التحقيق في سلسلة اغتيالات غامضة بمنطقة الساحل اليمني

مسؤول في حضرموت: لا نستطيع اتهام «القاعدة» ولا نمتلك الإمكانيات لمواجهتها

جندي يمني في نقطة تفتيش بالعاصمة صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك جهات وسلطات غير معروفة تقوم بعمليات التحقيقات في سلسلة حوادث الاغتيالات التي تشهدها المحافظة، والتي تستهدف ضباط أجهزة الأمن والمخابرات، وإن السلطات المحلية لا تحظى بأية صلاحيات أو إمكانيات لمواجهة هذه الحوادث الإرهابية والمخاطر المتزايدة.

وتشهد محافظة حضرموت، ضمن عدد من المحافظات اليمنية، سلسلة من حوادث الاغتيالات التي تستهدف ضباطا في أجهزة الأمن والمخابرات، وقتل العام الماضي 2012 أكثر من 80 ضابطا في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) وأجهزة أمنية وعسكرية واستخباراتية أخرى، ولم تتوقف سلسلة الاغتيالات مع مطلع العام الجديد، فما زالت مستمرة.

وتعد مديرية غيل باوزير الواقعة إلى الشرق من مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، من المديريات التي قتل فيها عدد قياسي من أبنائها في سلسلة الاغتيالات، حيث قتل 7 من ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في المديرية في حوادث اغتيالات عبر مسلحين يستقلون دراجات نارية، وأحد القتلى هو نجل أحد الضباط وقتل بعد نحو عام على مقتل والده.

وقال أحمد عوض بن همام، مدير عام مديرية المكلا (المأمور) لـ«الشرق الأوسط» إنهم لا يعلمون بشأن أهداف سلسلة الاغتيالات «وليس لنا في مسألة ضبط المتهمين بهذه القضايا أية صلاحيات ولا نستطيع من خلال الشرطة (المحلية) القيام بأية تحقيقات في هذه الأمور، والسبب يرجع إلى الأزمة السياسية التي حصلت في اليمن وخلقت هذا الانفلات الأمني، ونحن بعيدون كل البعد عما يحدث ولا ندري ماذا نفعل سوى رفعنا لهمومنا إلى قيادة المحافظة التي تقف عاجزة عن القيام بأي شي في هذا الجانب».

وينفي بن همام وجود أية معلومات لديهم في السلطة المحلية بشأن وقوف ثارات سياسية أو غيرها وراء الاغتيالات التي يقول إنها تحدث في كثير من المحافظات، ويؤكد أنه ليست للضباط الذي جرى قتلهم غيلة «أية صلة بقتل أو استهداف أحد في السابق، وبصراحة نحن عاجزون عن تفسير ما يحدث ولا يوجد من يساعدنا في هذا الجانب، ونحن نطالب أن تقوم الشرطة بعمل الجيش، وهي لا تملك العتاد اللازم لمطاردة الجناة ولا تملك حتى الأساليب الأمنية الصحيحة التي تدافع بها عن نفسها، سواء من حيث عدد الأفراد الكافي أو الأسلحة الكافية، هناك انفلات أمني نحن غير قادرين على التعامل معه، ورفعنا ذلك إلى جهات الاختصاص في المحافظة التي هي، أيضا، لا تستطيع أن تمدنا بأي شي في هذا الجانب».

ويؤكد المسؤول اليمني أن لا معلومات لديهم في السلطة المحلية بشأن هوية المنفذين لحوادث الاغتيالات إن كانوا من أبناء المحافظة أم من خارجها، ويردف أنه «ليست لدينا معلومات بهذا الشأن إطلاقا، وحتى عن التحقيقات الأولية لا نبلغ بأي شيء». وحول الجهة التي تتولى التحقيقات في حوادث الاغتيالات يقول بن همام إنها «جهات تأتي من مركز المحافظة وتقوم بالتحقيقات، ولا ندري ماذا فعلت أو إلى أين وصلت». وردا على سؤال عما إذا كانت غيل باوزير تحولت إلى وكر لـ«القاعدة»، يقول المسؤول المحلي: «إذا استطعنا أن نمسك بطرف معين ونحقق معه فسوف نعرف إن كان من (القاعدة) أو أية جهة أخرى، ونحن لم نسمك شخصا واحدا لنحقق معه في هذه التهم، وبالتالي نحن لا نعرف من يقوم بهذا العمل إن كانت (القاعدة) أو جهات أخرى، لا معلومات لدينا إطلاقا لنضعكم في الصورة الحقيقية».

وبحسب مصادر في حضرموت فإن 9 أشخاص، على الأقل، لقوا مصرعهم على إيدي مسلحين مجهولين في مناطق الساحل بمحافظة حضرموت في 2012 ومطلع 2013، في سياق سلسلة الاغتيالات التي يشهدها عدد من المحافظات اليمنية، في حين لم تتوفر معلومات أو إحصائيات عن الضباط الذين جرى اغتيالهم في مناطق الوادي.