وكالة الطاقة الذرية: إيران تركب أجهزة متطورة لتخصيب اليورانيوم

طهران تجدد تحذيرها للغرب من تصعيد الضغوط.. والغرب: لدينا عرض يتضمن «عناصر جديدة ومهمة»

TT

قال تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إن إيران بدأت في تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة في محطتها الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في تحد يرجح أن يغضب القوى العالمية قبل استئناف المحادثات مع طهران الأسبوع المقبل.

وقالت الوكالة في تقرير سري إنه تم تركيب 180 من أجهزة الطرد المركزي من طراز «آي آر - 2 إم» وهياكل فارغة في المحطة القريبة من بلدة نطنز في وسط البلاد، حسب «رويترز».

وإذا نجحت إيران في تشغيل هذه الأجهزة فإنه يمكنها تسريع عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة كبيرة لتنتج مواد يخشى الغرب من استخدامها في صنع سلاح نووي. وقال التقرير أيضا إن إيران زادت إلى 167 كيلوغراما مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء انشطارية نسبتها 20% وهو مستوى تقول إنها تحتاج إليه لتحويله إلى وقود لمفاعل.

وأضاف التقرير أن إيران استأنفت تحويل اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى لإنتاج وقود في ديسمبر (كانون الأول) ومنذ ذلك الحين أنتجت 28.3 كيلوغرام من المادة لهذا الغرض.

كما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أغلقت مجددا محطتها للطاقة النووية في بوشهر. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها غلق المحطة منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي ذلك الوقت، نفى مسؤولون إيرانيون وجود مشكلات فنية في المحطة الوحيدة للطاقة في البلاد ولكن دبلوماسيين غربيين أعربوا عن قلقهم إزاء سلامة المحطة. ولم تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية سببا وراء إغلاق محطة بوشهر مرة أخرى.

من جهته، حذر سفير إيران لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي، أمس، من أن تزايد الضغوط الغربية على طهران بسبب برنامجها النووي سيقضي على أي أمل في حل تفاوضي.

وأكد خزاعي الذي كان يتحدث في الجمعية الآسيوية (إيجيا سوسايتي) في نيويورك، أن بلاده تريد التفاوض، لكنه انتقد استراتيجية الغرب بفرض عقوبات بموازاة الحوار، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف الدبلوماسي الذي تنفي بلاده السعي لامتلاك أسلحة نووية، لكنها ترفض وقف تخصيب اليورانيوم: «ما دامت إيران تخضع لضغوط، وما دام هناك سيف مسلط على أعناقنا لنتفاوض، فهذا ليس تفاوضا، ولا يمكن للإيرانيين القبول بذلك».

من جهته، صرح دبلوماسي غربي بأن القوى الكبرى ستقدم لإيران عرضا يتضمن «عناصر جديدة مهمة» أثناء المحادثات التي ستجرى بين الطرفين في كازاخستان الأسبوع المقبل، وقال: «سنأخذ العرض معنا، ونعتقد أنه عرض جدي وجوهري (...) ويحتوي على عناصر جديدة مهمة». لكنه رفض تقديم أي إيضاحات حول العرض الجديد، بينما تحدثت أنباء عن أن القوى العظمى يمكن أن تخفف العقوبات على تجارة إيران في الذهب وغيرها من المعادن الثمينة مقابل إغلاق طهران مصنعا لتخصيب اليورانيوم.

من جهته، رأى توماس بيكرينغ، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، أن اختبار القوة مع إيران «لم يصل إلى مرحلة حاسمة». وأضاف: «هناك ثلاثة عقود من انعدام الثقة وسوء الفهم بين الولايات المتحدة وإيران. وهذا أمر جدي. وكان هناك كثير من الكلام عن حرب.. الكثير من الكلام الحاد عن حرب».

وقال بيكرينغ، إن محادثات كازاخستان ستكون «خطوة جديدة مهمة على طريق طويلة وصعبة لإيجاد حل»، ودعا الجانبين إلى «اتخاذ خطوات صغيرة لبناء الثقة».

وسيجري مفاوضون من إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا أول مباحثات نووية منذ ثمانية أشهر في الماتي في كازاخستان في 26 فبراير (شباط) الحالي.

من جهته، دافع البنك المركزي الأوروبي أمس (الخميس) عن نظام لتسوية المدفوعات بعد أن قالت صحيفة إن الكونغرس الأميركي يعمل على أعداد عقوبات جديدة مرتبطة بإيران تستهدف نظام البنك المركزي الأوروبي لتسوية المدفوعات عبر الحدود. وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن مشروع القانون يهدف للضغط على المركزي الأوروبي لبذل مزيد من الجهود لمنع الشركات والبنوك الإيرانية من استخدام نظام تارجت 2 لإجراء معاملات باليورو.

وقال المركزي الأوروبي إنه يمتثل لعقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على إيران، حسب «رويترز».

في غضون ذلك، أكد مساعد رئس مجلس الدوما الروس نكولا لوفتشف، أن بلاده لا تعترف رسما أبدا بأعمال الحظر أحادي الجانب ضد الجمهورة الإسلامة الإيرانية، واعتبرها غر بناءة وغر مفدة.

جاء ذلك خلال لقاء مساعد الدوما الروس رئس مجموعة الصداقة البرلمانة الروسة - الإرانة نكولا لوفتشف، مع رئس مجلس الشورى الإسلامي علي لارجان في طهران أمس.

كما اعتبر المسؤول البرلماني الروسي، إيران «حلفا دائما وجوساسا» لبلاده، مؤكدا عل «تنمة وتطور علاقات الصداقة الثنائة في المجالات الساسة والاقتصادة والثقافة»، حسب وكالة «إرنا» للأنباء.

إلى ذلك، أعلن وزر الدفاع والقوات المسلحة الإرانة العمد أحمد وحدي أنه ستم في القرب العاجل إزاحة الستار عن منجزات دفاعة جددة لبلاده، وقال: «سنشهد بعد إزاحة الستار عن هذه المنجزات تحولا جددا في مجال التكنولوجا الدفاعة للبلاد». وأضاف وحدي في تصرح للصحافن أمس عل هامش ملتق إحاء ذكر شهداء مؤسسة الصناعات الدفاعة في البلاد (474 شهدا)، أن «من أهم هذه المنجزات مكن الإشارة إل إنتاج صوارخ (جو - جو) و(جو - أرض) وقنابل جددة». وأضاف ف شرحه لخصائص القنابل الجددة، أن هذه القنابل تحظ بتأثر أكبر مع إمكانة الإطلاق من مختلف أنواع الطائرات، ومكن أن كون لها تأثر كبر في الحروب. وأعلن وزر الدفاع الإران أضا أنه «ستم قربا أضا تدشن فرقاطة وغواصة مصنعتن محلا».

وفي سياق آخر، قالت وسائل إعلام إيرانية أمس، إن طهران وافقت على المساعدة في بناء مصفاة نفطية لباكستان وتوريد الغاز الطبيعي إليها بموجب اتفاق لمقايضة الوقود بالغذاء.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن مسؤول باكستاني بقطاع الطاقة قوله: إن مسؤولين من البلدين اتفقوا أول من أمس على أن تساعد إيران شركة النفط الباكستانية الحكومية على بناء مصفاة والحصول على شحنات من القمح واللحوم والأرز في مقابل الوقود.

ووافقت إيران التي تملك احتياطيات كبيرة من الغاز، لكنها لا تصدر سوى القليل بسبب العقوبات على استكمال الجزء الباكستاني من خط أنابيب للغاز مخطط منذ فترة طويلة وقبول شحنات من الغذاء كمدفوعات عن الغاز المورد عبره.