بينما تواصل الجمهورية الإسلامية استعراض قدراتها العسكرية في المنطقة بالإعلان هذه المرة عن تدشين مدمرة جديدة وإلحاقها بالأسطول البحري اليوم (الأحد)، سخر مسؤول عسكري إيراني بارز من التهديدات الإسرائيلية المستمرة لبلاده، وكشف عن أن قادة القوات المسلحة الإيرانية منحتهم صلاحية الرد الفوري على أي تهديدات محتملة، مؤكدا أن جميع خيارات بلاده «ما زالت على الطاولة».
ونقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، ردا على التهديدات التي أطلقتها إسرائيل ضد إيران، قوله إن «القيادة العليا منحت قادة القوات المسلحة الصلاحية الكاملة للرد على أي تهديد محتمل من شأنه أن يهدد أمن إيران، وإن القوات المسلحة ستشل قدرة العدو إذا ما أقدمت على هذه الخطوة».
وزعم العميد جزائري، مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للشؤون الإعلامية، أن «الجمهورية الإسلامية لديها بنية عسكرية تحظى بتأييد الشعب الإيراني، وأن العدو يحاول من خلال إثارة الإشاعات حول الحرس الثوري وقوات التعبئة (الباسيج) أن يسيء إلى سمعة هذه القوات، في الوقت الذي تشير استطلاعات الرأي (الإيرانية) إلى تزايد شعبية القوات المسلحة لدى الشعب الإيراني».
وهددت إسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، حيث تعتبر إيران المسلحة نوويا خطرا على وجودها على ضوء تصريحات أحمدي نجاد بضرورة محو الدولة العبرية من الخريطة، وبدورها تنفي إيران أنها تسعى لإنتاج سلاح نووي، وهددت برد ساحق على أي هجوم إسرائيلي.
إلى ذلك، وحول الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في يونيو (حزيران) المقبل، قال جزائري إن «انتخابات رئاسة الجمهورية 2013 ستجرى بهدوء واستقرار»، محذرا «بعض الأنظمة التي تنتهج أساليب غير متعارف عليها لتثبيط عزيمة الشعب الإيراني من القيام بأداء واجبه الانتخابي»، في إشارة إلى القوى الإصلاحية والمعارضة.
وبشأن الأزمة السورية، قال إن «أميركا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني، فضلا عن دول المنطقة الرجعية، سيخسرون الحرب في سوريا دون أي شك، وأن هذه الدول سوف تندم على ما فعلته في سوريا»، ووصف عناصر المعارضة السورية المسلحة بـ«الإرهابيين»، وأنهم من «صناعة القوى السلطوية (الغرب) وبعض دول المنطقة»، مستبعدا سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: «إذا ما كان من المقرر أن ينهار الشعب والحكومة السورية لحدث ذلك منذ وقت طويل».
وأشاد جزائري «بالمقاومة في المنطقة»، وقال إنها «بلغت مستوى عاليا من النضج السياسي، بحيث لا تخضع أمام أهداف الأنظمة السلطوية».
واختتم جزائري بدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «تفادي الأخطاء، وأن يدرك تماما أنه ما زالت خيارات إيران على الطاولة، وأن عليه العودة إلى النهج السليم قبل أن يغرق في مستنقع المنطقة».
وكان الرئيس الأميركي قال الخميس الماضي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن واشنطن تفضل الدبلوماسية على خيار استخدام القوة مع إيران، إلا أنه اعتبر «إيران نووية» خطا أحمر.
وفي غضون ذلك أعلنت طهران عن تدشين المدمرة «جماران 2» وإلحاقها بالأسطول البحري في بحر قزوين اليوم (الأحد) بحضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وبالإضافة إلى نجاد سيشارك في مراسم التدشين قائد هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة اللواء سيد حسن فيروز آبادي ووزير الدفاع العميد أحمد وحيدي.
وتقول إيران إن المدمرة «جماران 2» المصنعة محليا بمؤسسة التصنيع البحري بوزارة الدفاع، مزودة بأحدث التجهيزات والأنظمة الدفاعية المعقدة والمتطورة، وستدخل الخدمة في أسطول القوة البحرية للجيش الإيراني في النصف الأول من السنة الإيرانية الجديدة (تبدأ 21 مارس/ آذار) بعد اجتيازها المراحل التكميلية والاختبارات النهائية.