رئيس جديد لـ «النور» السلفي يتعهد بتنقية قوانين مصر «من كل ما يخالف الشريعة»

يونس مخيون قال إن حزبه يسعى للمشاركة في إدارة البلاد ويرفض الانفراد بالسلطة

مصرية تسير أسفل صور ولافتات لمرشحي حزب النور السلفي في الانتخابات البرلمانية السابقة بأحد الأحياء الشعبية (أ.ب)
TT

انتخب حزب النور السلفي في مصر الدكتور يونس مخيون لرئاسته أمس خلفا للدكتور عماد عبد الغفور مساعد رئيس الجمهورية الذي انشق عن الحزب قبل أسابيع مؤسسا حزبا جديدا بعد اتساع هوة الخلافات داخل أكبر حزب سلفي في البلاد. وتعهد مخيون في كلمة له أمس بتنقية القوانين المصرية، من كل ما يخالف الشريعة، مشددا على أن حزبه سيسعى لإدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة، رافضا أن ينفرد فصيل واحد بالسلطة.

وفاز مخيون برئاسة الحزب بتزكية الهيئة العليا للحزب، وموافقة الجمعية العمومية. ووفق لائحة النور يكون كل أعضاء هيئته العليا مرشحين للمنصب إلا من اعتذر. وقالت مصادر رفيعة في الحزب لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة العليا فضلت التوافق بشأن اختيار رئيس الحزب في هذه المرحلة تجنبا لأي بذور شقاق بعد ما تعرض له الحزب من أزمة بانفصال رئيسه السابق.

وأُسس حزب النور في أعقاب نجاح ثورة 25 يناير، كجناح سياسي لـ«الدعوة السلفية» وهي جماعة تبنت رؤية أكثر تشددا لفهم الدين الإسلامي، وتأسست في البلاد قبل 40 عاما.

وأمام أعضاء الجمعية العمومية رسم مخيون الخطوط العريضة للحزب في المرحلة المقبلة، مؤكدا أن الفترة الانتقالية انتهت بانتخابه وأن الحزب مقبل على مرحلة استقرار لاستكمال بنائه.. مشددا على أن قيادات الحزب تعمل كفريق متجانس.. «نعمل كمؤسسة نتشارك في اتخاذ القرارات وتنفيذها وتحمل تبعاتها».

حصل مخيون على بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان جامعة الإسكندرية عام 1980، وليسانس الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر عام 1999، وشغل عضوية الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، كما انتخب نائبا عن حزبه في انتخابات البرلمان الماضي عن محافظة البحيرة، وهو عضو أيضا في مجلس الشيوخ بحزب النور، ومجلس الإدارة العام للدعوة السلفية.

وحصل «النور» على 23 في المائة من مقاعد أول برلمان بعد الثورة، ليمتلك ثاني أكبر كتلة برلمانية في مجلس الشعب الذي تم حله بحكم قضائي العام الماضي.

وقال مخيون إن حزبه نجح في أحد أهم أهدافه الاستراتيجية بمشاركته في كتابة دستور البلاد الجديد الذي تم إقراره الشهر الماضي، والمرحلة المقبلة مفصلية لأنها ستشهد أهم انتخابات برلمانية، فمجلس النواب القادم هو أخطر المجالس النيابية لأنه سيعمل على ترجمة مبادئ الدستور في القوانين التي سيصدرها.

وتابع: «سنعمل على تنقية كل القوانين التي تخالف الشريعة الإسلامية»، وشدد مخيون على أن حزب النور سوف يسعى إلى إدارة البلاد من خلال وضع «الرجل المناسب في المكان المناسب»، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة لا يمكن أن يتحمل فيها فصيل واحد الانفراد بالسلطة (في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين).

بدأ مخيون النشاط الدعوي وهو في السنة الثالثة بكلية الطب وتم اعتقاله عقب اغتيال السادات عام 1981 بسبب نشاطه الدعوي وخرج من المعتقل في أواخر عام 1982. واعتقال مخيون أيضا ثلاث مرات من قبل أجهزة الأمن في عهد نظام الرئيس السابق حسني مبارك دون توجيه تهم جنائية له.

ولعب حزب النور دورا بارزا في كتابة دستور البلاد الجديد، وساهمت قياداته في تمريره عبر استفتاء جرى نهاية العام الماضي.

وأكد مخيون أن المرحلة الجديدة في تاريخ الحزب ستشهد تناميا في دور الشباب والمرأة، قائلا إن «دور المرأة سيكون وفق الضوابط الشرعية المنضبطة».

وخاض حزب النور الانتخابات البرلمانية الماضية ضمن تحالف ضيق مع أحزاب صغيرة أخرى ذات مرجعية إسلامية. وطالب مخيون الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بوضع ميثاق شرف للتنافس الانتخابي في الاستحقاقات المقبلة.

وفي نهاية كلمته حاول مخيون بعث رسائل تطمينية للأقلية المسيحية في البلاد قائلا: «أنتم في أمن وأمان وسلامة كاملة ولن تروا منا إلا القسط والبر»، كما خاطب المرأة قائلا: «لا يوجد شريعة على وجه الأرض أعطت المرأة حقها كما أعطت الشريعة الإسلامية».

وهتف أعضاء الجمعية العمومية خلال اجتماعهم قائلين: «حزب النور قالها قوية.. دولتنا دولة عصرية.. يا علماني خايف ليه شرع الله عملك إيه.. إسلامية إسلامية مصر النور إسلامية».

وكانت أزمة سياسية قد تفجرت داخل حزب النور منتصف العام الماضي بين عبد الغفور وعدد من أنصاره وقيادات الهيئة العليا على خلفية ما قيل إنه هيمنة الدعوة السلفية على الحزب. وأسس عبد الغفور مطلع الأسبوع الماضي حزب الوطن السلفي وبدأ الترتيب لتحالف انتخابي مع القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل الذي يعتزم تدشين حزب سلفي جديد أيضا.

ويعتقد مراقبون أن الانقسامات التي شهدها تيار الإسلام السياسي قد تؤثر على فرص هيمنتهم على البرلمان المقبل.

وفي كلمة للرئيس المؤقت للحزب قبل بدء انتخاب مخيون أمس، قال سيد خليفة إن قيادات الحزب حاولت لم شمل الأطراف المختلفة، مشيرا إلى أن كثيرا من تفاصيل الخلاف لم تعلن لأعضاء الحزب، موجها الشكر لعبد الغفور على إدارته الحزب في الفترة الماضية. وحرصت قيادات حزب النور على نفي وجود أي دور لجماعة الإخوان المسلمين بشأن الأزمة التي تفجرت داخلها.