60 دولة في مؤتمر الكويت اليوم لجمع 1.5 مليار دولار للمتضررين السوريين

الإبراهيمي يقدم تقريره إلى مجلس الأمن وسط تشاؤم حول الحل السياسي

TT

تستضيف الكويت اليوم «المؤتمر الدولي لإعلان التعهدات الإنسانية من أجل سوريا» بمشاركة ستين بلدا من بينها روسيا وإيران، الداعمان الأساسيان لنظام بشار الأسد، ويأتي الاجتماع بعد جلسة لمجلس الأمن يفترض أن تكون عقدت مساء أمس للاستماع إلى تقرير الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدول والعربي حول سوريا.

ويهدف مؤتمر الكويت الذي يعقد برعاية الأمم المتحدة إلى جمع 1.5 مليار دولار لمساعدة نحو خمسة ملايين متضرر في الداخل السوري وفي دول الجوار من الحرب الدائرة. وفي هذه السياق أعلنت المفوضية الأوروبية، إحدى الجهات المشاركة في المؤتمر، بالأمس أن الاتحاد الأوروبي سيتعهد بتقدم مائة مليون دولار كمساعدة إضافية للاجئين السوريين المتواجدين في الدول المجاورة. وقالت مفوضة شؤون المساعدات الإنسانية بالاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا: «يعاني الشعب في سوريا من البرد والجوع والذعر. هؤلاء الذين نجحوا في عبور الحدود يصلون في الغالب من دون شيء سوى ما يرتدون من ملابس». على صعيد التبرعات العربية والإسلامية تعهدت 77 منظمة كويتية وإقليمية وعالمية خلال مؤتمر عقدته بالأمس بتقديم 182 مليون دولار كمساعدات للمدنيين السوريين.

وفي القاهرة قال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية إن الجامعة تنتظر انعكاسات لتغيير في موقفي واشنطن وموسكو من الأزمة السورية بدعم مذكرة المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وإصدار قرار ملزم من مجلس الأمن للنظام السوري والمعارضة لوقف إطلاق النار، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «القراءة الأولى لموقف الرئيس الأميركي باراك أوباما بدراسة الحل العسكري وكذلك موقف رئيس الوزراء الروسي تؤكد أهمية التوصل لحل وحتى الآن نرى أهمية الحل السياسي من خلال آلية جديدة يدعمها مجلس الأمن، خاصة أن الأمور وصلت إلى حالة من انهيار الدولة».

وأكد بن حلي أن الجامعة العربية تراهن على الحل السياسي لأن التدخل العسكري يؤدي إلى تعقيد الأمور وخلط الأوراق، محملا المسؤولية للحكومة والمعارضة مشيرا إلى أن الضرر يقع على الجميع، قائلا إن «الجهود الدولية متعثرة ومسار الحل يسير في اتجاه خاطئ يؤدي إلى المزيد من تحطيم البلاد»، ووصف الطريق الذي تسير فيه سوريا حاليا بالقاتل ويؤدي في نهايته إلى الانهيار الكامل للدولة.

وحول لقاء العربي مع وفد المعارضة السورية برئاسة معاذ الخطيب، قال: إنه «كان لقاء لتبادل المعلومات حول الوضع برمته، والمعارضة طالبت بمزيد من الدعم السياسي والمالي لتجاوز العقبات وتحمل الأضرار التي يعاني منها الشعب السوري حاليا».

وفي نيويورك وقبل ساعات من جلسة مجلس الأمن أشار مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة أنه لا يوجد لدى البعثة الأميركية في الأمم المتحدة أي إشارات إلى احتمالات لشن حملة عسكرية لإنهاء الصراع في سوريا، وأن واشنطن تعمل على دفع المجتمع الدولي لتقديم مساعدات للمعارضة السورية وإلزامها بتعهدات تتعلق بحماية حقوق كافة التيارات والطوائف السياسية والدينية في سوريا.

وأوضح المصدر أن تقرير الإبراهيمي سيتضمن إطلاع أعضاء المجلس على المحادثات التي قام بها مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره الأميركي ويليام بينز حول أسس الحل السياسي للأزمة السورية في إطار اتفاق جنيف، لكنه لن يقدم المزيد من شرح الوضع الذي يدرك الجميع مدى فداحته وليس لديه أخبار جديدة. وأشار المسؤول الدبلوماسي أن الإبراهيمي حاول الترويج لخطة للتسوية بين حكومة بشار الأسد والمعارضة بما يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية لكن الاستجابة من طرفي الصراع في سوريا كانت سلبية جدا وهناك خلاف بين موسكو وواشنطن حول تفسير ملامح المرحلة الانتقالية، وأن الصورة أصبحت الآن قاتمة للغاية.

وفي سياق متصل أعلنت الأمم المتحدة أمس وصول عدد اللاجئين المسجلين إلى أكثر من 700 ألف لاجي في الدول المجاورة لسوريا وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين سيبيلا ويلكس «إننا نرى تدفقا كبيرا للاجئين عبر كافة الحدود ويقوم موظفو الإغاثة بالعمل من أجل التعامل مع هذا النزوح الجماعي وتسجيل اللاجئين الذين ارتفعت أعدادهم بشكل كبير خاصة في الأردن ولبنان». وأضافت «الاحتياجات هائلة ولا نستطيع الوصول إلى الجميع بالسرعة الكافية».