المتحدث باسم «الموقعون بالدماء» لـ «الشرق الأوسط»: 40 مقاتلا منهم غربيون نفذوا هجوم عين أميناس

«بلعور» يؤكد أن عملية الجزائر من تنفيذ «القاعدة الأم».. ويعيد إلى الواجهة خلافاته مع «بلاد المغرب الإسلامي»

مختار بلمختار الملقب بـ«خالد أبو العباس» و «بلعور»، أمير كتيبة «الموقعون بالدم» كما بدا في تسجيل مصور بثه موقع «صحراء ميديا» الموريتاني أمس، وهو يرتدي لباسا عسكريا
TT

اعتبر متحدث باسم كتيبة «الموقعون بالدماء»، التي تبنت عملية الهجوم على منشأة الغاز في عين أميناس (جنوب شرقي الجزائر العاصمة)، أن «العملية كانت ناجحة بكل المقاييس». وقال الحسن ولد خليل، المتحدث باسم «الموقعون بالدماء»، في تصريحات هاتفية أدلى بها لـ«الشرق الأوسط»،إن «طائرات الجيش الجزائري قصفت سيارات كنا ننقل فيها 36 رهينة من المجمع السكني إلى المصنع، ولم ينج من القصف سوى اثنين من إخوتنا ورهينة ياباني، الذين التحقوا بالمصنع سيرا على الأقدام». وأشار ولد خليل إلى أن عملية الهجوم على المنشأة الغازية نفذتها «مجموعة تتكون من أربعين مقاتلا بينهم إخوة لنا غربيون».

وفي غضون ذلك، قالت الحكومة الجزائرية أمس، إن المتشددين الذين قتلوا في الهجوم ينتمون لست جنسيات مختلفة. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن وزير الاتصال (الإعلام) محند أولعيد السعيد المعروف باسم «محمد السعيد» قوله إنهم ينتمون لدول عربية وأفريقية وغير أفريقية، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وأضاف ولد خليل أن «الفدائيين انقسموا إلى فرقتين: إحداهما سيطرت على المصنع، والأخرى سيطرت على المجمع السكني، قبل أن تتعرض لقصف الجيش الجزائري أثناء محاولتها الالتحاق بالمصنع لأنه أكثر تحصينا».

وفي معرض حديثه عن التسوية التي كانت مطروحة عليهم، قال المتحدث باسم الكتيبة: «كنا نريد تسوية المشكلة في المنشأة، لأن نقل الرهائن والخروج بهم إلى أزواد (شمال مالي) كان أمرا مستحيلا، ونحن لم نكن نرغب في ذلك»، وأضاف: «لقد اتصل بنا جنرال في المخابرات الجزائرية، وعبرنا له عن استعدادنا للحوار ولكنه رفض مفضلا استخدام القوة». وكان مختار بلمختار الملقب بـ«خالد أبو العباس» والمعروف في منطقة الساحل الأفريقي باسم «بلعور»، قد أعلن عن تأسيس كتيبة «الموقعون بالدماء» مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2012، حيث أشار آنذاك إلى أن هدفها هو معاقبة من يشارك أو يخطط للحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي. وقال «بلعور» في إعلان تأسيس الكتيبة الجديدة، موجها الخطاب إلى دول المنطقة: «سنرد بكل قوة، وستكون لنا كلمتنا معكم، ووعد منا سننازلكم في عقر دياركم، وستذوقون حر الجراح في دياركم، وسنتعرض لمصالحكم».

ويأتي تشكيل كتيبة «الموقعون بالدماء» بعد خلافات حادة بين زعامات تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وأسفرت هذه الخلافات عن انشقاق «بلعور» عن التنظيم منذ عدة أشهر، وتقاربه مع حركة «التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، التي تسيطر على منطقة غاوه في شمال مالي. وشكل استهداف المنشأة الغازية في عين أميناس شرقي الجزائر، العملية الأولى لكتيبة «الموقعون بالدماء»، وذلك بعد شروع القوات الفرنسية في عملية عسكرية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة التي شنت هجوما في العاشر من يناير (كانون الثاني) الحالي، وذلك من أجل احتلال مدن في جنوب مالي.

وفي سياق ذلك، بث موقع «صحراء ميديا» الموريتاني أمس تسجيلا مصورا لأمير الكتيبة، مختار بلمختار، قال فيه: «إننا في تنظيم القاعدة نعلن عن تبنينا لهذه العملية الفدائية المباركة»، في إشارة إلى أن عملية عين أميناس من تنفيذ تنظيم «القاعدة الأم»، مؤكدا بذلك الخلافات بينه وبين زعامات تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وهي الفكرة نفسها التي أراد الرجل ترسيخها من خلال المطالب التي تقدم بها، التي تضمنت الإفراج عن عمر عبد الرحمن وعافية صديقي، المعتقلين في الولايات المتحدة، وذلك مقابل تحرير جميع الرهائن الأميركيين.

ويعتقد المراقبون أن الفيديو الذي نشره الموقع الموريتاني، المتابع للمجموعات المسلحة في الساحل الأفريقي، تم تسجيله يوم الخميس 17 يناير الحالي، وذلك مع بداية الهجوم الذي شنه الجيش الجزائري على المنشأة من أجل تحرير الرهائن الغربيين والجزائريين.

وأعرب «بلعور» في التسجيل المصور عن استعداده للتفاوض مع الحكومات الغربية والنظام الجزائري، من أجل التوصل إلى حل بشأن إيقاف العمليات العسكرية في مالي ضد الجماعات الإسلامية المسلحة المتحالفة معه،