الموصل على كف «قيادة العمليات».. ومجلسها يقرر رفع دعوى قضائية ضد المالكي

الجيش يطلق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين.. وعرباته تصدم عددا منهم

TT

شهدت مدينة الموصل، أمس، مزيدا من التوتر، إثر تدخل الجيش لفض مظاهرة حاشدة ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، وسط المدينة، حيث أطلق أعيرة نارية في الهواء وصدمت سيارات عسكرية 4 متظاهرين، في سعيه لتفريق المظاهرة.

وقال أثيل النجيفي محافظ نينوى: «أطلقت القوات الأمنية الأعيرة النارية، واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين، ودهست أحدهم بعجلة (هامر) عسكرية». وأضاف أن آخرين أصيبوا. بدوره، قال غانم العابد، وهو منظم احتجاجات في الموصل، لوكالة «رويترز»، إن قوات الأمن أصابت 4 أشخاص على الأقل.

إلى ذلك، أعلن مجلس محافظة نينوى أنه قرر رفع دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وضد قيادة عمليات المحافظة. ففي مؤتمر صحافي في مقر المحافظة، تلا عضو المجلس يحيى عبد محجوب بيانا باسم المجلس جاء فيه أن «المجلس قرر رفع دعوى ضد القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات نينوى، وقيادة شرطة المحافظة بسبب قمع المتظاهرين». وكان مجلس محافظة نينوى قد أصدر قرارا بمنح موافقة مفتوحة للمتظاهرين، محذرا قيادة عمليات نينوى من عدم الالتزام بالقرار أو اعتراض المتظاهرين ومنعهم. كما أن المحافظ أعاد فتح ساحة الأحرار وسط المدينة المخصصة للتظاهر للمرة الثانية بعد غلقها من قبل الجيش.

من جهتها، أكدت عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى والقيادية في القائمة العراقية وصال سليم علي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي نواجهها هي أن محافظة نينوى مستهدفة، وأن ما يقوم به الجيش العراقي أمر يثير استغرابنا؛ فليس هذا هو الجيش الذي تعودنا عليه». وأضافت أن «المالكي يريد زج الجيش بالصراعات السياسية، وهذا أمر مخالف للدستور حيث إن المظاهرة مجازة وفي مكان بعيد عن مؤسسات المحافظة، والمتظاهرون لا يحملون السلاح بل المطالب، ويأملون في تحقيق الممكن منها وليس المستحيل».

وفي سياق متصل، وفي وقت تبدو الاتصالات فيه مقطوعة بينه وبين رئيس الوزراء نوري المالكي، فإن رئيس البرلمان أسامة النجيفي، شقيق محافظ نينوى، يبذل جهودا من أجل إبقاء المؤسسة العسكرية على الحياد. وفي هذا الإطار فقد استقبل النجيفي أمس رئيس أركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري. وقال بيان لمكتب النجيفي إن الأخير أكد، أثناء اللقاء، «على تاريخ الجيش العراقي ودوره الحافل بالمآثر، الذي لا ينكره أحد، وبارك لمنتسبيه قادة وضباطا ومراتب بذكرى تأسيسه الأغر». ودعا النجيفي إلى أن «يبقى الجيش بعيدا عن التأثيرات السياسية، وأن يحافظ على مهنيته وحياديته».

وبخلاف التوتر بين متظاهري الموصل والقوات الأمنية فيها، التي يتولى قيادتها ضباط استقدمهم المالكي من جنوب العراق، فإن هناك انسجاما بين الجيش ومتظاهري محافظة الأنبار الغربية. وفي هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم مظاهرات الأنبار، الشيخ سعيد محمود اللافي، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من الرمادي، مركز المحافظة، أن «مظاهرات الأنبار مسيطر عليها، وهي سلمية، والأهم أن أفراد الجيش والشرطة هم من نفس أبناء المنطقة وعشائرها، وبالتالي فإنهم يحمون المتظاهرين ونحن نحميهم أيضا»، مؤكدا «إرسال برقية تهنئة باسم المتظاهرين لقيادة عمليات الأنبار بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي»، التي صادفت أول من أمس. وأكد اللافي أن «الأوضاع في الأنبار استقرت عندما تم إخراج الميليشيات والجماعات المسلحة التي كانت هي السبب في الدمار الذي عانته مدن المحافظة».

كما أكد اللافي أن «المظاهرات سوف تستمر؛ ليس في الأنبار فقط، وإنما في المحافظات الغربية والشمالية من البلاد حتى تحقيق المطالب العادلة التي رفعناها من اليوم الأول».

وقال إن «استمرار المظاهرات لا يعني أننا نريدها أن تستمر دون هدف، أو المتظاهرين يعجبهم ذلك، بل لكي نبين للعالم حجم الظلم الذي عانته الطائفة السنية إلى الحد الذي لا يسمع صوتها أحد، على الرغم من وضوح المطالب وعدالتها». وحول طبيعة استجابة الحكومة لمطالبهم، قال اللافي: «حتى الآن لا توجد استجابة واضحة من قبل الحكومة، وهو أمر لا نستغربه من حكومة عملت طوال السنوات الماضية على تهميش وإقصاء طائفة إن لم تمثل النصف فإنها الأكبر في البلاد». ودعا اللافي «العقلاء في الحكومة أن يسمعوا أصوات الناس، وأن يتقوا ربهم في هذه الحشود التي سمعها العالم، لأنه لم يعد ممكنا السكوت على ما يجري بعد اليوم».