مخاوف أمنية بسيناء من تجدد استهداف رجال الشرطة والجيش

عقب الهجوم على دورية قرب الحدود مع إسرائيل

نقطة الحدود الفاصلة بين إسرائيل وشبه جزيرة سيناء التي تعرضت لهجوم من متطرفين مصريين العام الماضي (رويترز)
TT

مع تجدد الهجمات المسلحة على رجال شرطة بشمال سيناء، ازدادت المخاوف لدى أجهزة الأمن المصرية من أن العناصر التي تلاحقها السلطات منذ مقتل 16 جنديا مصريا على أيدي متشددين في أغسطس (آب) الماضي - ربما تعتزم تنفيذ عملية نوعية جديدة بشبه الجزيرة، بعد تأكيد الجيش أنه لا تفاوض مع من وصفهم بالإرهابيين.

الرواية الرسمية لأجهزة الأمن تقول إن الهجوم على الدورية الأمنية أول من أمس، الذي أسفر عن إصابة سبعة من رجال الشرطة بينهم ضابط، جاء من جانب مهربين تم رصدهم قرب الحدود بين مصر وإسرائيل. لكن مصادر أمنية رفيعة المستوى قالت إنه هجوم مباغت ومفاجئ، وأن هناك شكوكا حول هوية منفذيه.. «قد لا يكونون مهربين»، وأضافت المصادر أن قوات الشرطة المتمركزة حول خط تصدير الغاز الطبيعي للأردن فوجئت بالهجوم، مما تسبب في ارتفاع أعداد المصابين، بينهم اثنان على الأقل في حال الخطر نتيجة إصابة أحدهما برصاصة في الرقبة والآخر في البطن.

وتابعت المصادر: «لو أن الأمر تبادل إطلاق رصاص بين قوات الأمن والمهربين لما وقعت كل هذه الإصابات بين صفوف رجال الشرطة ولما تمكن المهاجمون من الهروب بهذه السرعة بعد تنفيذ الهجوم.. إن من نفذوا الهجوم مدربون تدريبا عسكريا عاليا لأنهم نجحوا في تحقيق كل هذه الإصابات».

وأصيب ضابط وستة رجال شرطة مصريين في هجوم مساء أول من أمس شنه مسلحون على دورية للشرطة كانت تقوم بعملية تمشيط لمنطقة الحدود بين مصر وإسرائيل.

وقالت المصادر إن الدورية التي تعرضت للهجوم تتولى عمليات تأمين خط تصدير الغاز الطبيعي للأردن وإسرائيل، وإن المسلحين هاجموا الدورية قرب العلامة الدولية رقم 36 بالقطاع الأوسط من سيناء قرب معبر العوجة التجاري على الحدود بين مصر وإسرائيل، وفروا هاربين بشاحنة صغيرة.

وتزداد مخاوف أجهزة الأمن من معاودة المتشددين، الذين تلاحقهم قوات الشرطة والجيش بسيناء، الهجمات المسلحة التي تستهدفهم، خاصة في ظل تأكيدات الجيش المصري أن العملية العسكرية مستمرة، وأنه لا تفاوض مع من تصفهم بالإرهابيين.

وتحاول المجموعات الجهادية التي تتخذ من سيناء مركزا لها، من خلال هذه الهجمات، إظهار قوتها لرجال الأمن والتأكيد على استمرارها في هجماتها التي تستهدف رجال الشرطة والجيش لتظهر فشل العملية العسكرية بسيناء التي بدأت منذ أغسطس الماضي.

وقالت المصادر إن حالة الانفلات الأمني ما زالت مستمرة بسيناء، وإن هذه المجموعات تنشط في مناطق الشيخ زويد ورفح ومناطق أخرى جبلية بجنوب العريش يختبئون بها. وأضافت أن هذه الخلايا النائمة، على حد وصفهم، قد تلجأ إلى عملية نوعية خلال الفترة المقبلة لتحفيز عناصرها والتأكيد على أنها ما زالت موجودة داخل أراضي سيناء.

ويشتكي أهالي سيناء من تجاهل الدولة لمطالبهم طوال العقود الماضية، وانعقدت آمالهم في أن يتغير الأمر في أعقاب ثورة 25 يناير، لكن قرارا أصدره وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بشأن عدم أحقيتهم في تملك الأراضي المتاخمة للحدود - تسبب في إثارة غضبهم مجددا.

ويرى خبراء أن استقرار الأوضاع في شبه الجزيرة، شبه منزوعة السلاح بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، أمر صعب إن لم تتجاوب القبائل والعائلات الكبرى بها.

وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث العسكري الرسمي، إن القوات المسلحة عقدت أمس لقاء مع عدد من مشايخ وعواقل ومجاهدي محافظة جنوب سيناء في إطار عملية التواصل المستمر وتبادل الرؤى والحوار بين المؤسسة العسكرية والمواطنين المصريين من أبناء سيناء حول القضايا المختلفة محل اهتمام الجانبين، في ضوء الثوابت الوطنية الراسخة التي تحكم العلاقة بين القوات المسلحة وأهالي سيناء باعتبارهم جزءا أصيلا ومكملا للقوات المسلحة في أدائها لمهامها في حماية الوطن أرضا وشعبا، بفضل تاريخهم وعطائهم الوطني الكبير.

وقالت القوات المسلحة قبل نحو أسبوع إنها نجحت في إحباط محاولة لتفجير كنيسة في رفح خلال احتفال المسيحيين بأعياد الميلاد. وكان العقيد علي قد قال في وقت سابق إن العملية الأمنية في سيناء مستمرة، ولم تتوقف كما روج عدد من وسائل الإعلام بدعوى التفاوض مع العناصر الإجرامية المسلحة، لافتا إلى أن العملية تسير وفق الإطار المخطط لها بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية.