هيثم المالح لـ«الشرق الأوسط»: الأسد محاصر من قبل الجيش الحر وكل ما يعمله الآن دعائي ومرفوض

تعقيبا على خطاب الرئيس السوري يوم أمس

TT

دعا هيثم المالح عضو الائتلاف ورئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري، الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة في سوريا، إلى القيام بتقديم إقرار إلى مجلس الأمن يعترف فيه بالفشل في إدارة مهمته، خاصة أن الوضع الحالي في سوريا يشكل خطرا على السلم العالمي.

واستطرد: «أعتقد أن الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة في هذه الحالة عليه أن يقوم بعمل رشيد يقدم تقريره إلى الأمم المتحدة لمجلس الأمن، وأنه فشل في مهمته، وأن الوضع في سوريا يشكل خطرا على السلم العالمي، كما جاء في أول حديث له في سوريا أمام الإعلام، إن كان يريد التحدث بضمير حي وحرفي».

وقال المالح لـ«الشرق الأوسط» معقبا على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه أمس حول الأزمة الراهنة في بلاده: «أراد الأسد أمس أن يوجه رسالة للعالم بأن لديه شعبية في الداخل، وأنه يملك شعبية لا تزال تدين له بالولاء وتكن له الاحترام، وأن الجميع يتراكض من أجل مصافحته، وهذه لعبة مكشوفة». وأضاف: «لا أعتقد أن عنده استمرارية بهذه الحيل، فهو وصف الآخرين الذين يريدون السلم من أفراد ودول بأنهم خصوم، وهذا ما لديه».

وحول الجهات التي تدعم رئيس النظام في سوريا، قال هيثم المالح: «إن روسيا لا تزال تدعمه وكذلك إيران مع حزب الله، وجميعهم يمثل دور محور الشر على المواطنين السوريين». وأضاف عن هذا المحور: «إنهم يدعمونه بالمال والعتاد والرجال، وبكل وسائل الدعم العسكرية؛ من أجل أن يبقى في السلطة، فهناك من يحرص عليه، ولا يرون أن هناك ظلما واقعا على نحو 23 مليون سوري».

وتابع رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري: «إن جميع ما أظهر أمس كان عملا إعلاميا فقط، وإنه يطرح مبادرة يحاور بها الشعب فيما هو ما زال يرتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية، فقد دمر حتى الوقت الراهن أكثر من 60 في المائة من سوريا، وهناك 3 ملايين سوري مهجرين من منازلهم بسببه، بالإضافة إلى 250 ألف معتقل في سجونه، إضافة إلى أكثر من 60 ألف قتيل مدني، وبعد كل هذه السلسلة الدموية والتدميرية يريد حوارا!!». واستطرد: «نحن رفضنا ولا نزال نرفض الحوار معه كما هو الحال في شهر يوليو (تموز) العام الماضي، ونحن لن نحاور قتلة، فما بالك اليوم بعد تراكمات من الجرائم التي ارتكبها وأسرته وعصابته وشبيحته في سوريا؟».

وقال المعارض السوري: «لا أجد أمام الأسد أي خيار سوى خضوعه لمحاكمة عادلة تسوقه للمشنقة، فهو يدرك أن كل شيء تابع له تمت محاصرته، بدءا من المطارات المدنية ومراكز الجيش، وجميعها محاصرة من قبل الجيش الحر، فهو لا يملك أي شيء الآن».

وأضاف: «إن جميع ما قدمه خلال رئاسته للدولة عبارة عن خطب جوفاء مغلوطة، وعندما شعر الآن بالحصار وأن ساعته الحزم دقت في سوريا، خرج الآن بالدعاية الإعلامية التي لن يستفيد منها، فهي غير مجدية إطلاقا».

وفيما يتعلق بالحوار الدولي أشار المالح بالقول: «لا يوجد حاليا حوار دولي، فجميعهم لا يملكون شيئا، ومن يملك الآن هو الشارع السوري، الذي سيحسم الصراع وسينهيه قريبا». وأضاف: «نظمنا مع اتحاد الثوار العرب مذكرة لتقدم إلى الأمم المتحدة للهيئة العامة المنعقدة الآن من أجل إصدار قرار تحت المادة 27 (الائتلاف من أجل السلم) الذي قامت الأمم المتحدة باتخاذ قرار مماثل له في الكوريتين، وكذلك في البوسنة والهرسك، والآن الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية مجتمعة لمشروع قرار من هذا النوع في الشأن السوري وإصدار قرار لإبعاد هذه التوترات والكوارث التي تجري في سوريا».

وأضاف هيثم المالح: «بالنسبة لنا سنحسم الوضع عسكريا، ولكن يجب الحسم السياسي قبل ذلك، بمعنى أنه عندما تصدر الأمم المتحدة بهيئتها العامة قرارا ملزما بوقف القتل وقرارا ملزما ضد القرار السوري، عندها ستنتهي الأمور وسيستعينون بالقوات الدولية وما إلى ذلك حينها».

وناشد المالح في ختام حديثه كل الدول العربية والحكومات الإسلامية المبادرة إلى إرسال الإغاثات للشعب السوري الذي له حقوق في كافة خزائن الدول العربية والإسلامية «على حد قوله»، وقال: «إن النظام السوري يعمل على حرب الجوع وبكل وسائل الحرب الأخرى، ولا بد أن تتقدم الدول العربية لحل هذا الصراع ومساعدة الشعب السوري في تحقيق النصر».