معارك ضارية جنوب دمشق.. وسقوط مبنى الأمن السياسي في دير الزور

ارتفاع أعداد قتلى بستان القصر في حلب إلى أكثر من 80 قتيلا

فتى سوري يضع أمتعته في شاحنة للجوء إلى تركيا (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر في الجيش الحر بريف دمشق (الغوطة الشرقية) إن الجيش سيطر على «مسافة 10 كلم على طول طريق المطار الدولي»، وذلك بعد أن هاجمت كتيبة «الإمام الحسين» حاجز حران العواميد على طريق المطار الدولي، الذي يعد واحدا من أكبر الحواجز التي تنصبها قوات النظام على طريق مطار دمشق الدولي، وبث المكتب الإعلامي في كتيبة «الإمام الحسين» عدة فيديوهات يوم أمس تظهر عملية السيطرة على حاجز حران العواميد وإطلاق الكتيبة عددا من قذائف الهاون على المطار، بعد الاستيلاء على دبابتين وتدمير عربتي شيلكا وثماني دبابات في اشتباكات عنيف استمرت ليومين بشكل متواصل بالقرب من مطار دمشق الدولي اليوم، في حين لم تتمكن قوات النظام من فرض سيطرتها على منطقة المليحة القريبة، التي يتم يقصفها بشكل متواصل منذ عدة أسابيع من قبل قوات النظام.

وفي تطور ميداني آخر، أعلنت شبكة «شام» المعارضة أن الجيش الحر تمكن من تحرير مبنى الأمن السياسي في محافظة دير الزور، شرق سوريا. ووفقا للشبكة فقد «جاءت عملية التحرير بعد اشتباكات عنيفة جرت مع القوات النظامية دامت أيام عدة، استحوذ خلالها الجيش الحر على آليات ومعدات ثقيلة وذخيرة. كما قام بإطلاق سراح جميع المعتقلين الموجودين بداخل الفرع».

وكان مبنى الأمن السياسي الواقع في منطقة حطلة داخل حي الحويقة قد تعرض للقصف بقذائف الهاون من قبل الجيش الحر خلال الأيام الماضية. وأشار المرصد السوري في بيان له إلى أن «منفذي عملية الاقتحام هم مقاتلون من (لواء الفرقان) و(جبهة النصرة) و(لواء القادسية) و(المجلس الثوري) وعدة كتائب أخرى»، في حين وضعت «الهيئة العامة للثورة السورية» عملية الاستيلاء على المبنى وما رافقه من معارك ومواجهات «في إطار عملية عسكرية يقوم بها الثوار، تستهدف حواجز عسكرية في المدينة، وأدت إلى سيطرتها على حاجز السياسية ومنطقة الجسر».

وقال ناشطون معارضون لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستيلاء على هذا المركز سيمهد الطريق لسقوط دير الزور بشكل نهائي بيد المعارضة»، مشيرين إلى أن «النظام السوري لم يعد يملك في المدينة سوى مركزين محصنين هما معسكر الطلائع ومطار دير الزور، حيث إن بقية المواقع يسهل السيطرة عليها». ورجح الناشطون أن «تقطع السيطرة على دير الزور خطوط الإمداد إلى محافظة الحسكة، ما يمهد لضرب نفوذ النظام في مرحلة لاحقة».

إلى ذلك، أفاد «اتحاد تنسيقيات الثورة» بأن القوات النظامية قصفت مدينة الشيخ مسكين في محافظة درعا، حيث شنت الطائرات الحربية غارات جوية عدة على المدينة. كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية في بلدة اليادودة بريف درعا، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة على المدينة.

وفي حمص، قصفت القوات النظامية براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة حي جورة الشياح الذي يعد من أهم معاقل الجيش الحر في المدينة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن معارك عنيفة دارت بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية في دمشق، لافتة إلى سيطرة الجيش الحر على حاجز عسكري قرب بلدة حران العواميد، المحاذية لمطار دمشق الدولي. وشهد حي القدم الدمشقي حركة نزوح من قبل بعض الأهالي، بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت فيه، كما سقطت قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة.

وفي جنوب العاصمة تواصلت الاشتباكات العنيفة هناك بين قوات النظام ومقاتلي الجيش الحر، واحتدمت الاشتباكات ليل الاثنين - الثلاثاء في مخيم اليرموك الفلسطيني وتركزت في شارع 30، بالتزامن مع قصف عنيف على عدة أحياء القدم والعسالي والحجر الأسود والدحاديل، كما هز انفجار سيارة مفخخة حي الزاهرة.

وشهد وسط العاصمة دمشق ارتباكا مروريا جراء قطع طريق أبو رمانة الرئيسي والقريب من القصر الروضة الرئاسي وسط حالة استنفار أمني وانتشار كثيف للقوات الأمن والشبيحة هناك، دون أن تتضح أسباب ذلك، كما لوحظ انتشار أمني غير مسبوق في كلية طب الأسنان في منطقة المزة وسط توارد معلومات عن قيام قوات الأمن بملاحقات لعدد من الطلبة في الكلية. وغرب دمشق تواصل القصف على مدينة داريا على المناطق السكنية حيث قتل أكثر من ستة أشخاص نتيجة القصف الجوي والمدفعي العشوائي، في وقت كانت تدور فيه اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في معضمية الشام بريف دمشق عند المحور الغربي والشرقي.

وفي حلب ارتفع عدد القتلى الذين عثر على جثثهم في نهر قويق إلى 80 قتيلا، تم إعدامهم ميدانيا برصاص في الرأس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود الثلاثاء أنه تم العثور على أكثر 65 جثة على الأقل لشبان، أعدموا جميعا برصاصات في الرأس، في حي بستان القصر في مدينة حلب شمال سوريا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد عيان قوله: «لا نعرف من هم»، موضحا أنهم لم يكونوا يحملون بطاقات هوية. وبينما اتهم مقاتلون معارضون في المكان النظام بقتلهم، قال مصدر أمني إنهم قتلوا «على أيدي مجموعات إرهابية».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تم انتشال 65 جثة على الأقل اليوم من نهر قويق في مدينة حلب وهم مكبلو الأيدي بمعظمهم وأعدموا برصاصات في الرأس».

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قناصا تابعا لقوات النظام كان يطلق النار على كل من يحاول انتشال الجثث، وأكد ضابط في الجيش السوري الحر في المكان لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «تم انتشال 68 جثة من النهر». وقال الضابط الذي عرف عن نفسه باسم أبو صدى: «بعضهم مجرد أطفال»، متهما النظام «بإعدامهم».