الأمير سلمان: حكومة خادم الحرمين تبذل جهودا لتأمين المياه للمواطنين.. والموارد تبشر بالخير

التقى المشاركين في الملتقى العلمي الأول للمشرفين على الكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج

ولي العهد لدى حضوره حفل توزيع جوائز«جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه» في الرياض أمس (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تبذل جهودا مستمرة لتأمين المياه للمواطنين في كل مكان، وأشار إلى أن هذه الجهود مستمرة من قبل الجهات المختصة، متوقعا أنها ستنجح، وقال إن «الموارد تبشر بالخير»، عازيا اهتمام بلاده بالمياه ومواردها إلى مبدأ شرعي تستند إليه، مستشهدا بالآية القرآنية الكريمة: «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلََّ شَيْءٍ حَيٍّ».

جاء ذلك في كلمة مرتجلة ألقاها خلال رعايته مساء أمس حفل تسليم جوائز «جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه»، الذي أقيم في العاصمة الرياض. وثمن ولي العهد في كلمته توجهات الأمير سلطان بن عبد العزيز في أعمال الخير، ومن عناوينها إقامة هذا الحفل، وقال: «إن الراحل هو من عناوين الخير وفاعليه في كل مجال وفي كل منطقة في هذه البلاد، وإقامة حفل في هذا اليوم يعد وفاء للرجل الذي غمر بلاده ومواطنيها بالعطف والكرم»، وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبيه الكريم، أيها الحضور الكرام: إن الله عز وجل قال: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلََّ شَيْءٍ حَيٍّ)، وهذا نهج شرعي شرعه الله عز وجل، ونحن والحمد لله في هذه البلاد نحتفل دائما بأعمال الخير في كل مكان، ولا شك أن المرحوم أخي وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - هو من عناوين الخير ومن فعل الخير في كل مجال، في كل منطقة في هذه البلاد، نرجو له إن شاء الله المغفرة والرحمة، وأن يقام هذا الحفل في هذا اليوم برعاية من أبنائه وعلى رأسهم الأمير خالد بن سلطان هو وفاء لهذا الرجل الذي غمر بلاده وغمرنا بعطفه وكرمه، نسأل الله له المغفرة والرحمة.

أيها الأخوة أيها الحضور: إن ملك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - يعتني عناية خاصة بالمياه في هذه البلاد، وتبذل الدولة جهودا مستمرة بأن يكون هناك تأمين للمياه للمواطن في كل مكان، وهذه الجهود مستمرة من الجهات المختصة في هذه الدولة، وستنجح إن شاء الله، وبوادرها تبشر بالخير، ونسأل الله عز وجل أن يجمعنا على عمل الخير وأن يجعلنا هداة مهتدين وأن يرزقنا شكر نعمته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان ولي العهد كرم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه التي رعى فعالياتها في دورتها الخامسة، خلال حفل أقيم في فندق «الفيصلية» بالعاصمة الرياض مساء أمس، بحضور الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع ورئيس مجلس الجائزة، وعدد كبير من المسؤولين.

وسلم ولي العهد السعودي الفائزين جوائزهم، الذين قام الدكتور عبد الملك آل الشيخ أمين عام الجائزة بتقديم نبذة عن جهودهم وأبحاثهم مما أهلهم لنيل الجائزة، مبرزا دور الجائزة وإسهامها في إيجاد الحلول العلمية في توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها.

ومنحت الجائزة في فرع الإبداع للفريق العلمي بقيادة الدكتور أشوك جادجل من جامعة كاليفورنيا بيركلي، بالولايات المتحدة، لتطويره طريقة مبتكرة وفعالة لعلاج تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ، في حين فاز بالجائزة في فرع المياه السطحية الفريق العلمي بقيادة الدكتور كيفن ترنبيرث، من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، بالولايات المتحدة، لما تقدم به من أعمال إبداعية تفتح آفاقا جديدة في تقدير أثر تغير المناخ على الدورة الهيدرولوجية العالمية، ودراسة الموازنات المائية على سطح الأرض.

في حين فاز بالجائزة في فرع المياه الجوفية الفريق العلمي بقيادة الدكتور تشارلز فرانكلين هارفي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالولايات المتحدة، لتطويره نموذجا متكاملا لتلوث المياه الجوفية بالزرنيخ يشمل التشخيص ومفاهيم هذا التلوث، وفاز بالجائزة في فرع الموارد المائية البديلة الدكتور محمد خياط سحيمي، من جامعة كومبلوتنسي في مدريد، بإسبانيا، لما حققه من إنجاز في مجال تعزيز وتقدم نظام التقطير بالغشاء لاسترداد المياه من مصادر بديلة، حيث يؤمن هذا النظام تحلية المياه من مصادر بديلة، ليس ماء البحر فحسب؛ بل أيضا من نواتج الإنتاج الصناعي، ويقلل من استهلاك الطاقة.

وفاز بالجائزة في فرع إدارة الموارد المائية وحمايتها الدكتور داميا بارشيلو من معهد كاتالان لبحوث المياه، بإسبانيا عن العمل المبتكر في مجال فهم تأثير الأدوية في البيئة المائية، وتطوير أساليب جديدة لتقييم المخاطر الناتجة عن هذا التلوث، وإدارة الملوثات الجديدة وتقييم جودة المياه في الأحواض كثيفة الاستخدام.

وكان الأمير خالد بن سلطان ألقى كلمة خلال الحفل، ثمن فيها رعاية ولي العهد السعودي المناسبة، وبين أنه يحز في النفس الاحتفال بعرس الجائزة «بغياب صاحب العرس سيدي وقائدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز الغائب عن الاحتفال والحاضر في النفوس»، وأكد أن فكرة الجائزة في دورتها الخامسة، التي أضحت عالمية معنى وحقيقة، هي ثمرة من ثمرات الرؤية الاستراتيجية للأمير الراحل، وأنها رؤية حددت أهداف الجائزة ومجالاتها، وأوضح أن حل مشكلات المياه لا يمكن أن ينجح بمعزل عن تفاعلات حياتية، ذات علاقات متداخلة بين المياه والطاقة.

وبين أن الأمن الوطني لا يتحقق بمنأى عن الأمن الغذائي، الذي يعتمد كليا على الأمن المائي، ويزداد كفاءة بأمن الطاقة، ويستكمل بأمن البيئة.. «رباعية يصعب فصل أضلاعها».

وأكد الأمير خالد بن سلطان أن الجائزة لا تعمل من فراغ، بل هي منظومة تتكامل وتتناغم مع جهود الدولة، التي يتفانى القائمون على شؤونها، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، في توفير كل رعاية وعناية للشعب السعودي، في المجال المائي وكل المجالات الأخرى، ساعين إلى تحقيق الأمن والأمان، والاستقرار والازدهار لشعب يستحق أن يعيش عيشة الكرام.

وشهد الحفل عرض فيلم عن إنجازات الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز في مجالات المياه، وما قامت به الجائزة من جهد في هذا المجال.

وقد ثمن الفائزون في كلمات متتالية، جهد القائمين على الجائزة، معبرين عن اعتزازهم وفخرهم بنيل الجائزة وأثرها في تشجيع المختصين والباحثين من العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه، وتقدير إنجازاتهم، مما يؤكد أهميتها ومكانتها العالمية.

حضر الحفل الأمير مقرن بن عبد العزيز المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير الفريق ركن خالد بن بندر بن عبد العزيز قائد القوات البرية، والأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد المستشار في ديوان ولي العهد، والأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لـ«مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية»، والأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز. من جهة أخرى، أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز دعم بلاده لكل البرامج والأنشطة الأكاديمية التي تقام داخل السعودية وخارجها، بما يعود بالنفع والفائدة على الجميع.

جاء ذلك خلال استقباله في مكتبه بالرياض أمس الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي، والدكتور بدران بن عبد الرحمن العمر مدير جامعة الملك سعود، والدكتور عبد الله بن ناصر السبيعي المشرف على كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية، يرافقهم المشاركون في الملتقى العلمي الأول للمشرفين على الكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج المنعقد حاليا بالرياض.

كما أكد ولي العهد أن الكراسي والمراكز العلمية السعودية في الخارج «دليل على تعاون المملكة مع الجميع في ما يخدم العالم في المجالات كافة».

حضر الاستقبال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص والمشرف على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد، والفريق ركن عبد الرحمن بن صالح البنيان مدير عام مكتب وزير الدفاع.