».

من جهته، قال أحمد رمضان، عضو الائتلاف الوطني والمكتب التنفيذي في المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط» إن وفد الائتلاف الوطني الذي التقى الإبراهيمي يوم الجمعة الماضي في القاهرة، أبلغه رفض أي شراكة مع النظام أو رموزه في السلطة الانتقالية، إن بوجود الأسد أو عدمه، مشيرا إلى أنّ الإبراهيمي أكّد على موضوع الحل السياسي، وعلى تشكيل حكومة انتقالية تضم الموالاة والمعارضة من دون أن يتطرّق إلى أي تفاصيل أخرى متعلقة بمصير الأسد، ولا سيما استمراره في السلطة لغاية عام 2014. مؤكدا «لا يمكن لبشار الأسد ومن كانوا معه غطاء للمجازر أن يكونوا طرفا في السلطة، ولا يمكن لأي طرف سياسي أو عسكري معارض أن يقبل بمبادرة تعيد إحياء نظام الأسد، أو أن يخرج رئيسه من الثورة حاصلا على مكاسب سياسية أو جغرافية؛ كأن يمنح سلطة على مناطق سورية معينة»، مشيرا بذلك إلى ما قال: إنها «تحركات ومبادرات تحاول إيران طرحها من خلال دعوة المحسوبين على المعارضة، إلى طهران وموسكو وبغداد، والتخطيط للدخول في شراكة مع النظام في محاولة فاشلة للالتفاف على الثورة».

وأكّد رمضان أنّ رؤية المعارضة البديلة هي حكومة انتقالية تشكلها المعارضة بالتعاون مع القوى العسكرية والميدانية وتضم شخصيات سورية منشقة.

في المقابل، أعلن السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين إلى أن «الرئيس السوري بشار الأسد متمسك بموقفه؛ وهو الإصرار على الترشح لولاية ثانية، وهذا موقفه ونحن نعرفه»، لافتا إلى أن «الأسد يرفض أي محاولات ضغط من الخارج للتنحي وعلينا تجاوز هذا الموضوع لتكون لنا رؤية إلى الأمام. فهناك قضايا أخرى تتطلب حلا في سوريا»، مضيفا: «المطلوب منا ومن الولايات المتحدة الأميركية الضغط على النظام السوري والمعارضة بكل فصائلها للحوار». وأكّد زاسبكين «عندما نتحدث عن تغيير النظام السوري، فإننا نقصد انتقال سوريا من حالة إلى حالة أخرى، ومن الخطير جدا الحديث أو السعي نحو تفكيك مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش»، مضيفا: «إذا تركنا الوضع كما هو، فهذا يعني أنّه سيذهب إلى المزيد من التدهور».

واعتبر زاسبكين أن «الدعم الروسي للنظام السوري طرح غير دقيق»، قائلا: «الموضوع السوري حلقة من المسلسل الذي يشمل المنطقة، وربما يكون أوسع من هذه المنطقة، وكما أشرنا في السابق، فإننا لن نقبل بتكرار الموضوع الليبي في سوريا، وهذا الموضوع يعالج بالعلاقات الدولية».