مصادر عشائرية في الأنبار: جثث الجنود السوريين لا تزال في العراق

كشفت عن حصيلة نهائية للقتلى هي 48 سوريا و19 عراقيا

TT

حصلت «الشرق الأوسط» على معلومات جديدة بشأن الكمين الذي تعرض له جنود سوريون وعراقيون في منطقة عكاشات بمحافظة الأنبار، غرب العراق، أول من أمس، مما أسفر عن سقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح، وهو ما تتكتم عليه الجهات الرسمية العراقية.

وكشف نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار الشيخ سعدون الشعلان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما حصل في الواقع هو خرق أمني كبير تتحمل مسؤوليته قيادة عمليات الأنبار، التي تبقي الجيش داخل المدن وتترك الصحراء والجيوب وما فيها من جماعات مسلحة».

وأضاف الشعلان أن «هذه المنطقة (عكاشات) سبق أن شهدت حوادث مختلفة قبل أكثر من شهر، حيث تم حرق آليات عسكرية وعمليات قتل وغيرها، الأمر الذي يتطلب تعزيزها، لا أن تترك وحدها سائبة».

وكشف الشعلان أن «المحصلة النهائية للحادث هي مقتل 48 جنديا سوريا و19 جنديا عراقيا، وهو بعكس الرواية الرسمية التي أفادت بمقتل 7 جنود عراقيين»، مشيرا إلى أن «معظم الجنود هم من أهالي الأنبار، من بينهم 3 من القائم».

وأوضح الشعلان أن «قسما من الجرحى لا يزالون يعالجون في مستشفيات الأنبار، وأنه لم تجرِ حتى الآن عملية تسليم الجثث إلى الجانب السوري، عبر منفذ الوليد الحدودي، بوصفه المنفذ الوحيد الذي يعمل بين العراق وسوريا».

وفي السياق نفسه، أكد الشيخ قاسم محمد الكربولي أحد شيوخ منطقة القائم الحدودية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من المستغرب أن تتم عملية إعادة الجنود السوريين بهذه السرعة إلى الجانب السوري، ذلك أنه كان يفترض التعامل معم كدخلاء لاحتمال أن يتعرضوا إلى ما لا تحمد عقباه في حال عودتهم».

وأبدى الكربولي استغرابه «من سلوك هذا الطريق من قبل الجيش في وقت لم يجرِ تأمينه ضد الجماعات المسلحة، التي لا تزال تسرح وتمرح فيه».

وحسب الرواية الرسمية العراقية، فإن الجنود السوريين هربوا إلى داخل الأراضي العراقية من معبر اليعربية السوري المقابل لمعبر ربيعة العراقي غرب الموصل، ونقلتهم قوة من الجيش العراقي جنوبا إلى الأنبار، حيث وقعوا عند منطقة عكاشات في كمين. وحسب الرواية الرسمية العراقية، فإن الهجوم وقع أثناء محاولة إعادة الجنود السوريين إلى بلادهم.

في غضون ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية عراقية إلى الحدود مع سوريا لضبط الشريط الحدودي. كما أفاد مصدر عسكري في قيادة محافظة الأنبار، بأن قوات عسكرية خاصة من الجيش العراقي تدعمها الطائرات تنفذ عملية عسكرية واسعة غرب الأنبار، بحثا عن المسلحين الذين نفذوا الهجوم.

من ناحية ثانية، ذكرت وزارة الداخلية العراقية، أمس، أن قوة حدودية عراقية أحبطت محاولة تسلل لمسلحين عبر الحدود مع سوريا. وقالت الوزارة، في بيان صادر عنها، إن «قوة من حرس الحدود العراقية، صدت محاولة مجموعة من المسلحين يرومون العبور من الجانب السوري إلى الأراضي العراقية، ضمن قاطع الأنبار/ القائم»، مضيفا أنه تم ضبط حشوة قاذفة وأجزاء من بندقية قنص. وأضاف، حسب وكالة الأنباء الألمانية أن «قوة أخرى من حرس الحدود أحبطت محاولتين لتجاوز غير شرعي للحدود مع سوريا، حيث تمكنت القوة في منطقة الدملوغ غرب محافظة الأنبار من إحباط محاولة مجموعة من المهربين تجاوز الحدود، وإجبارهم على التراجع».