المغرب: أحزاب الأغلبية تجتمع اليوم في الرباط لبحث خلافاتها

توقع تشكيل لجان محددة لتسوية خلافات «العدالة والتنمية» و«الاستقلال»

TT

تتصدر الخلافات المتفاقمة بين حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الائتلاف الحكومي في المغرب، وحليفه حزب الاستقلال، جدول أعمال اجتماع أحزاب الغالبية الحكومية اليوم (الجمعة) في الرباط. وقالت مصادر حزبية، إن هذا الاجتماع يعتبر حاسما في مسار الخلافات بين الحزبين، حيث يطالب حزب الاستقلال الذي يتولى ست حقائب في حكومة عبد الإله ابن كيران بتعديل حكومي والتشاور بين قيادات حزب الأغلبية قبل اتخاذ القرارات المهمة داخل الحكومة.

وكان حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال ثاني أهم حزب في التحالف الحكومي، تقدم بمذكرة اشتملت على مطالب واقتراحات إلى قادة أحزاب الأغلبية في يناير (كانون الثاني) الماضي دعا فيها إلى إجراء تعديل حكومي يمنح حزبه مكانة تعكس حجمه وحجم نتائجه في الانتخابات التشريعية. وانتقد شباط في مذكرته انفراد ابن كيران، رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية، بالقرار الحكومي وتهميش باقي أحزاب الأغلبية، وطالب بإعادة النظر في ميثاق الأغلبية، كما انتقد الأداء الحكومي، وطالب بتسريع وتيرة إصدار القوانين الكبرى التي ينص عليها الدستور الجديد الذي اعتمده المغرب في يوليو (تموز) 2011 في سياق تفاعلات الربيع العربي. يشار إلى أن شباط هو الأمين العام الوحيد الذي ليس عضوا في الحكومة، عكس كل من حزبي الحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية.

ويكتسي اجتماع قادة أحزاب الأغلبية المقرر اليوم في الرباط، بعد تأجيله عدة مرات، أهمية خاصة، إذ رجحت المصادر الحزبية أن يتم خلالها التوصل إلى تسوية تجنب حكومة ابن كيران أول أزمة حقيقية تواجهها مند تشكيلها في يناير من العام الماضي، وتقريب وجهات النظر بين الحزبين الرئيسيين فيها.

وقال نبيل بن عبد الله، وزير الإسكان، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن اجتماع اليوم سيكون مفتوحا، مشيرا إلى أن قادة أحزاب الأغلبية سيناقشون عدة قضايا على رأسها ميثاق الغالبية، وسبل إعطاء القوة والانسجام للعمل الحكومي والإصلاحات الكبرى والانتخابات المقبلة. وأضاف في تصريحات لمجموعة من الصحافيين في الصخيرات (جنوب الرباط) على هامش ندوة حكومية، أن الاجتماع لن يكون كافيا لمعالجة جميع القضايا، وتوقع أن يسفر عن تشكيل لجان محدودة لمواصلة النقاش في القضايا المطروحة.

وفي معرض تعليقه حول الاقتراحات التي تقدم بها حزب الاستقلال، قال بن عبد الله: «سبق لنا أيضا أن قدمنا عدة اقتراحات، وعبرنا عن عدد من الانتقادات، لكننا لم نذهب لدرجة زعزعة الحكومة، وبعد أربعة أشهر فقط من تعيين الحكومة دعونا إلى ضرورة الرزانة والاتزان في العمل الحكومي، والتوقف عن إطلاق التصريحات على عواهنها. كما طالبنا بعد ذلك بالإسراع في إصدار القوانين وإنجاز الإصلاحات الكبرى خاصة التقاعد، ونظام دعم أسعار المواد الأساسية». وأضاف: «قدمنا كل ذلك على أساس أنه اقتراحات تهدف إلى تطوير العمل الحكومي وليس بهدف خدمة أهداف سياسية من خارج استراتيجية الحكومة». وقال ابن عبد الله: «بالنسبة لنا كحزب، ما يهمنا في هذه المرحلة هو نجاح هذه التجربة. فبالنظر للأوضاع لإقليمية والدولية نرى أن المغرب في غنى عن أي مبادرات قد تجازف بزعزعة استقرار هذه الحكومة».