اكتشاف خلية لـ«القاعدة» في شمال صنعاء

بدء محاكمة أعضاء خلية خططت لتفجيرات السبعين التي أودت بحياة قرابة 100 جندي

يمنيون متهمون بتفجير أدى إلى مقتل 86 جنديا في مايو (أيار) 2012 يصلون إلى محكمة أمن الدولة لمحاكمتهم في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت أجهزة الأمن اليمنية، أمس، عن اعتقال عدد من أفراد خلية إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة» في شمال العاصمة صنعاء وإحباط مخططات إرهابية تستهدف الأمن القومي للبلاد، في وقت بدأت إحدى المحاكم المتخصصة في محاكمة عدد من المتهمين في تفجيرات ميدان السبعين.

وقال مصدر أمني يمني إن قوات أمنية خاصة داهمت عند الثانية والنصف من فجر أمس، ما وصفته بالوكر لخلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في منطقة جدر التي تبعد قرابة 14 كيلومترا إلى الشمال من صنعاء، وجرت عملية المداهمة لمنزل شعبي في تلك الضواحي، ووصفت العملية بـ«النوعية»، وجرى خلالها اعتقال اثنين من أفراد الخلية، فيما لاذ الآخرون بالفرار، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن المصدر الأمني قوله إن أجهزة الأمن عثرت في منزل أفراد الخلية على «ألغام ناسفة، معدات تجهيز، مفاتيح تفجير، أحزمة ناسفة، قواعد هوائيات، صواعق كهربائية، وسائل تفجير عن بعد، حبال وأسلاك تفجير، بطاريات 9 فولت ودوائر كهربائية، وقذائف ناسفة وعبوات ناسفة، ومغناطيس لاصق»، وذكر المصدر الأمني اليمني أن من ضمن المضبوطات عددا من الصحف التي كان أفراد الخلية يتابعون خلالها أخبار الاغتيالات التي ينفذونها، إضافة إلى استخدام الصحف في التعرف على هوية بعض الضحايا المفترضين أو الموضوعين على قائمة التصفيات الجسدية وبالأخص العسكريين، هذا عوضا عن منهج خاص بالعمليات الإرهابية بعنوان «البتار في دورة تنفيذ الاغتيالات».

وفي الوقت الذي لم تعلن هوية المقبوض عليهم أو الملاحقين، وصفت السلطات اليمنية الخلية التي كشفت بأنها «من أخطر الخلايا التي كانت تعد وتخطط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المصالح القومية للبلاد»، وقالت إن أجهزتها الأمنية تواصل تعقب بقية أفراد الخلية لينالوا جزاءهم «جراء الأعمال ما اقترفته أيديهم الآثمة من جرائم بشعة وعمليات إرهابية غادرة وجبانة بقصد زعزعة الأمن والاستقرار والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين»، هذا ودعت الداخلية اليمنية المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن العناصر المشتبه بارتباطها بالإرهابيين، وبحسب شهود العيان من السكان في المنطقة التي عثر فيها على وكر الخلية، فإن أحد العسكريين قام باستئجار المنزل قبل 4 أشهر، وزعم أن لديه عائلة سوف ينقلها للإقامة هناك، غير أن ذلك لم يحدث، حيث كان يقيم في المنزل أناس آخرون، فيما هو يتردد عليهم بين وقت وآخر وهو يقود دراجة نارية.

في هذه الأثناء، بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء (أمن دولة)، أمس، في عقد أولى جلساتها لمحاكمة 10 متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، وبالتورط في تفجير ميدان السبعين الانتحاري الذي وقع في الـ21 من مايو (أيار) الماضي، وأسفر عن مقتل قرابة 100 جندي وصف ضابط أثناء الاستعداد للاحتفال بذكرى قيام الوحدة اليمنية، وفي الجلسة الإجرائية، وجهت النيابة الجزائية إلى المتهمين «تهمة الاشتراك في عصابة مسلحة ومهاجمة المعسكرات والقيادات الأمنية والعسكرية نتج عنها استشهاد 86 جنديا، وجرح 171 من الضباط والجنود»، وقد أنكر المتهمون السبعة الذين مثلوا أمام المحكمة التهم الموجهة إليهم، في حين قررت المحكمة عقد جلستها المقبلة الاثنين المقبل.

ويعاني اليمن من اختلالات أمنية صاحبت الانتفاضة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حيث ينشط تنظيم القاعدة، ويسيطر الحوثيون على محافظة صعدة، فضلا عن استمرار عمليات تفجير أنابيب النفط والغاز في البلاد.