تأجيل جلسة «الحكومة المؤقتة» يدفع بمزيد من التأزم داخل الائتلاف

اللبواني: سأطرح الثقة في الخطيب إن لم يستقل

TT

كشف عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية كمال اللبواني أنه سيطرح الثقة في رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب في الاجتماع الذي سيُعقد في إسطنبول في 20 مارس (آذار) الحالي، بغية الإطاحة به، على خلفية مواقفه الأخيرة. وقال اللبواني لـ«الشرق الأوسط»: «إذا لم يستقل الخطيب من منصبه فإنني سأطلب طرح الثقة فيه، كما سأطرحها في نائب رئيس الائتلاف رياض سيف، والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ»، مرجحا أن ينضم عدد من المعارضين وأعضاء الائتلاف إلى مبادرته.

لكن كتلة الإخوان المسلمين لا ترى ضرورة لطرح الثقة في رئيس الائتلاف «طالما أنه أكد أنه عازم على الاستقالة إذا شعر الآخرون بأنه بات عائقا». وقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وعضو المجلس والائتلاف الوطني فاروق طيفور، لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لسنا بصدد الانضمام إلى طرح الثقة بالخطيب». وأوضح طيفور أن الأنباء عن نية الخطيب للاستقالة «فيها نوع من الجدية»، رافضا وضعها في إطار «المناورة». وقال إن الخطيب «تحدث أكثر من مرة عن فكرة الاستقالة من باب أنه غير متمسك بموقعه، وللتأكيد أن وجوده ليس معضلة أو مشكلة أمام الثورة أو أمام أي حل». وأضاف أن «الخطيب واضح في هذا الصدد، ولم يكن يوما عائقا أمام أي قرار يتخذه الائتلاف، بل يتعامل بإيجابية مع رأي أعضاء الائتلاف». وأكد طيفور أن الاجتماع الذي سيعقد في اسطنبول «سيكون مخصصا لتشكيل الحكومة المؤقتة وليس لنقاط أخرى».

وجاء تصريح اللبواني ردا على أنباء تحدثت عن نية الخطيب الاستقالة من منصبه في اجتماع الهيئة للائتلاف المزمع انعقاده في اسطنبول، والذي ستتم خلاله دراسة تشكيل حكومة مؤقتة للمعارضة السورية أو تشكيل هيئة تنفيذية، بعد تأجيله من 12 مارس الحالي. وقال اللبواني تعليقا على تلك الأنباء «إذا استقال الخطيب، يكون قد قدم خدمة كبيرة للمعارضة»، لافتا إلى أن الاعتراض على أدائه «بدأ من طرح فكرة الحوار مع النظام السوري كموقف شخصي، ما لبث أن بات رسميا، ثم بدأ بتأجيل اجتماعات الائتلاف بعد اجتماع الائتلاف في القاهرة الذي أكد فيه أعضاء الائتلاف رفضهم للمبادرة التي طرحها».

ولم يستبعد اللبواني أن يكون «تهديد الخطيب بالاستقالة» لا يعدو كونه «مناورة». وأضاف «هو مأمور من الولايات المتحدة التي تريد أن تحاور المعارضة والنظام وتشكيل حكومة انتقالية مناصفة بين النظام والمعارضة، عملا باتفاق روسي - أميركي حول أفغانستان وسوريا، بالإضافة إلى إجراء انتخابات في ظل وجود الأجهزة الأمنية للنظام السوري التي تتحكم في نتائج الانتخابات سلفا».

وشن اللبواني هجوما غير مسبوق على رئيس الائتلاف، معتبرا أن الخطيب «هبط بالمظلة على رأس المعارضة السورية»، وأن «إصراره على الحوار فيه نوع من الصغر». لكنه رفض مبدأ عزله، إذا لم يتقدم بالاستقالة، قائلا «لا نفكر بهذه الطريقة، فنحن (المعارضون لطروحات الخطيب) أغلبية، ويمكن أن نصوت على أي قرار ونتخذه بمعزل عن رأيه»، مشددا على أن «القرارات التي نتخذها تراعي مصلحة الثوار في الداخل». وأضاف «الثوار يعارضون الحوار مع النظام، ونحن لسنا أكثر من سفراء لهم في الخارج، وعلينا أن نحمي قراراه سياسيا ونحمي حربهم مع النظام».

وقال اللبواني إن «النظام السوري يريد إبادتنا، ويبتزنا بقضية الحوار»، متسائلا «هل علينا أن نخضع لابتزازه»، مجددا رفض المعارضة السورية «المطلق» للحوار مع النظام السوري في ظل وجود رئيسه بشار الأسد. وأضاف «نحن نقاتل ولا نُذل». وأشار إلى أن طرح الثقة سيشمل نائب رئيس الائتلاف رياض سيف، والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ، موضحا أن هاتين الشخصيتين «لا تتناغمان مع تطلعات الثورة السورية»، لافتا إلى أن الصباغ «يحاول السيطرة على قرار الائتلاف». وكشف أن ما يظهر إلى الإعلام من خلافات بين مكونات الائتلاف «لا يشكل 10 في المائة من الخلافات»، مشيرا إلى أنها «لا توحي بأن هؤلاء المتبوئين مناصب كبيرة في المعارضة، قادة لها».