أبو الغار لـ«الشرق الأوسط»: لم نستقو بالخارج.. والوفد الأميركي سيلتقي الرئيس مرسي وحزبه

رئيس الحزب المصري الديمقراطي المعارض: مصر تدار بواسطة مكتب إرشاد الإخوان المسلمين.. وهو من لديه حل للأزمات إذا أراد

د. محمد أبو الغار
TT

رفض الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي، والقيادي بـ«جبهة الإنقاذ» المعارضة، الاتهامات الموجهة إلى قوى المعارضة المصرية بالاستقواء بالخارج لمواجهة نظام الإخوان المسلمين الحاكم. وقال أبو الغار إن لقاء القوى المعارضة بالمرشح السابق للرئاسة الأميركية السيناتور جون ماكين منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، هو في إطار زيارة يقوم بها إلى مصر يلتقي خلالها بكل القوى السياسية ومنها حزب الإخوان الحاكم، للاضطلاع على الأوضاع السياسية في البلاد، وإن اللقاء جاء بطلب منه وليس منهم.

وأكد أبو الغار في حواره مع «الشرق الأوسط»، أن ما تشهده مصر من أزمات سياسية يرجع إلى عدم وجود مؤسسات حقيقية في الدولة، مشيرا إلى أن مصر تدار حاليا بواسطة مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، وأنه هو من لديه حل لهذه الأزمات إذا أراد ذلك.

وكشف أبو الغار، وهو طبيب وأستاذ جامعي بارز قاد سابقا حركة 9 مارس (آذار) التي تشكلت من أساتذة الجامعات المعارضين، عن أنهم سينزلون يوم الجمعة 25 يناير لإحياء الذكرى الثانية للثورة المصرية بشكل سلمي، متوقعا عدم حدوث أي اشتباكات أو أعمال عنف مع أنصار التيار الإسلامي، مشيرا إلى أنهم لا يطالبون بإسقاط الدستور الجديد الآن، بل فقد تعديل بعض المواد فيه.

وكشف أبو الغار عن نية جبهة الإنقاذ النزول بقائمة موحدة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة ومنافستها على كل المقاعد، كما نفى ضم الجبهة لأي أعضاء من نظام الرئيس السابق حسني مبارك، رافضا أن تستغني عن أي من أعضائها.

وفيما يلي أهم ما جاء بالحوار:

* شكلت جبهة الإنقاذ الوطني وفدا مصغرا، أنت أحد أعضائه، للقاء وفد الكونغرس الأميركي الذي يعتزم زيارة القاهرة منتصف شهر يناير الحالي، برئاسة السيناتور جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الأميركية.. ما الذي تعتزمون إبلاغه للوفد الأميركي خلال هذا اللقاء المهم، ومن الذي طلب اللقاء؟

- أولا جون ماكين سيأتي في زيارة إلى مصر منتصف الشهر الحالي سيقابل فيها رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ورئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل، كما سيقابل جماعة الإخوان المسلمين وحزبها (الحرية والعدالة)، بالإضافة إلى ممثلي جبهة الإنقاذ، التي تتشكل من أحزاب المعارضة الرئيسية، ضمن زيارة سياسية تهدف إلى الاطلاع على الوضع السياسية المصري عن قرب.

والذي طلب أن يقابلنا هو الوفد الأميركي برئاسة ماكين وليس نحن، ووفقا للمتفق عليه سيرسل إلينا الوفد قبل أن يأتي بأسبوع أجندة بالمواضيع المطروحة في الحوار وما سيتم النقاش فيه.

* وهل تم الاتفاق فيما بينكم على رسائل معينة تريدون إبلاغها للوفد الأميركي خلال اللقاء؟

- نحن ليس لدينا أجندة حاليا حول ما سيدور في اللقاء.. لكن عندما تأتي إلينا أجندتهم سنناقشها وندرس الرد عليهم في إطار وطني خالص، لكن بشكل عام ستعرض الجبهة رؤيتها للأحداث في مصر.

* تتهم بعض القوى الإسلامية القريبة من النظام الحاكم، المعارضة بالاستقواء بالخارج عن طريق حث الدول الغربية الكبرى على التدخل في الشأن المصري ودعم المعارضة، ومنها هذا اللقاء؟

- هذا اللقاء لا يعني أي استقواء إطلاقا بالدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة، فهذا الوفد الأميركي سيقابله كل الأطراف السياسية في مصر وعلى رأسها رئيس الدولة وحزب الأغلبية (الحرية والعدالة)، وإذا كان لقاءنا استواء بالخارج فليرفضوا هم لقاء ماكين. نحن نعامل كل الناس في كل بلاد العالم.. ومعلوم أنه في كل الدول عندما تكون هناك زيارة من مسؤول كبير يلتقي هذا المسؤول حزب الأغلبية كما يلتقي المعارضة في إطار من الشفافية.

* تعتزم الجبهة مع كل القوى الثورية المعارضة النزول في مظاهرات حاشدة يوم 25 يناير الحالي، لإحياء الذكرى الثانية للثورة، ما استعداداتكم وما المطالب التي سترفعونها في هذا اليوم؟

- كل حزب من أحزاب جبهة الإنقاذ يقوم من جانبه لحشد جماهيره للتظاهر في هذا اليوم، وسننزل بقيادات وأعضاء هذه الأحزاب في مظهر احتفالي خالص وسلمي، لإحياء ذكرى الثورة والمطالبة بتحقيق مطالبها التي لم تتحقق حتى الآن والتأكيد على استمرار العمل على تحقيقها.

* هل من بين مطالبكم إسقاط دستور البلاد الذي تم إقراراه مؤخرا ورفضتم الموافقة عليه؟

- إلغاء العمل بالدستور الحالي يتطلب سياسة طويلة الأمد، لأن هذا الدستور تمت الموافقة عليه باستفتاء جماهيري، مهما كان يشوبه من سلبيات، لكن تمت الموافقة عليه. وبالتالي فإذا كان هذا مطلبنا على المدى البعيد، فإن ما ندعو إليه حاليا هو تغيير بعض مواد الدستور وليس إلغاءه.

* هل يمكن أن تشهد البلاد أعمال عنف واشتباكات خلال هذه المظاهرات بين المؤيدين والمعارضين لنظام الحكم الحالي، مثلما حدث أمام القصر الجمهوري في أحداث «الاتحادية» الأخيرة؟

- لا أتوقع حدوث أي اشتباكات مرة أخرى، خاصة أنه من غير الوارد أن تنزل جماعة الإخوان المسلمين بمؤيديها إطلاقا خلال هذه المظاهرات، أو على الأقل سيتجنبون مواقع القوى المعارضة ومنها ميدان التحرير.

* هل تم حسم الأمر داخل الجبهة بخصوص المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي يفترض أن تتم خلال أشهر قليلة من الآن، وهل تعتزم أحزاب الجبهة النزول بقائمة موحدة؟

- بالطبع الجبهة ستشارك بقوة في انتخابات مجلس النواب القادم، وستكون أحزاب الجبهة ممثلة في قائمة واحدة في معظم الدوائر، إلا في بعض الدوائر التي يوجد بها عدد كبير من المرشحين فمن الممكن أن ننزل بقائمتين، لكن فيما يتعلق بالجزء الفردي في الانتخابات فسيكون هناك مرشح واحد للجبهة ككل، وفي النهاية ستكون لنا هيئة برلمانية واحدة داخل مجلس النواب.

* هل يمكن أن تحقق الجبهة الأغلبية النيابية؟

- ربنا يسهل.. لكننا سننزل على كل المقاعد.

* ما صحة ما يثار حول رفض بعض الأحزاب بالجبهة انضمام حزب مصر القوية الذي يترأسه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق، إليكم والتحالف معه في الانتخابات البرلمانية؟

- جبهة الإنقاذ مفتوحة لكل الأحزاب الأخرى بشرط قبولها كما هي، وألا يعترض من يريد الانضمام إليها على أعضائها، فالجبهة ترفض ذلك مطلقا، ولن تستغني عن أي عضو فيها.. وفيما يتعلق بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح تحديدا فإننا لم نعترض على وجوده إطلاقا، بل قلنا له أهلا وسهلا.. لكن أبو الفتوح هو الذي قال للدكتور محمد البرادعي إنه يرفض الانضمام إلينا بسبب تحفظه على بعض الشخصيات داخل الجبهة قال إنها محسوبة على النظام السابق.. وبالتالي هو الذي لا يريد الانضمام.

* الاتهام بأن الجبهة تضم أعضاء من النظام السابق ليس موجها من الدكتور أبو الفتوح فقط، بل من عدة أطراف أخرى يزعمون أنها تحتضن «فلول» نظام حسني مبارك؟

- من يقال عليهم «فلول» في الجبهة هم فئتان فقط هما حزب المؤتمر المصري برئاسة السيد عمرو موسى، وحزب الوفد برئاسة السيد البدوي، وفي الحقيقة فإن عمرو موسى لم يكن طوال تاريخه «فلولا» ولم يكن أبدا عضوا بالحزب الوطني المنحل والحاكم سابقا، كما لم يثبت عليه موقف سلبي أو شبهة فساد. أما حزب الوفد فهو حزب عريق في الحياة السياسية المصرية منذ عام 1919 ويشكل ضلعا رئيسيا في المعارضة المصرية فكيف يطلق عليه «فلول».

* اتهمتم خلال الفترة السابقة خلال معارضتكم للاستفتاء على الدستور الجديد بالانقلاب على الشرعية والسعي للإطاحة بالرئيس محمد مرسي.. ما ردكم بعد أن هدأت الأوضاع؟

- يكفينا أنه اتضح للجميع الآن أنه كان كلاما فارغا.

* هل باءت كل محاولات الحوار الوطني بين قوى المعارضة ومؤسسة الرئاسة بـ«الفشل»؟

- لا يوجد أي حوار مع الرئاسة الآن.. ولم نصل إلى شيء، فمنذ أن أرسلنا شروطنا للمشاركة في الحوار الوطني منذ فترة لم يتم الرد عليها ولم يتحقق منها شيء. ورغم كل ذلك فإن الباب ما زال مفتوحا حال تحقق هذه الشروط المعلومة لدى الجميع ومنها وجود أجندة واضحة للحوار تحقق مطالبنا.

* كيف استقبلتم التعديل الوزاري الأخير، خاصة في ظل دخول وزراء ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين به؟

- لا تعني لنا أي شيء (فأحمد مثل الحاج أحمد) ولم تقدم جديدا.. الوضع الاقتصادي الحالي لن ينصلح ما دام الوضع السياسي كما هو، وفي ظل عدم وجود اتفاق بين الجميع.. وبالتالي ما كان يجب أن يقوم به النظام الحالي والحكومة الحالية هو طمأنة الجميع وفتح الاستثمارات واستعادة رجال الأعمال الذين خرجوا من البلاد، غير ذلك فإن الأوضاع ستزاد سوءا، فالموضوع الحقيقي هو قرارات سياسية وليست تغييرات حكومية لا تقدم جديدا.

* هل كنا نحتاج إلى حكومة ائتلافية تضم كل القوى السياسية؟

- لا.. بالعكس، الأفضل هو وجود حكومة من جماعة الإخوان المسلمين، لكن المهم أن يحلوا مشكلات الدولة.

* وهل تتوقع أي انفراجة في المدى القريب لهذه الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها مصر؟

- مصر تدار بواسطة مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين.. والحديث عن مؤسسات ومستشارين ومجلس شورى كل هذا ليس له قيمة، وبالتالي هو من لديه حل لأزمة البلاد إذا أراد ذلك.