ابنة مؤسس «الإخوان المسلمين» لـ«الشرق الأوسط»: «الأخوات المسلمات» تنظيم عادي بلا قيادة

غزلان الناطق الرسمي باسم الإخوان: تحاشينا وجود تنظيم نسائي لحمايتهن من المخاطر

د. إستشهاد حسن البنا
TT

في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» نفى الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين وجود أي تنظيم نسائي إخواني تابع لجماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية ولا حتى في مصر – على حد قوله – وأكد أنه لم تصل لجماعة الإخوان أية معلومات حول الخبر المتداول عن إلقاء القبض على بعض سيدات الإخوان في الإمارات، مشيرا إلى أن ما حدث قد يكون لنساء وزوجات الإماراتيين المقبوض عليهم وليس المصريين. وقال غزلان إنه عند تأسيس الجماعة تم الاقتصار على وجود تنظيم للإخوان المسلمين وتم تحاشي وجود تنظيم للأخوات المسلمات لحمايتهن من المخاطر وحتى لا يتعرضن لما يتعرض له الرجال.

وكان خبر إلقاء القبض على بعض سيدات الإخوان في الإمارات مؤخرا في أعقاب القبض على مجموعة متهمة بالتواصل مع الإخوان المسلمين قد أثار جدلا واسعا حول مدى حقيقة وجود تنظيم إخواني نسائي على شاكلة تنظيم الإخوان المسلمين وما إذا كان له هيكل إداري وقيادات حركية كما هو الحال في تنظيم الإخوان.

وعندما حاولت «الشرق الأوسط» معرفة الإجابة تفصيلية من بعض نساء الإخوان رفض كثير منهن التعليق، مؤكدات على أنهن ليس لديهن علم بما حدث في الإمارات. من جهتها أعربت المهندسة كاميليا حلمي رئيس اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل عن تحفظها على التعليق بالنفي أو الإيجاب حول القضية بشكل عام مؤكدة أن التعليق لا بد أن يكون صادرا من مكتب الإرشاد، لكنها لم تستطع إخفاء دهشتها واستغرابها من الحدث. وحينما وجهنا إليها السؤال بادرت الحاجة كاميليا قائلة بعفوية «هو فيه تنظيم أصلا في مصر لما يكون فيه بالإمارات؟!». ثم عادت وقالت مستنكرة: «دي مشاكل جديدة ضد الإخوان».

من جهة أخرى، أكدت الدكتورة استشهاد حسن البنا ابنة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» على أن التنظيم النسائي الإخواني هو تنظيم الأسر العادي بين الأخوات اللائي يجتمعن معا، ويحضرن لقاءات كالإخوان ولكن دون وجود تنظيم بالمعنى المعروف تقليديا، الذي يكون له هيكل وقيادة تفاديا للاعتقالات والمداهمات الأمنية. وأكدت ابنة الشيخ حسن البنا أن «الأخوات المسلمات» لعبن دورا مهما في الجماعة أثناء غياب أزواجهن في السجون والاعتقالات. وأضافت أن الحاجة زينب الغزالي ربما تكون أشهر من قاد الأخوات المسلمات إلا أن هذا لا يعني وجود تنظيم نسائي إخواني مواز للإخوان المسلمين.

من جهة أخرى، أعربت الدكتورة استشهاد البنا عن تعجبها لموقف دولة الإمارات العربية المتحدة من الإخوان المسلمين ومن الإساءة التي تمت للوالد – على حد قولها – بنشر صورة له وهو يقبل يد الملك نافية حدوث تلك الواقعة. وقالت إن التاريخ سيعطي لكل واحد حقه وسينصف والدها الذي غير العالم.

وعن تواصل الأخوات المسلمات في مصر بغيرهن من أخوات العالم سواء في الإمارات أو غيرها من الدول أكدت ابنة البنا أن الأمر يتم بشكل عادي وطبيعي في إطار التواصل بين الأسر في كل بلد على حدة مشيرة إلى أنها على المستوى الخاص تتواصل مع أخوات من مختلف الشعوب وإن كانت لا تنتمي لحزب الحرية والعدالة إلا أنها لا تبخل بتقديم المساعدة للحزب أو حتى لغيره من الأحزاب المختلفة في توجهاتها السياسية.

جدير بالذكر أن نساء الإخوان على مدار أكثر من ستين عاما قد لعبن أدوارا مهمة في مراحل حساسة وحاسمة من تاريخ الجماعة. وكان بروز قيادات نسائية إخوانية عبر تلك السنوات تأكيدا على ذلك الدور الذي قامت به الأخوات جنبا إلى جنب مع الإخوان المسلمين، وهو ما كشفته شهادات واعترافات لبعضهن مثل زينب الغزالي وفاطمة عبد الهادي وكيل أول لجنة نسائية في جماعة الإخوان، وزوجة أحد قيادييها البارزين، وهو الشيخ محمد يوسف هواش، الذي تم إعدامه مع سيد قطب في العهد الناصري، وقد كشفت في أحد كتبها عن كيفية تكون البذور الأولى للنشاط النسائي داخل جماعة الإخوان المسلمين حيث بدأ الأمر بالدروس الدينية عام 1942 لمجموعة مكونة من ست أخوات منهن فاطمة عبد الهادي، وأمينة الجوهري، وفاطمة البدري، وزينب زوجة الشيخ الشعشاعي، في أحد أحياء القاهرة الشعبية، ثم أخذت تتسع أنشطتها لتشمل تقديم خدمات اجتماعية مثل التمريض ومساعدة الفقراء والأيتام وتزويج الفتيات للإخوة الذين يبحثون عن زوجات.

وبينما نفت قيادات إخوانية في مصر علاقة الجماعة بما تردد بشأن القبض على نساء الإخوان في الإمارات، وأنكروا صلتهم بالموضوع، تعمد موقع جماعة الإخوان المسلمين تجاهل الأمر وعدم الخوض فيه كثيرا والاكتفاء بتقارير مقتضبة منقولة عن مراكز حقوقية خليجية تستنكر ما حدث ومنها ما نقلته عن موقع «دعوة الإصلاح الإماراتي» الذي نشر بيانا لأهالي المعتقلين يرفضون فيه أساليب استدراج زوجات المعتقلين إلى نيابة أمن الدولة ويستنكرون ما سموه بالتصعيد في قضية معتقلي الإمارات.

وفي وقت لاحق أعرب عبد المنعم عبد المقصود محامي الإخوان المسلمين بمصر في تصريحات عن استنكاره القبض على عناصر نسائية، ممن ينتمين إلى الجماعة، ووصف الأمر بالتصعيد غير المبرر مؤكدا أن الجماعة ستسعى فورا لمخاطبة الجهات الرسمية المصرية لبحث الخطوات التي يتم اتخاذها في هذا الصدد مشيرا إلى أن ما حدث يعد سابقة أولى وتجاوزا للخطوط الحمراء.