بوغدانوف: موسكو تستقبل المعلم الاثنين والخطيب 6 مارس

قال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك بوادر تقارب مع واشنطن تجاه سوريا مع وصول كيري

TT

قال ميخائيل بوغدانوف الممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية إن موسكو تنتظر استقبال وليد المعلم وزير الخارجية السوري في 25 فبراير (شباط) الحالي، أي يوم الاثنين المقبل، بينما من المقرر أن تستقبل الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري بعد الخامس من مارس (آذار) المقبل وربما في السادس من الشهر نفسه، بما يعني عدم وجود الفرصة للقاء المباشر بينهما حسبما أشاعت بعض المصادر العربية.

وحول مبادرة الإبراهيمي حول إجراء الحوار المرتقب بين الحكومة السورية والمعارضة في نيويورك تحت رعاية الأمم المتحدة قال بوغدانوف، إن «موسكو تطرح استضافة الحوار هنا في العاصمة الروسية، لكن إذا قبل الجانبان اللقاء في مقر الأمم المتحدة في جنيف التي نعتبرها أفضل من نيويورك بسبب قربها الجغرافي فإن أحدا لن يعترض». واستشهد بوغدانوف بما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بروكسل حول اهتمام روسيا الأكبر بأن يبدأ السوريون الحوار في ما بينهم حسبما نصت على ذلك «وثيقة جنيف»، وبما يمكن معه أن يناقشوا ويقرروا قضاياهم بأنفسهم بما فيها كل المسائل التي تهمهم وتتعلق بالمرحلة الانتقالية وتشكيل هيئات السلطة لإجراء الإصلاحات.

وقال بوغدانوف إن «هذا هو الأهم. أما عن قوام المشاركين في الحوار ومكان إجرائه.. فذلك شيء غير مهم. المهم هنا هو عنصر الزمن. فكلما كان ذلك أسرع كان أفضل.. ونحن نرحب بخيارهم سواء كان الاستقرار على جنيف أو موسكو أو دمشق»، متابعا أن «المهم الابتعاد عن القضايا الخلافية مثل تحديد أسماء المشاركين في الحوار.. على غرار أن علي حيدر غير مقبول، ويستحسن أن يكون فاروق الشرع على سبيل المثال». وأضاف بوغدانوف أنه إذا أصر كل من الجانبين على اختيار من يريد الحديث إليه من الجانب الآخر فإن ذلك يمكن أن يفضي إلى طريق مسدود، وهو ما ينسحب أيضا على المكان المقترح للحوار مثل اقتراح المعارضة إجراءه في أي من المناطق المحررة في شمال سوريا. وقال إن المهم الآن يتمثل في ضرورة تنحية المسائل الخلافية الثانوية والبدء في الحوار.

وأشار بوغدانوف إلى أن التمسك بشخصيات معينة للمشاركة في الحوار من الجانب الآخر لا يقتصر على المعارضة، فللحكومة السورية أسماء بعينها وتعترض على بعض الأسماء التي تطرحها المعارضة. وقال إن المهمة الرئيسية اليوم تقتصر على إقناع الأطراف المعنية بأن مثل هذه المسائل ثانوية وغير مهمة.. والمهم ينحصر في ضرورة التوصل إلى اتفاق حول سرعة وقف إطلاق النار وقتل البشر وتدمير البلاد، والتحول إلى طاولة المفاوضات.

وحول الاتصالات الروسية - الأميركية ومدى مرونة وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري قال بوغدانوف إن «جون كيري ينحى توجها بناء جدا، وما جرى من اتصالات هاتفية مع لافروف، وقد تحادثا مرتين، واتفقا على اللقاء في أقرب وقت ممكن، يؤكد أحقية الأمل في عمل مثمر بناء مع الأميركيين، ولا سيما أن الجانبين يتفقان حول المبادئ الرئيسية وهي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادة سوريا والحل السياسي للأزمة ونحن نعرب عن أملنا في أن يقوم الأصدقاء الأميركيون بما يلزم من جهود للتأثير على المعارضة السورية حتى تبدي المرونة تجاه أطر الحوار بما يسمح بجلوس الأطراف المعنية لإجراء الحوار».

وكان لافروف قد كشف عن أنه تناول الأوضاع السورية في حديثه التليفوني مع نظيره الأميركي جون كيري، مشيرا إلى ظهور بعض الأمل تجاه احتمالات الاتفاق بين الحكومة والمعارضة السورية حول ضرورة الحوار، رغم ما يطرحانه من شروط. وقال: «لقد ناقشنا كيف يمكننا المساعدة على ألا تقف الشروط المسبقة كحجر عثرة على طريق مثل هذا الحوار». وأضاف أن «موسكو وواشنطن على قناعة، كما بدا خلال الحديث، بضرورة استغلال هذه الفرصة بالكامل، وأن يفعل الجانبان كل شيء من أجل أن يتم الاتصال وتسوية القضايا الثانوية، من وجهة نظري، من قبيل من هو المفاوض المقبول وأين يجب أن يجري الحوار، لأن المهم في اعتقادي أن يجلس الطرفان إلى طاولة حوار واحدة وأن يحاولا استغلال هذه الفرصة». وأشار لافروف كذلك إلى أنه اتفق هو وكيري على اللقاء قريبا، قائلا «اتفقنا أثناء المكالمة الهاتفية قبل يوم على أننا سنحاول اللقاء قريبا في مكان ما».