واشنطن تتهم إيران بإقامة محطات «رادار» بسوريا.. لصالح حزب الله

تقرير رسمي أكد أن طهران تسعى لتوسيع قدراتها الاستخباراتية على شاطئ البحر المتوسط وأوروبا

TT

وأشار التقرير المكون من 64 صفحة إلى وجود محطتين (سيغينت) للتجسس الراداري في شمال سوريا ومرتفعات الجولان، وأن محطتي سيغينت في سوريا تقوم بتمويلهما قوة الحرس الثوري الإيراني وكانت نشطة منذ عام 2006، وأن إيران خططت لإنشاء محطتين أخريين وتشغليهما في عام 2007 بهدف التجسس على إسرائيل لصالح حزب الله. وتقوم المحطتان يجمع المعلومات الاستخباراتية من خلال إشارات اتصال صوتية ومشفرة عن أنظمة الأسلحة والملاحة، لكن التقرير يشير إلى أن التكنولوجيا المستخدمة في المحطتين تشير إلى أن قدرات إيران لا تزال محدودة، لكنها تركز على جمع المعومات لتزويد حزب الله بها، حيث تقدم إيران الدعم اللوجيستي والمادي لحزب الله وتستخدمه في عملياتها، وعادة ما يتم تسليم الدعم لحزب الله عن طريق الدبلوماسيين الإيرانيين.

وأوضح التقرير أن إيران تمتلك القدرة على جمع المعلومات الاستخباراتية من خلال طائرات استطلاع لكن بصورة محدودة لقلة عدد طائرات الاستطلاع لديها.

وأكد التقرير أن إيران تستغل مواردها البشرية، وبصفة خاصة دبلوماسيوها، وأنها تملك أكثر من 30 ألف ضابط تجسس وموظفي دعم للحصول على المعلومات الاستخباراتية في دول أخرى منها الأرجنتين وأذربيجان والبرازيل وبوليفيا والإكوادور وجورجيا وألمانيا وفنزويلا وتركيا. ويقول التقرير إن أكبر نشاط لفيلق القدس هو في مبنى السفارة الإيرانية في ألمانيا حيث يعمل موظفون تابعون لقوة فيلق القدس في تنسيق الأنشطة الإرهابية في أوروبا، ومؤخرا تم إنشاء مراكز عمليات في بلغاريا وميلانو.

وتشير تفاصيل التقرير إلى أن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية تستخدم كل الوسائل لحماية الثورة الإسلامية في إيران، ومنها زرع جواسيس في جماعات المعارضة الداخلية ورصد المعارضين المغتربين، واعتقال المنشقين وفتح قنوات اتصال مع وكالات الاستخبارات الأجنبية والمنظمات التي تحمي مصالح الجمهورية الإسلامية في جميع أنحاء العالم.

ويقول التقرير إن المرشد الأعلى آية الله خامنئي يقوم بتوجيه وزارة الاستخبارات والأمن التي تشرف على جميع العمليات السرية، لكن قوة فيلق القدس والحرس الثوري هي التي تقوم بتنفيذ العمليات خارج الحدود. ويرأس قوة فيلق القدس - وهي الجناح الاستخباراتي لقوة الحرس الثوري الإيراني - حيدر مصلحي الذي وضعته الإدارة الأميركية ضمن اللائحة السوداء للعقوبات لكونه المسؤول عن عمليات الضرب والإساءة النفسية والاعتداء الجنسي التي تم ممارستها ضد السجناء السياسيين الإيرانيين. ويقود فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، وهو المسؤول عن الجزء الأكبر من تنفيذ عمليات خارج الحدود الإقليمية مثل عمليات التخريب والاغتيالات والتجسس. ويصف التقرير قاسم سليماني بالشخصية الغامضة والمثيرة للاهتمام داخل فيلق القدس، وقد عين عام 1997 قائدا لفيلق القدس خلفا لأحمدي وحيد ورقي إلى رتبة فريق في 24 يناير (كانون الثاني) 2011 واشتهر بذكائه وكفاءته.

وعلى الرغم من أن قوة فيلق القدس تعمل بشكل مستقل فإنها تشاطر المعلومات التي تجمعها مع وزارة الاستخبارات. ويعطي الدستور الإيراني للحرس الثوري والجيش في الجمهورية الإسلامية مهمة النضال من أجل توسيع حاكمية قانون الله في أرجاء العالم والدفاع عن المستضعفين في أنحاء العالم، بما يعني حق إيران في التدخل في الشؤون الوطنية لأي بلد بدعوى نصرة المستضعفين.

ويلقي التقرير الضوء على التفاصيل التنظيمية لنشأة وزارة الاستخبارات بعد الثورة الإيرانية عام 1979، وإنشاء عدة وكالات للتجسس تخضع لسيطرة مركزية في وزارة الاستخبارات. وكانت تلك الوكالات محورية وضرورية خلال حرب العراق وإيران في عام 1980 للقضاء على الجواسيس العراقيين ثم توسع نشاطها لملاحقة معارضي النظام داخل وخارج إيران وامتد نشاطه إلى أفغانستان ضد القوات الأميركية. وقام بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في بيروت وبغداد وبرلين وباريس ولندن وغيرها من عواصم العالم. ويعمل فيلق القدس على تمكين ولاية الفقيه من الوصول إلى أهدافها الآيديولوجية والسياسية. ووضعت الإدارة الأميركية فيلق القدس على رأس لائحة المنظمات الإرهابية في العالم.

ويأتي نشر التقرير حول الأنشطة الاستخبارية لإيران بمساعدة حليفتها سوريا بعد أيام قليلة من ترشيح الرئيس أوباما لعضو مجلس الشيوخ السابق تشاك هاغل لشغل منصب وزير الدفاع الذي يملك وجهات نظر تميل إلى تأييد إيران ومهاجمة إسرائيل، مع تصاعد وتيرة اتهامات واشنطن لإيران بشن هجمات إلكترونية على المصارف الأميركية.