الجوع يخفض من القدرات القتالية لجنود الأسد

ناشطون: طائرات النظام تلقي على المحاصرين طعاما فاسدا

عامل إطفاء سوري يحاول إطفاء نيران خلفها انفجار قذيفتي هاون قرب دار أيتام في منطقة البختيار في دمشق أمس (أ.ب)
TT

«والله العظيم جوعان». يصرخ جندي أسير لدى إحدى كتائب الجيش الحر في ريف دمشق، مخاطبا المحقق، ثم يستدرك بأنه ورفاقه يعانون الجوع منذ حصار «الحر» للواء 39 في منطقة عدرا بريف دمشق، إذ خصص اللواء علبة تونة أو سردين لكل أربعة جنود منذ ما يقارب الشهرين.

ويظهر شريط فيديو عرض على مواقع الثورة السورية أمس قيام قائد كتيبة تابعة للواء الإسلام يقوم بالتحقيق مع أحد «شبيحة النظام» من اللواء 39 خرج من اللواء المحاصر بحثا عن طعام يعود به لزملائه.

ويقع اللواء 39 في منطقة عدرا شمال شرقي العاصمة وتبعد عنها نحو 25 كلم، وهي تتبع ناحية مركز دوما في محافظة ريف دمشق. وبحسب مصادر في الجيش الحر هناك مئات الجنود داخل اللواء يعانون من الجوع نتيجة الحصار، وقد حاول النظام مدهم بالخبز والمعلبات واستخدام الطائرات المروحية لإلقاء هذه المواد التموينية، لكن الطيران على علو مرتفع جدا أدى إلى سقوط معظم المعلبات خارج اللواء.

وقام ناشطون في وقت سابق ببث فيديو يظهر محتوى الحصص الغذائية التي تلقيها طائرات النظام للجنود المحاصرين وكانت عبارة عن معلبات غذائية رديئة جدا وقطع بطاطا مطبوخة دون تقشير مع ربطات خبز، وقال الناشطون إنها لا تصلح للاستهلاك البشري.

ويعاني الجنود تحت الحصار من الجوع ونقص الذخيرة نتيجة قطع طرق الإمداد، بالإضافة إلى الذعر والقلق، فهم لا يتجرأون على الانشقاق خوفا من قياداتهم، كما ترعبهم فكرة السقوط بيد الجيش الحر، وذلك مع أن أكثر من ثلاثين عسكريا انشقوا من اللواء 39 منذ نحو أسبوعين، إلا أنه ما زال هناك مئات من الجنود محاصرين داخل اللواء.

ويكشف الشريط الذي بثه لواء الإسلام الحالة المتردية التي يعيشها جنود النظام المحاصرون في قطاعاتهم. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يكشف فيها عن إهمال نظام الأسد لجنوده، فقد سبق وذكرت تقارير إعلامية كثيرة أن جنود النظام الذين كانوا يرابطون في أكاديمية المشاة شمال مدينة حلب انخفضت قدرتهم القتالية بفعل نقص الغذاء الوارد إليهم.

ونادرا ما يتم تسليط الأضواء على معاناة الجنود الذين يقومون بتأدية خدمة العلم الإلزامية، خصوصا الفقراء منهم والمعدمين، والذين عادة يزجون في صفوف الدفاع الأمامية وفي المناطق الساخنة ليقتلوا هناك إما برصاص وقذائف الاشتباكات، وإما بالموت جوعا وعطشا. ويبدي الشارع السوري نوعا من التعاطف وعميق القلق مع الجنود الذين يستعصي عليه الانشقاق. وتقول هبة. د.، وهي سيدة دمشقية، في هذا الصدد: «هؤلاء الذين يتركون على الحواجز لمواجهة أقدارهم، هم أولادنا أيضا، ولا أقبل أن يسموا شبيحة، كما ليس بالضرورة أن يكونوا مؤيدين للنظام. إنهم مرغمون على حمايته لأنه لا حل آخر لديهم».

وتقول ناريمان، وهي شقيقة لأحد الجنود، إنها وأخواتها عجزوا عن إقناع شقيقها بالانشقاق لأنه يخشى على أخواته من انتقام النظام، بالإضافة إلى كونه لا يريد الالتحاق بالجيش الحر. وتؤكد ناريمان أن شقيقها أنهى فترة خدمته منذ ستة أشهر لكن النظام احتفظ به إلى جانب مئات الشباب الذين أنهوا فترة الخدمة الإلزامية، وما زال النظام يحتفظ بهم.