معتصمو الأنبار يستعدون لمواجهة طويلة

شكلوا لجانا لإدارة الحياة اليومية.. ولا يتلقون أموالا من أحد

TT

يستمر اعتصام المتظاهرين في محافظة الأنبار لليوم الثامن عشر على التوالي، حيث بدأت هذه الاعتصامات بمظاهرة حاشدة في مدينة الفلوجة على خلفية اعتقال أفراد حماية وزير المالية العراقي رافع العيساوي الذي يتحدر من مدينة الفلوجة، وسرعان ما امتدت إلى بقية مدن محافظة الأنبار ومحافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، منددة بسياسات الحكومة المركزية تجاه أهل السنة من خلال التهميش والإقصاء والاعتقالات التي طالت الكثير من أبنائهم دون مذكرات قبض قضائية، حيث يقبع الكثير منهم منذ سنوات في السجون الحكومية دون محاكمة حتى اليوم.

الاعتصامات في الأنبار مستمرة ليلا ونهارا في ظل أجواء صحراوية باردة، ويستعد المعتصمون لمواجهة طويلة، وذلك بتشكيل لجان خاصة تتولى إعداد وجبات الطعام وكذلك إعداد اللافتات والملصقات، ومنها ما يشرف على أجهزة الصوت ومولدات الكهرباء، ومنها ما يشرف على سلامة المعتصمين وتفتيش الداخلين إلى ساحة الاعتصام، فضلا عن لجان شبابية أوكلت إليها مهمة تشجير جانبي الطريق الدولي ببعض الأشجار دائمة الخضرة وشتلات الزيتون تعبيرا عن سلمية اعتصامهم.

الشيخ خالد حمود الجميلي، منظم اعتصام الفلوجة، قال لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لم نخرج في بداية المظاهرات، كونها خرجت في بادئ الأمر نتيجة اعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي، وهنا نحن لا ندافع عن العيساوي ولا عن أي سياسي، لذلك قررنا الاعتصام هنا في مدينة الفلوجة بعد أيام قلائل من انطلاق المظاهرات والاعتصامات حتى نثبت للحكومة أن اعتصامنا لأجل حقوقنا المشروعة فقط، وليس لأجل حزب أو كتلة أو للدفاع عن شخصية سياسية ما أو حزب معين». وأضاف: «لن نسمح لأي سياسي أو حزب أو كتلة باعتلاء منصة الاعتصام إطلاقا، وقمت شخصيا بإبلاغ القائمين على المنصة بطرد أي مسؤول يحاول ارتقاء المنصة والتحدث إلى الجمهور خارج ساحة الاعتصام فورا، حتى لا نتسبب في تسييس قضيتنا ومطالبنا المشروعة لجهة أو حزب». وتابع الجميلي أن «الطعام الذي يقدم للمعتصمين لا يدفع ثمنه من أي جهة سياسية أو حزبية أو أي سياسية نهائيا، بل هو من أموال المعتصمين الخاصة أنفسهم فهم يجمعون بينهم ما يحتاجونه من مال لشراء الطعام للمعتصمين، إضافة إلى ما تقدمه بعض عشائر الفلوجة».

بدوره، قال الشيخ محمد العلي، أحد شيوخ عشائر المحافظة: «العشائر قامت بالسيطرة بعض الشيء على زمام الأمور»، مشيرا إلى قيام شيوخ العشائر بطرد عدد من السياسيين من الاعتصام «لإبعاده عن التسييس».