الرئيس الموريتاني: واجهنا الجماعات الإرهابية منفردين

قال إن بلاده هي أول من دق ناقوس خطر تنامي الجماعات المتطرفة في شمال مالي

TT

قال الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، إن بلاده هي أول من دق ناقوس الخطر من تنامي قوة الجماعات المتطرفة في شمال مالي، الذي قال إنه ترك تحت سيطرتها، مضيفا أن المجموعات الإرهابية سبق أن «انتهكت حرمة أراضينا، وغدرت بأبنائنا في عمليات تسلل جبانة فلم نتردد لحظة في مواجهتها وملاحقتها في أوكارها».

وجاءت تصريحات الرئيس الموريتاني في خطاب ألقاه أمس في مدينة تيشيت التاريخية (وسط البلاد)، التي تم اختيارها هذا العام لتنظيم فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان المدن القديمة الذي تخلده موريتانيا كل عام في واحدة من مدنها التاريخية.

وأضاف ولد عبد العزيز، في كلمة أمام مئات المواطنين الموريتانيين، أن بلاده هاجمت الجماعات الإسلامية المسلحة «منفردة بالاعتماد على الإيمان بالله وقدرات الجيش الوطني وعدالة قضيتها»، مشيرا إلى أنه «لا تزال تلك المبادئ تحركنا اليوم للدفاع عن حرمة أراضينا وحماية مواطنينا».

وكان الجيش الموريتاني قد أعلن المناطق الشرقية من موريتانيا التي تقع على الحدود مع جمهورية مالي «منطقة عسكرية» تابعة لسلطته، في حين انتشرت دورياتها بشكل كثيف في المنطقة تحسبا لأي محاولات تسلل تقوم بها عناصر تابعة للجماعات الإسلامية المسلحة من شمال مالي بعد التدخل الفرنسي.

ويأتي تحرك الجيش الموريتاني على الحدود في وقت تتضارب فيه الأنباء حول مشاركة موريتانيا في حرب مالي، حيث سبق للرئيس الموريتاني نفسه أن أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، عدم استعداد بلاده للمشاركة في الحرب التي يتم التحضير لها في مالي، مؤكدا عزمها على حماية حدودها من تداعيات حرب قال إن لها عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.

وفي نفس السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقربين من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قولهم، إن الرئيس الموريتاني تعهد لهولاند بإمكانية مشاركة موريتانيا في الحرب إذا تلقت طلبا رسميا من السلطات المالية.

وكان الرئيس الموريتاني قد قال في خطابه أمس، إن «علاقاتنا التاريخية والثقافية وحدودنا الجغرافية الطويلة مع جمهورية مالي الشقيقة، تحتم علينا حماية مصالحنا المشتركة معها، وعلى رأسها ضمان الأمن والأمان على حدودنا».

وفي هذه الأثناء كانت أحزاب في المعارضة الموريتانية قد أعلنت رفضها لأي نوع من المشاركة في حرب مالي، مؤكدة أن على الجيش الموريتاني أن يحمي الأراضي الموريتانية، وأن لا يتجاوز الحدود، متهمة النظام بالسماح للطائرات الفرنسية بعبور الأجواء الموريتانية.

وفي سياق متصل، وصل آلاف اللاجئين الماليين إلى المناطق الشرقية من موريتانيا، هربا من القصف الفرنسي ومن عمليات تصفية عرقية محتملة قد ينفذها الجيش المالي ضد العرب والطوارق من المدنيين.

وعن اللاجئين، قال الرئيس الموريتاني في خطابه: «لقد رحبت بلادنا بأفواج اللاجئين الذين تدفقوا إلى مناطقنا الشرقية»، مشيرا إلى أن «ذلك جانب إنساني يفرضه علينا ديننا الحنيف وشيمنا الأصيلة والقوانين والمعاهدة التي تربطنا بالمنظومة الدولية».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين قد أعلنت أن موريتانيا استقبلت 4208 لاجئين منذ بداية المواجهات المسلحة بين الجماعات الإسلامية المسلحة والجيش المالي مدعوما من طرف القوات الفرنسية، والتي انطلقت يوم 11 يناير (كانون الثاني) الحالي.