إقليم كردستان يوافق على إعادة فتح المعبر مع سوريا

في ظل توقعات بحدوث كارثة إنسانية وهجرة جماعية

TT

حذرت قيادات كردية سورية من وقوع كارثة إنسانية في حال استمرار غلق المعبر الحدودي الوحيد بين سوريا وإقليم كردستان، جراء تفاقم الوضع الاقتصادي الذي يرشح لموجة نزوح كبيرة نحو الإقليم الكردي؛ شبيهة بما حصل لأكراد العراق في أعقاب الهجرة المليونية نحو الحدود التركية والإيرانية عام 1991، أثناء قمع الانتفاضة الكردية في أعقاب هزيمة قوات النظام العراقي في حرب تحرير الكويت واشتداد وطأة الحصار الاقتصادي على العراق.

وهذا ما دفع بقيادة إقليم كردستان إلى التراجع عن موقف سابق أبدته بشأن أوضاع الأحزاب الكردية السورية المنضوية تحت راية الهيئة الكردية العليا، التي تضم مجلس شعب غرب كردستان الذي يمثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بقيادة صالح مسلم، والمجلس الوطني الكردي السوري الذي يتمثل فيه 11 حزبا كرديا من مختلف الاتجاهات السياسية، حيث اشترطت قيادة كردستان على أحزاب المجلسين التوحد والالتزام بالإطار الجبهوي الذي أقر بالهيئة العليا الكردية لضمان تدفق المساعدات إلى الداخل السوري.. ولكن يبدو أن الخلافات كانت أعمق وأصعب على الحل بضغط من قيادة إقليم كردستان، مما أدى إلى تراجعها تحت ضغط اشتداد وطأة الحصار الاقتصادي وأزمة الخبز في المناطق الكردية داخل سوريا.

ونقل القيادي بحزب اليسار الديمقراطي الكردي السوري شلال كدو لـ«الشرق الأوسط» أنه «في وقت تشهد فيه وتيرة حملات الإغاثة الدولية في سوريا تصاعدا مستمرا، بحيث تتلقى شرائح واسعة من السوريين المساعدات الإنسانية من مختف المنظمات الدولية داخل سوريا، فإن المدن الكردية محاصرة تماما وتعيش أوضاعا إنسانية قاسية جدا، وباتت على أعتاب كارثة إنسانية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وانعدام الخدمات الأساسية والمشتقات النفطية، ولا سيما وقود التدفئة، فضلا عن شح الخبز والأدوية والمستلزمات الطبية».

ويوضح أن المناطق الكردية في سوريا «بقيت مستثناة حتى هذه اللحظة من المساعدات الإنسانية والإعانات، رغم لجوء عشرات آلاف النازحين إليها من مختلف المحافظات التي تشهد معارك بين قوات النظام والمعارضة. وإذا لم يتدارك الوضع المعيشي والإنساني المتفاقم في المدن الكردية بالسرعة المطلوبة، فمن المتوقع حدوث موجات هجرة جماعية من كردستان سوريا صوب إقليم كردستان العراق وتركيا، لنكون في النتيجة أمام انهيار كامل لمختلف شرائح مجتمع الشعب الكردي في سوريا الذي سيتحول إلى شعب لاجئ.. وبالتالي تحويل قضيته إلى قضية لاجئين»، وأكد كدو أن «الأوضاع الإنسانية في عموم سوريا تتدهور يوما بعد يوم بسبب تداعيات الحرب التي يشنها النظام على الشعب وغياب أي أفق لحل الأزمة.. وكنا قد نقلنا مشهد هذا الوضع المأساوي إلى أشقائنا بقيادة إقليم كردستان، فتوصلنا معها إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح المعبر الحدودي أمام الحركة التجارية، وكذلك أمام تدفق حملات الإغاثة الشعبية من مواطني إقليم كردستان العراق، التي نتوقع أن تكون نشطة ووفيرة كون الكرد السوريين وقفوا إلى جانب أشقائهم في كردستان العراق أيام المحن والهجرات»، مشيرا إلى أن «اللمسات الأخيرة توضع حاليا على إجراءات فتح المعبر الذي سوف يدار من الجانب السوري من قبل الهيئة الكردية العليا التي تضم المجلسين الكرديين، بعد أن تم انتخاب خمس لجان متخصصة من قبل المجلس الوطني الكردي لهذا الغرض لإدارة المعبر مناصفة مع مجلس غربي كردستان دون استحصال الرسوم الجمركية على حركة السلع والبضائع التي قد تتدفق من الإقليم صوب المدن الكردية في سوريا».

وفي السياق ذاته، كشف كدو عن «فتح أبواب التطوع أمام الشباب الكردي للانتساب إلى الجيش الوطني الكردي»، وقال: «في الوقت الذي يأخذ فيه الصراع في سوريا منحى طائفيا خطيرا وطابع حرب أهلية شرسة، في ظل غياب إرادة دولية واضحة للحسم، فإن القيادة العامة التخصصية العسكرية للهيئة الكردية العليا عقدت اجتماعها الثاني في مدينة قامشلو، وتوصلت لجملة من القرارات المهمة، أبرزها توجيه نداء إلى كل الراغبين في الانتساب إلى هذه القوة الكردية التابعة للهيئة الكردية العليا بالانضمام إليها، وعدم قبول وجود أي مظاهر مسلحة خارج هذه القوة المشتركة.