عودة مجلة «القاعدة» الإلكترونية بعد مقتل محرريها

كشفت عن شخصية أبو يزيد الذي حير الأميركيين > اتهمت أميركا بعرقلة «ربيع العرب»

تحقيق في مجلة تنظيم القاعدة «إنسباير» عن أبو يزيد القطري
TT

في مجلتها باللغة الإنجليزية التي عادت بعد غيابها بسبب قتل المشرفين عليها، اتهم تنظيم القاعدة في اليمن، الولايات المتحدة بعرقلة «ربيع العرب» والتدخل في دوله، ودعت إلى سحب القوات الأميركية من المنطقة. وأشارت إلى أن واحدا من المشرفين عليها، «أبو يزيد القطري» قتل في غارة جوية. أمس، نشر مركز «سايت» لمكافحة الإرهاب من رئاسته في ضاحية من ضواحي واشنطن، بيثيسدا (ولاية ماريلاند) العدد الأخير من مجلة «انسباير» (الهام) الإلكترونية التي يصدرها التنظيم. ونشر العدد الأخير تصريحات لواحد من قادتها، الأميركي آدم غادان (عزام الأميركي)، وهو يخاطب الأميركيين: «عدم انسحابكم (من الشرق الأوسط) سيقود إلى عمليات تجعلكم تندمون على تدخلاتكم». ودعا إلى عمليات هجومية في الغرب، وإلى «عمليات مباشرة هنا، وفي أميركا، وفي دول الناتو، وخاصة فرنسا وبريطانيا».

وأضاف: «انهيار العدو الاقتصادي والعسكري يجب أن لا يتوقف حتى يضطر الغربيون للاختيار بين استمرار هذه الحروب الصليبية ضد المسلمين وتأييدهم لإسرائيل، أو الاكتفاء بإدارة شؤونهم الداخلية».

وفي العدد، أشاد قائد آخر، اسمه يحيى إبراهيم، بالعمليات الإرهابية في تونس وليبيا والصحراء الأفريقية. وقال إن مظاهرات خرجت في بنغازي تهتف «أوباما أوباما، كلنا أسامة». وقال إن قتل أسامة بن لادن، مؤسس «القاعدة»، لن يوقف نشاطات التنظيم.

وكشف العدد معلومات عن «أبو يزيد القطري»، الذي ظهر أواخر عام 2011، كمتحدث باسم «القاعدة» باللغة الإنجليزية، خلفا للأميركي من أصل يمني أنور العولقي، الذي قُتل مع أميركي آخر من أصل باكستاني، هو سمير خان، في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية دون طيار في ذلك الوقت.

وكان أبو يزيد ظهر في ذلك الوقت في مواقع للتنظيم، وقد ظلل وجهه لإخفاء ملامحه، وكان يتحدث الإنجليزية بلكنة، ويضع نظارات طبية، وتكسو وجهه لحية سوداء كثيفة.

وكشف العدد الأخير أن أبو يزيد قُتل خلال إحدى المعارك في جنوب اليمن. ونشر العدد معلومات عنه منها أنه ينتمي لـ«أسرة عريقة» في اليمن. وأنه كان في بداية العشرينات من عمره، وأمضى معظم حياته في قطر، ثم سافر إلى بريطانيا. لكن «سرعان ما خاب أمله بسبب (نفاق الغرب)». وقرر على الفور إنهاء دراسته والعودة إلى بلاده، حيث انضم إلى الجهاديين في اليمن.

صدرت المجلة الإلكترونية بحلة جديدة تضمنت أسماء مطلوبين للقتل. وأيضا، مواضيع بتوقيعات أسماء متعددة، عكس عادتها في الماضي. وفي الغلاف صورة لمتظاهرين يقتحمون سفارة للولايات المتحدة الأميركية في إحدى الدول الإسلامية أثناء موجة الغضب على فيلم أنتج في أميركا مسيء للرسول عليه الصلاة والسلام. وكتبت المجلة بخط عريض: «كلنا أسامة»، إشارة إلى مؤسس «القاعدة» أسامة بن لادن. ويحمل العدد تاريخ «ربيع 2013» صدرت المجلة أول مرة قبل نحو ثلاثة أعوام، حيث كان يحررها الأميركي اليمني أنور العولقي والأميركي الباكستاني سمير خان، اللذان قتلا في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في نهاية 2011.

وحذرت المجلة التي نشرت على مواقع للمتشددين على الإنترنت، فرنسا وطالبتها بالانسحاب من مالي، ونشرت أسماء 11 شخصية عامة في الغرب - من بينهم الكاتب سلمان رشدي - قالت إنهم مطلوبون أحياء أو أموات لارتكابهم جرائم «ضد الإسلام». وكان «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» - الذي يتخذ من اليمن المضطرب مقرا له - قد خطط في السابق لإسقاط طائرات تابعة لخطوط جوية دولية، وتعتبره الحكومات الغربية خطرا على الدول المجاورة المنتجة للنفط وعلى الممرات الملاحية المهمة التي يطل عليها اليمن.

وفي قسم بعنوان «جهاد مفتوح الموارد»، تقدم المجلة إرشادات عن كيفية إشعال النار في سيارات متوقفة، من بينها نصائح مثل «لا تدع الوقود ينسكب عليك»، وتقترح سكب الزيت في منحنيات الطرق للتسبب في حوادث الطرق.

وحذر مقال في المجلة فرنسا من الاستمرار في تدخلها العسكري في مالي، مشيرا إلى تجارب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق التي جعلتها «تعض بنان الندم». كما دعت المجلة المتشددين إلى قتل 11 شخصية عامة في الغرب، من بينهم سلمان رشدي كاتب رواية «آيات شيطانية» الصادرة عام 1988 التي اعتبرها كثير من المسلمين مسيئة إلى الإسلام.

ومن بين هذه الشخصيات، السياسي الهولندي غيرت فيلدرز، والناشطة الصومالية الكندية أيان هيرسي علي وكلاهما شديد الانتقاد للإسلام، وكذلك القس الأميركي تيري جونز الذي دعا إلى حرق مصاحف.