زوج ابنة بن لادن ينفي التآمر لقتل أميركيين

أبو غيث يواجه السجن مدى الحياة.. ومحاكمته تستغرق 3 أسابيع

رسم لسليمان أبو غيث المتحدث باسم «القاعدة» لدى مثوله أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية أمس
TT

قال زوج إحدى بنات زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن أمام محكمة اتحادية أمس، إنه غير مذنب في الاتهامات الموجهة إليه بالتآمر لقتل أميركيين. وقال المدعون في المحكمة الجزئية الأميركية إن الأدلة المقدمة ضد سليمان أبو غيث، وهو متحدث باسم «القاعدة»، تتضمن تسجيلات مصورة وأخرى صوتية. وقالوا إن من المتوقع أن تستمر محاكمة أبو غيث ثلاثة أسابيع. ولم يحدد موعدا للمحاكمة.

واتهم أبو غيث المتزوج من فاطمة ابنة بن لادن، بالتآمر «بهدف قتل مواطنين أميركيين»، وفق وزارة العدل الأميركية. وأمر القاضي بإبقاء أبو غيث «قيد الاعتقال» حتى موعد الجلسة المقبلة في الثامن من أبريل (نيسان). وفي حال إدانته يواجه أبو غيث عقوبة السجن مدى الحياة.

وذكرت وزارة العدل في بيان أن أبو غيث كان ظهر إلى جانب الزعيم السابق لـ«القاعدة» أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري غداة اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 ليتوعد الولايات المتحدة باسم «القاعدة» بأن «جيشا كبيرا يتشكل (ضدها)» ويدعو «أمة الإسلام» إلى خوض معركة ضد «اليهود والمسيحيين والأميركيين».

وبحسب لائحة الاتهام التي نشرتها الوزارة أول من أمس فإن أبو غيث الذي «عمل في خدمة التنظيم الإرهابي على الأقل من مايو (أيار) 2001 ولغاية 2002 ضمنا» كان «شخصا متورطا في إعداد وتنفيذ جريمة فيدرالية إرهابية ضد الولايات المتحدة ومواطنيها وسكانها وأملاكهم».

وبعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر ألقى أبو غيث خطابا توجه فيه إلى وزير الخارجية الأميركية في حينه كولن باول، متوعدا إياه بأن «العاصفة لن تتوقف ولا سيما عاصفة الطائرات»، محذرا المسلمين والأطفال وأعداء الولايات المتحدة من «الصعود على متن طائرة»، بحسب لائحة الاتهام.

وأحيا اعتقاله في الأردن قبل بضعة أسابيع الجدل حول ما إذا كان المشتبه بممارستهم الإرهاب ينبغي محاكمتهم أمام محكمة مدنية أو عسكرية، مثل محكمة غوانتانامو.

وأمس، قال بريت بهارارا، المدعي الاتحادي في نيويورك، الذي يقود القضية ضد أبو الغيث: «مضت ثلاث عشرة سنة منذ أن اتهم أبو الغيث بأنه يعمل مع أسامة بن لادن في حربه الإرهابية. ومضت ثلاث عشرة سنة منذ أن اتهم أبو الغيث بأنه يلقي خطابات جماهيرية يدعو فيها الناس للانضمام إلى حرب (القاعدة) الإرهابية، ولمزيد من الهجمات مثل هجمات 11 سبتمبر سنة 2001». وبعد أن كشف قائمة الاتهامات ضد أبو الغيث، قال بهارارا: «هذا مثال جديد على التزامنا بأن نعتقل ونعاقب أعداء الولايات المتحدة، مهما طال الزمن».

وقال مصدر في مكتب التحقيق الاتحادي (إف بي آي) إن قاضيا أميركيا كان أصدر أمرا سريا بالقبض على أبو الغيث عندما قدم له المكتب معلومات عن مكانه، والاتهامات ضده، وكان أبو الغيث في ذلك الوقت في تركيا. وإن الإنتربول (الشرطة الدولية) اشتركت في هذه الإجراءات القضائية السرية. وقال المصدر إن جون كيري، وزير الخارجية، خلال زيارته إلى تركيا، ناقش الموضوع سرا مع المسؤولين الأتراك. وإنهم قالوا له إنهم لم يجدوا دليلا ضد أبو الغيث غير تزوير أوراق سفر. ووعد الأتراك بتسليمه إلى السلطات الأميركية.

وقال المصدر إن الأتراك، لسبب ما، يبدو أنهم قرروا أن يرسلوه إلى الكويت، مسقط رأسه. وإن ذلك، حسبت ترتيبات مسبقة، تم عن طريق الأردن، حيث كانت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومكتب التحقيق الاتحادي (إف بي آي) بالتعاون مع السلطات الأردنية، أعدت خطة مسبقة لاعتقاله وإحضاره إلى الولايات المتحدة.

وقال المصدر إن الأتراك ربما تعمدوا إرساله إلى الأردن كجزء من هذه الخطة، بدلا من أن يسلموه إلى الأميركيين.

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن أبو الغيث هو أقرب الناس إلى أسامة بن لادن يعتقل وينقل إلى الولايات المتحدة. وأن هذه واحدة من مرات قليلة تعتقل فيها السلطات الأميركية إرهابيا، لا أن تقتله، كما ظلت تفعل في عمليات كثيرة خارج الولايات المتحدة.

وقال مصدر استخباراتي أميركي إن الفترة التي قضاها أبو الغيث في إيران ستساعد المحققين في معرفة دور إيران في دعم الإرهاب.

غير أن اعتقال أبو الغيث أثار أكثر الاختلاف بين الرئيس باراك أوباما وقادة جمهوريين في الكونغرس يعارضون تقديم المتهمين بالإرهاب إلى محاكم مدنية، ويرون أن أبو الغيث كان يجب أن يرسل إلى القاعدة العسكرية الأميركية في غوانتانامو.

وأمس، قال عضو الكونغرس مايك روجرز (جمهوري من ولاية ميتشيغان) ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: «يجب ألا نحضر قادة (القاعدة) الذين نعتقلهم في ميادين القتال إلى القضاء المدني الأميركي. يجب على الرئيس أوباما أن يرسل أمثال هؤلاء إلى غوانتانامو».

وفي مجلس الشيوخ، قال نفس الشيء السيناتور لندسي غراهام (جمهوري من ولاية ساوث كارولينا) والسيناتور كيلي ايوتي (جمهوري من ولاية نيوهامشير).

وقال بروس هوفمان، خبير الإرهاب في جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة، إن أبو الغيث «لم يكن مخططا استراتيجيا بقدر ما كان منظرا ومتحدثا». وقال إن التحقيقات معه ستشمل سنواته في إيران، ودور إيران في تصدير الإرهاب. وقال مسؤول استخباراتي سابق إن سنوات أبو الغيث في إيران، وتعاون إيران مع منظمة القاعدة، ودور إيران في تصدير الإرهاب، ظلت أمور محيرة لوكالات الاستخبارات الأميركية. وإن التحقيقات مع أبو الغيث يمكن أن توضح بعض هذا الغموض. وأول من أمس كان بيتر كينغ، النائب الجمهوري من نيويورك، الذي كان رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، أول من كشف عن أن السلطات الأميركية اعتقلت أبو الغيث. وقال كينغ إن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أبلغوه بذلك. وأثنى على وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ومكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، ووصف أبو الغيث بأنه صهر بن لادن.

وقال إن أبو الغيث لعب دورا في هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001. وقال: «بالتأكيد، واحدا بعد الآخر، نقبض على قادة (القاعدة)». وأضاف: «أشيد بإدارة الرئيس أوباما في هذا. إنها تعمل في تصميم، ومن دون تردد، وفي نجاح كبير».