إجراءات مشددة لتأمين الكنائس المصرية أثناء احتفالات العام الجديد

مصادر أمنية: تفجير مصراتة أدى إلى زيادتها

TT

وسط مخاوف أقباط مصر من تكرار الاعتداءات على الكنائس التي حدثت في مطلع عامي 2010 و2011، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن خطة أمنية مشددة لتأمين الكنائس في مطلع العام الميلادي الجديد وتستمر حتى الاحتفال بعيد الميلاد وفقا للتقويم الشرقي في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وقالت مصادر أمنية تحدثت معها «الشرق الأوسط» إن الخطة الأمنية تشمل تشديد الوجود الأمني حول الكنائس، بالإضافة إلى نشر رجال أمن بملابس مدنية في الشوارع المحيطة بالكنائس والتجمعات التي تشهد احتفالات بالعام الميلادي الجديد.

وأضافت المصادر أنه تم تعيين خدمات أمنية متحركة لتأمين خروج ودخول الأقباط من الكنائس قبل وبعد قداس العام الجديد، الذي يقام عشية أول أيام العام الجديد، كما تم إلغاء الإجازات لرجال الشرطة حتى السابع من الشهر الحالي.

وتعرضت كنيسة في محافظة قنا بصعيد مصر لهجوم مسلح أثناء احتفالات الأقباط بعيد الميلاد في يناير (كانون الثاني) عام 2010 قتل فيها بضعة أشخاص وأصيب العشرات، فيما شهدت كنيسة القديسين بمحافظة الإسكندرية تفجيرا داميا عشية أول أيام عام 2011 أدى إلى مقتل وإصابة المئات.

وأضافت المصادر أن التأمين سيشمل ميدان التحرير ومنطقة وسط القاهرة التي يوجد بها دور السينما والمحلات التجارية الكبرى، مع تكثيف الخدمات المرورية في الشوارع لمنع الاختناقات والحوادث المرورية.

وأوضحت المصادر أنه تم تكليف عدد من قيادات الوزارة بالمرور المستمر على القوات في الشوارع للتأكد من جاهزيتها للتعامل مع أي طارئ، مشيرة إلى أن اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية يتابع بنفسه تنفيذ هذه الخطة الأمنية، وأشارت المصادر الأمنية إلى أن تفجير مبنى خدمات تابع لكنيسة مصرية في مدينة مصراتة الليبية، مما أسفر عن مقتل اثنين مصريين وإصابة اثنين آخرين بجروح، ساهم في تشديد الإجراءات الأمنية خشية وقوع أي أعمال إرهابية.

من جانبها، نفت الكنيسة الأرثوذكسية إلغاء الاحتفالات على خلفية تفجير مصراتة، مشيرة إلى أن الاحتفال سيمضي كما كان مقررا له، حيث تجرى الاستعدادات حاليا داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لقداس عيد الميلاد الذي سيرأسه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وسيحضره عدد من كبار المدعوين من المسؤولين والضيوف.

وقالت مصادر كنسية لـ«الشرق الأوسط» إن البابا تواضروس الثاني توجه أمس إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون (غرب القاهرة) حيث سيمضي بعض الوقت قبل أن يعود إلى العاصمة لرئاسة قداس عيد الميلاد، الذي يعد الأول له منذ اعتلائه الكرسي البابوي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأوضح الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية أن تفجير مصراتة أسفر عن مقتل اثنين من خدام الكنيسة المصرية أحدهما من محافظة المنيا (جنوب مصر) والآخر من الإسكندرية (غرب البلاد)، مشيرا إلى وجود مؤشرات عن تورط إسلاميين متشددين في الحادث.

وأكد الأنبا باخوميوس أنه يتابع الأزمة مع كل من القس تيموثاوس بشارة بالعاصمة الليبية طرابلس، والقس مرقص زغلول، كاهن الكنيسة القبطية بمصراتة، وهم يتولون الاتصال والتنسيق مع السفارة المصرية بليبيا حول تداعيات الحادث.