اشتباكات بين مقاتلين أكراد والجيش الحر في مدينة رأس العين الحدودية تطيح بالهدنة

رئيس المجلس الوطني الكردي لـ«الشرق الأوسط»: نتمنى على قيادة «الحر» تنسيق تحركاتها معنا

TT

مع اشتداد المعارك بين كتائب «الجيش السوري الحر» والقوات النظامية بريف دمشق، وخروج الآلاف في مظاهرات أطلق عليها ناشطو المعارضة جمعة «جامعة الثورة، هندسة الشهادة»، إثر التفجيرات التي استهدفت قبل أيام جامعة حلب، برز تطور ميداني لافت أمس في مدينة رأس العين الحدودية، حيث دارت اشتباكات بين مقاتلين أكراد وكتائب «الجيش الحر»، بحسب ناشطين سوريين.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن «اشتباكات عنيفة وقعت في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي (حزب الاتحاد الديمقراطي) ومسلحين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مقاتلين أكراد وسبعة مقاتلين معارضين، إضافة إلى إصابة 59 آخرين من الطرفين».

وفي حين أن هذه الاشتباكات ليست الأولى التي تشهدها مدينة رأس العين، ذات الغالبية الكردية، اتهم الناشط الكردي مسعود عكو تركيا بـ«تقديم الدعم لهؤلاء المسلحين». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «دبابتين دخلتا من الأراضي التركية لتتمركزا عند مقبرة المدينة وتقوم بقصفها»، مشيرا إلى أن «غالبية المنازل في حي الخزان الكردي تعرضت للتدمير». وأكد عكو أن المقاتلين الذي هاجموا رأس العين ينتمون إلى كتائب «أحفاد الرسول»، و«غرباء الشام»، إضافة إلى عناصر من «جبهة النصرة»، على حد تعبيره.

وكان المرصد السوري قد أوضح أنها «المرة الأولى التي تتجدد فيها الاشتباكات بهذا العنف» في هذه المدينة الحدودية مع تركيا منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين اندلعت معارك استمرت أياما بين المقاتلين الأكراد ومئات المسلحين الإسلاميين الذين دخلوا المدينة من تركيا. وأشار إلى أن المسلحين «استخدموا دبابات دخلت إحداها المدينة من الجهة الجنوبية الغربية». وفي سياق متصل، بث ناشطون شريط فيديو على موقع «يويتوب» يظهر الدبابات أثناء قصف المدينة، الواقعة شمال شرقي سوريا وتضم خليطا سكانيا يتألف من أكراد وعرب ومسيحيين.

في موازاة ذلك، اعتبر رئيس المجلس الوطني الكردي فيصل يوسف أن «المجموعات المسلحة التي هاجمت منطقة رأس العين تأتي إلى المدينة تحت عناوين الجيش الحر»، مشددا على أن «هوية هؤلاء المقاتلين ما تزال مجهولة بالنسبة للمجلس الكردي».

وأبدى يوسف لـ«الشرق الأوسط» استغرابه لشعار تحرير «رأس العين» الذي ترفعه بعض الكتائب المقاتلة، مشيرا إلى أن «النظام ليس موجودا في هذه المنطقة وانسحب منها منذ مدة، ولا معنى لهذا الشعار أبدا». وتمنى يوسف على «الجيش الحر» أن «ينسق مع قيادة المجلس الوطني الكردي في تحركاته داخل منطقة رأس العين»، لافتا إلى أن «مكونات متنوعة تعيش في هذه المنطقة، ما يدفعنا للمحافظة على السلم الأهلي».

وفي حين أكد يوسف أن «المقاتلين المهاجمين لبلدة رأس العين دخلوا مع آلياتهم من الجهة التركية»، نفى عضو «الائتلاف الوطني» المعارض و«المجلس الوطني السوري» عبد الأحد اسطيفو، وهو من أكراد سوريا، لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون هذا الأمر قد حدث»، متهما النظام السوري «بإشعال فتنة طائفية في محافظة الحسكة التي تضم بين أطيافها مكونات مختلفة».

وأوضح اسطيفو أن «المجلس الوطني» يقوم باتصالات مكثفة لضبط الوضع في رأس العين، مذكرا بأنها «ليست المرة الأولى التي يتم فيها خرق اتفاق الهدنة المتفق عليها بين جميع مكونات محافظة الحسكة ومن بينها القوى المسلحة في رأس العين».

إلى ذلك، أكد ناشطون معارضون حصول مجزرة في مدينة دوما بريف دمشق، حيث عثر على 13 جثة لأشخاص من المدينة كانوا قد اعتقلوا على حواجز اللجان الشعبية. وأشاروا إلى أن «الطيران الحربي النظامي كثف غاراته على مواقع مختلفة من الريف الدمشقي، ومنها بلدة المليحة المهجورة في الغوطة الشرقية ملحقا مزيدا من الدمار ببنيتها التحتية وممتلكات سكانها». كما قصفت طائرات الميغ التابعة للنظام منطقة مزارع رنكوس في ريف دمشق، فيما تعرضت معضمية الشام لقصف بواسطة مدفعية الفرقة الرابعة. وفي بيت سحم، تجدد القصف على البلدة، وتزامن مع اندلاع اشتباكات بين «الجيش الحر» والقوات النظامية على طريق مطار دمشق الدولي، في حين شهدت جديدة عرطوز انفجارات نتيجة القصف الذي تعرضت له البلدة.

وفي حين أفاد ناشطو المعارضة عن قصف مدفعي عنيف، أدى إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى جراء غارة جوية على حي «المحافظة» في حلب، أفاد وسائل إعلام سورية رسمية عن انفجار كبير وقع وسط مدينة حلب نجم عن صواريخ أطلقتها «جماعة إرهابية». وأظهر التلفزيون السوري لقطات «أظهرت جانبا منهارا من أحد المباني فيما كان السكان يفتشون وسط الحطام وينقلون جثثا من المكان».