هولاند متفائل بحل سياسي في سوريا في غضون أسابيع

ناقش مع بوتين احتمالات رحيل الأسد

بوتين وهولاند في موسكو أمس (إ.ب.أ)
TT

في لقاء صحافي وصف بـ«الفاتر»، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن بلاده وروسيا حققتا «تقدما» لناحية تقريب وجهات النظر في ما يخص الملف السوري. من جانبه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن انفتاح بلاده على جميع الآراء فيما يخص سوريا وذلك بسبب تعقد المشكلة في هذا البلد.

وفي ختام أول زيارة رسمية له لموسكو بعد توليه منصب الرئاسة الفرنسية، حاول هولاند تقليص مساحات الخلاف بين فرنسا وروسيا الاتحادية حول عدد من القضايا الدولية ومنها الموقف من الأزمة السورية. وقال هولاند في مؤتمر صحافي في نهاية زيارته التي لم تستغرق أكثر من 24 ساعة إن «فرنسا وروسيا تعملان في مسارين متوازيين في مجال تسوية الأزمة السورية، ومن الصعب الجمع بين هذين المسارين».

لكن الرئيس الفرنسي شدد على أن باريس وموسكو تتقاسمان بضعة أهداف في سوريا أهمها «محاربة الإرهاب وتجنب تفكك البلاد». من جانبه قال بوتين إن هولاند «وافق على بعض ما طرحناه من آراء»، مضيفا أنه «من واجبنا الإصغاء إلى رأي شركائنا حول بعض جوانب هذه القضية الصعبة».

لكن أجواء المؤتمر الصحافي بدت فاترة حيث لم تلتق نظرات الرجلين خلال تحدث كل منهما إلى الصحافيين نحو عشر دقائق بحسب ما نقل الصحافيون المشاركون.

وكان الرئيس الفرنسي قد كشف في حديث له مع إذاعة «صدى موسكو» عن اختلاف المواقف بين بلاده وموسكو تجاه الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى أن «فرنسا تدعو إلى استقالة بشار الأسد، وأن ذلك هو موقفه وموقف فرنسا كلها، بل وغير فرنسا أيضا». وأضاف: «نحن جميعنا ندرك أن المعارضة السورية تتوسع وتكبر وتغدو أكثر شرعية بما تستطيع معه الاضطلاع بمسؤولية الإشراف على مستقبل البلاد، لكنها لن تقبل بالحوار مع بشار الأسد».

وكشف الرئيس الفرنسي عن قناعته تجاه استحالة تسوية الأزمة السورية بالقوة. وأعلن أن المدة اللازمة لتسوية النزاع السوري تتوقف بدرجة كبيرة على الموقف الروسي من هذه المسألة. وقال: «هناك الكثير الذي يتعلق بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبموقفنا أيضا»، مؤكدا أن تساقط الآلاف من الضحايا لن يؤدي إلا إلى سقوط البلاد في الفوضى وهو ما لا يناسب أحدا وبالتالي فإن الجميع يتحملون مسؤولية عدم ترك الشعب السوري يواجه الكارثة وحده.

وقال هولاند إن باريس تعتقد أن التسوية في سوريا مستحيلة في سياق التعاون مع الرئيس الحالي بشار الأسد. لكنه اعترف أن هناك بعض الأطراف الأخرى التي تعتبره ممثل الشعب السوري الذي يمكن أن يبدأ الحوار معه. ودعا الرئيس الفرنسي إلى مواصلة الحوار السياسي دون تضييع الوقت لأنه في كل يوم جديد يقتل عشرات ومئات المواطنين المسالمين. وقال أيضا إن «مسؤوليتي تكمن في إيجاد مخرج سياسي من هذه الأزمة. وهذا بالذات ما سعينا إلى تحقيقه مع الرئيس بوتين، وسنسعى إلى تطبيق ذلك في أقرب وقت».

وأعرب عن أمله في الاقتراب من الحل السياسي الذي يمكن معه وقف تصعيد النزاع في غضون بضعة أسابيع. وكشف الرئيس الفرنسي عن أن بلاده لا تنوي انتهاك الحظر القائم من جانب الاتحاد الأوروبي حول حظر إرسال الأسلحة إلى سوريا، لكنه كشف عن احتمالات تصديره من جانب بلدان ثالثة في حال طلبه وبما يمكن معه أن يقع في «أيد غير أمينة» على حد تعبيره وهو ما يجب أن تحذر منه كل الأطراف.