طائرة «قاهر 313» التي اعلنت ايران عن صنعها مجرد مجسم.. وصور مركبة

خبراء عسكريون: إذا كانت إيران تمتلك كل ما تعلن عنه عسكريا فهي الأقوى في العالم

مجسم الطائرة في المعرض الذي دشنه الرئيس الايراني (أ.ب)
TT

فجأة ودون سابق إنذار تخرج إيران من جعبتها إنجازات تكنولوجية وعسكرية تصفها بالمتطورة أمام كل استحقاق دولي يتعلق ببرنامجها النووي، في حين يبدو أن إيران تريد أن تصور نفسها كقوة عظمى في الوقت الذي يرزح فيه المواطن الإيراني تحت وطأة أوضاع مادية «مأساوية» بسبب العقوبات الدولية، فبعد فضيحة «القرد الفضائي» الذي قالت إيران إنها أرسلته إلى الفضاء ليتبين لاحقا عدم صحة ذلك، يأتي الإعلان الإيراني عن طائرة مقاتلة حملت اسم (قاهر 313) يمكنها أن تضاهي مقاتلة (الشبح) الأميركية بحسب مدير المشروع، ليتبين لاحقا أن الطائرة مجرد مجسم تم تصويره في صالة عرض بعد أن وزعت وكالات الأنباء الإيرانية صورا للطائرة المزعومة وهي تحلق فوق جبال إيران المغطاة بالثلج فيما لا يحتاج المرء لكثير تدقيق ليدرك أن الصورة أضيفت بتقنية الفوتوشوب، فكل ما عرضته إيران عبر وسائل إعلامها كان فيديو يظهر الطائرة رابضة في صالة للعرض، فيما لا تعتبر هذه الطائرة «الخارقة» بحسب الإيرانيين الوحيدة، فسبق لإيران أن أعلنت عن شيطان البحر «التي تضاهي الشبح الأميركية»، وقبلها بقليل أعلنت عن طائرتي (آذرخش) و(صاعقة) الحربيتين، فيما يجمع الخبراء أن كل هذه «الإنجازات» الإيرانية لا تعدو كونها دعاية إعلامية لن يكون لها أثر يذكر في الميدان.

ولا يأتي ذلك من قبيل التكهنات حيث تشير المعلومات العسكرية إلى أن دولة كروسيا هي وريثة الاتحاد السوفياتي بدأت الآن تقتني تقنيات الجيل الخامس من المقاتلات، لكن بحسب الإعلانات الإيرانية المتكررة يبدو أن إيران تفوقت على الاتحاد السوفياتي، ثم إن روسيا توقفت منذ عشر سنوات تقريبا عن تزويد إيران بمقاتلات متطورة بعد أن تبين لها أن إيران تقوم بإعادة تقليد الصناعات الروسية ومن ثم بيعها لدول أفريقية تحت مسميات أخرى، وبالتالي كل ما تصنعه إيران عسكريا هو نتاج تقليد لتكنولوجيا روسية زودت بها منذ عشر سنوات، أو أنها تقلد طائرات الجيل الثالث الأميركية (إف 5) التي كانت الولايات المتحدة الأميركية قد زودت شاه إيران بها فيما سلف، عدا عن كل ذلك فإن الوصول إلى تقنية الجيل الخامس بحاجة إلى تكاليف باهظة لا يبدو أن إيران مستعدة لتكبدها من جهة لأنها تعاني من حصار تكنولوجي خانق بسبب العقوبات الدولية عليها والتي تحرم دخول التكنولوجيا المتطورة إليها، ومن جهة ثانية لأنها تعاني أزمة اجتماعية انعكست سياسيا في الآونة الأخيرة بسبب تدهور العملة والتضخم الاقتصادي الذي أثقل كاهل المواطن الإيراني.

وعلى سبيل المثال ففي اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في 7 فبراير (شباط) أنه أمر وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بالبدء في تخصيب اليورانيوم بدرجة 20% بدلا من 5% التي يجري بها التخصيب حاليا، كشفت إيران في اليوم ذاته عن تصنيع طائرة «شبح» لا يكتشفها الرادار «لتضاف إلى الترسانة العسكرية الإيرانية» وذلك بعد ساعات من إعلانها أيضا عن افتتاح خطوط إنتاج لنوعين جديدين من الصواريخ وإنتاج سلاح مضاد للأباتشي «من شأنه أن يحد من قدرات هذا النوع من المروحيات القتالية الأميركية».

ويقول الخبير العسكري رياض قهوجي رئيس مركز الشرق الأدنى والخليج للدراسات العسكرية والاستراتيجية «حسب الصور التي شاهدناها فالطائرات صورت وهي تحلق من خلال تعديلها ببرنامج الفوتوشوب لتعديل الصور» مضيفا: «إيران بعيدة جدا عن تكنولوجيا إف 22 والأسلحة الإيرانية الموجودة اليوم هي في أحسن أحوالها من الجيل الثالث وجيل الشبح الذي يجري الحديث عنه هو جيل خامس دولة مثل روسيا بدأت تقتنيها الآن».

ويرى قهوجي أن إيران قادرة على تصنيع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومضادات الدروع وتقوم بتسويقها لبعض الدول الأفريقية تحت مسميات مختلفة، أستطيع أن أقول لك إن إيران تحاول أن تعتمد على نفسها وكل ما تمتلكه من سلاح يعكس مستوى التكنولوجيا التي تسمح لها الصين بامتلاكها.

ويشير الخبير العسكري إلى أن إيران تحاول تقليد (إف 22) وعقدة النقص الإيرانية رغبتها في أن تثبت امتلاكها تكنولوجيا متقدمة من أقمار صناعية، وتكنولوجيا فضاء وأسلحة متطورة لتقول: إنها أصبحت دولة عظمى في الإقليم لتثبت للمجتمع الدولي ولشعبها أنها قادرة على المواجهة.

ويقول مدير مشروع مقاتلة «قاهر 313» الإيرانية حسن بروانه إن الطائرة قادرة على التحليق على مستوى منخفض ومباغتة العدو دون أن تكشفها الرادارات، وأضاف أن موضوع الطائرات الحربية هو موضوع معقد حيث إن إحدى أهم القضايا والمواضيع الموجودة في الطائرة الحربية هو أن تكون مخادعة، لكي لا يتم كشفها من قبل رادارات العدو، فيما يبدو أن إيران ليست في وارد الرد على اتهامها بمخادعة الرأي العام الإيراني والدولي لدى الإعلان عن هذه الابتكارات.

وسبق لإيران أن أعلنت عن طائرتي (آذرخش) و(صاعقة) الحربيتين، فيما تعتبر إيران أن طائرة قاهر 313 هي خطوة متقدمة أخرى في هذا السبيل، وهي مصنعة محليا 100%، وتم تصنيعها بسرعة أكبر من مثيلاتها السابقة.