حديث ساخن داخل البرلمان العراقي لإعادة موضوع طرح الثقة

برلماني : قلقنا لم يعد من المالكي بل على مستقبل البلاد

TT

في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي، ودخول الأزمة السياسية إلى معترك جديد، تحاول القيادة الشيعية من خلال تقليد النموذج المصري بإخراج أنصار السلطة إلى الشوارع للرد على المظاهرات المناهضة لها، أكد عضو بالبرلمان العراقي أن «حديثا ساخنا يدور حاليا داخل مجلس النواب للعودة إلى موضوع سحب الثقة من رئيس الوزراء»، بينما شدد قيادي بحزب الرئيس العراقي جلال طالباني على أن «الأزمة السياسية الحالية تجاوزت مرحلة الخوف من تفرد المالكي بالسلطة، وأصبحنا اليوم قلقين أكثر على مستقبل العراق بعد أن خرجت المظاهرات في عدة مدن، وهناك مخاوف من استغلالها من قبل أعداء العراق».

وفي تصريح أدلى به علي بابير أمير الجماعة الإسلامية الكردية وعضو البرلمان العراقي أكد أن «أعضاء في الكتل النيابية يبحثون حاليا إمكانية الرجوع إلى موضوع سحب الثقة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأن حديثا ساخنا يدور حاليا بينهم بهذا الصدد، خاصة بعد ظهور دعوات من بعض النواب باستجواب المالكي».

وكانت دعوة سحب الثقة من المالكي قد فشلت في وقت سابق بسبب إصرار الرئيس العراقي جلال طالباني على ضرورة جمع التواقيع الكافية من أعضاء مجلس النواب ليتمكن من تقديم طلب إلى البرلمان ببحث موضوع سحب الثقة منه، ولكن العدد حسبما أعلنت الرئاسة لم يكن كافيا في حينه لتقديم ذلك الطلب.

ومع التطورات الحالية في العديد من المحافظات والمدن العراقية المتمثلة باستمرار المظاهرات الشعبية المناهضة لحكومة المالكي، وخروج مظاهرات مؤيدة له من قبل الشيعة، أبدى قيادي كردي مخاوفه من مستقبل العراق، وأن ينجر البلد في النهاية إلى الصدام الطائفي، خاصة مع الشحن الموجود حاليا من قبل الكتل السياسية المحسوبة على المكونين السني والشيعي. وقال آزاد جندياني عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، والذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، والمتحدث الرسمي باسمه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «غياب الرئيس طالباني في هذا الوقت الذي انفجرت فيه العديد من الأزمات وتعقدت بحيث لم نعد نعرف مساراتها وإلى أين تتجه، هذا الفراغ الكبير في ظل تفاقم الأزمة السياسية يثير قلقنا ومخاوفنا، خاصة من تداعيات تلك الأزمة التي ما زالت تراوح مكانها دون حل، بينما تتصاعد أزمات أخرى متفرعة عنها، منها التلويح بمواجهات طائفية، وهذا ما يثير قلقنا، ونحن نعتقد أن الموضوع تجاوز الحديث عن مستقبل ومصير المالكي، نحن اليوم متخوفون وقلقون على مستقبل العراق الذي يواجه خطرا حقيقيا، ولذلك أكدنا في اجتماعاتنا الأخيرة سواء بالمكتب السياسي لحزبنا، أو اجتماعاتنا المشتركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب بارزاني) على ضرورة التحرك باتجاه البحث عن الحلول الجذرية للأزمة السياسية بالتركيز مع التحالف الوطني الشيعي وبقية الكتل الأخرى».

وحول ما إذا كانت القيادة الكردية ما زالت متمسكة بموقفها من المالكي وضرورة استبداله عبر إثارة موضوع سحب الثقة منه بالبرلمان، قال جندياني «لسنا نحن من يختار بديلا عن المالكي، بل إن التحالف الوطني هو الطرف المسؤول عن ذلك، فهذه الأمور متعلقة بالاستحقاقات الانتخابية التي علينا أن نحترمها، وحسب الدستور يجب أن يكون البديل من كتلته، ولمعالجة تداعيات هذه الأزمة نحن نرى أن هناك حاجة ملحة للتوافقات السياسية لكي نتمكن من تصحيح مسار الحكم الحالي بالبلاد، على جميع الأطراف السياسية أن تتحاور لكي نبحث جميعا عن حلول مرضية لهذه الأزمة الخطيرة، وبالأخص مع التحالف الوطني».