«الجيش الحر» يعترف بوجود «سوء تنظيم وتواصل» بين الكتائب.. ويحمل النظام مسؤولية المجازر

ناشطون يدعون الثوار للقتال «صفا واحدا» والتسامي فوق «الخلافات» و«الولاءات»

منظر عام لقلعة حلب التاريخية التي ما زالت تسيطر عليها قوات النظام (رويترز)
TT

وجه الناشطون السوريون على صفحات موقع «فيس بوك»، أمس، دعوات للكتائب المقاتلة في سوريا للاتحاد، مطالبة إياهم بالقتال «صفا واحدا في سبيل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد»، وذلك على خلفية أخبار تناقلتها المواقع عينها أن اقتحام الجيش النظامي لأحياء في حمص، بينها دير بعلبة، حدث «نتيجة خلافات بين الكتائب المقاتلة».

وأشار الناشطون إلى أن الخلاف حدث «إثر فرض بعض الكتائب على الثوار الحصول على نسبة من السلاح لقاء إدخاله إلى المدينة»، وأفاد بعضهم بأن النسبة التي طالبت بعض الكتائب بالحصول عليها «وصلت إلى 30% من حجم الذخائر والقذائف»، بينما قال آخرون إن أفرادا كانوا يتبعون لـ«كتيبة الفاروق» منعوا دخول القذائف ما لم يتم دفع نسبة منها، والحصول على مبلغ مالي.

لكن المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد، نفى أن تكون المجزرة التي حصلت في دير بعلبة «نتيجة خلافات داخلية بين الكتائب الثائرة»، مؤكدا أن الجيش السوري الحر «انسحب من المعركة قبل اقتحام القوات النظامية للمنطقة، بسبب النقص في الذخائر»، من غير أن ينفي «معاناة بعض المناطق من سوء التنظيم وسوء التواصل بين الكتائب الثائرة، ومنها حمص».

وأكد المقداد لـ«الشرق الأوسط» أن «المسبب الأول لمجازر سوريا هو نظام بشار الأسد، كما أنه المسؤول عن تدمير الكنائس والمساجد والمدارس»، شارحا ظروف المجزرة بالقول: «لا يخفى على أحد أن حمص تعاني منذ أشهر حصارا خانقا، بحيث لم يتمكن الناشطون ولا الثوار من إدخال السلاح ولا المؤن ولا الدواء. وحين أدرك المقاتلون قبيل بدء اقتحام دير بعلبة نقص السلاح والذخيرة، وعدم قدرتهم على إدخالهما إليها، انسحبوا على الفور، ولم تحصل أي اشتباكات في دير بعلبة بين مقاتلي (الجيش الحر) والقوات النظامية». وتساءل: «إذا كان الخبر الصحيح أن كتائبنا ومقاتلينا انسحبوا من المعركة، لماذا قتل المدنيون إذن؟».

وأشار المقداد إلى أن قتلى دير بعلبة «جميعهم من المدنيين، حيث لم يرصد مقتل أي من الثوار»، لافتا إلى أن المجزرة تم ارتكابها «بالقصف الجوي والمدافع الثقيلة، بهدف تدمير دير بعلبة وتهجير السكان منها».

وفي حين أكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عدم امتثال الكتائب الثائرة لأوامر قيادة موحدة في حمص، أوضح المقداد أن ما يحصل في حمص هو «عدم إمكانية التواصل الاستراتيجي بين الكتائب»، وأضاف: «في حمص، نحاول الآن إيجاد منافذ للوصول إلى الداخل وإدخال السلاح والذخيرة والطعام، ولا ننكر النقص في السلاح الذي نعانيه هناك، لكن الوضع سيتغير بدءا من الشهر الأول من العام الجديد، لأننا سنحرر إدلب وحلب نهائيا، ونحشد قواتنا باتجاه تحرير حمص وحماه، بحيث تتحول المعركة إلى مواجهة شاملة ونجمع أوصال المدينتين بين القوات المقاتلة».

بدورها، نفت مصادر قيادية في لجان التنسيق المحلية في سوريا أن يكون الخلاف سببا في سقوط دير بعلبة. واعتبرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الأخبار «هي شائعات تتكرر منذ زمن طويل، لا سيما بعد كل معركة يمنى فيها الثوار بخسارة منطقة سورية، وآخرها دير بعلبة في حمص». وأكدت المصادر أن الخبر «هو محاولات استخباراتية بامتياز من قبل النظام لزرع الشقاق بين الكتائب المقاتلة، وإعطاء صورة سلبية لوسائل الإعلام عن الوضع الميداني».

وقالت المصادر: «مشكلتنا ليست في خلاف قادة الكتائب على اقتسام السلاح والذخيرة، بل في نقص السلاح والإمدادات العسكرية وعدم كفايتها للاستمرار جديا في مواجهة النظام»، محملة مسؤولية ما يحدث «لكل من يدعي أنه صديق للثورة السورية ولا يساهم في دعم الثورة».

وترافقت تلك الأخبار مع ما ورد من مدينة حلب عن ظاهرة النهب والسرقات وتقسيم الغنائم، مما دفع بالمدونين السوريين على المواقع الثورية لدعوة المقاتلين للتوحد. وأشار أحد الناشطين إلى أن «ما نحتاجه حاليا هو أن تتفق هذه الكتائب، وخصوصا الخمس الكبرى في حمص، لأنها تعد من كبرى وأميز الكتائب المقاتلة والمنتشرة على كافة أرجاء حمص وعلى كافة الجبهات»، معتبرا أن «الآمال التي علقها الشعب السوري المشرد على المجاهدين أكبر من كل الخلافات والولاءات»، داعيا المقاتلين «لأن يكون هدفنا واحدا هو إسقاط النظام القائم، وعدم تناسي الدماء التي أهدرت في هذا السبيل».