العاهل المغربي والرئيس الإيفواري: نزاع الصحراء يهدد وحدة التراب والأمن في المنطقة

واتارا يطوي صفحة غباغبو ويعلن دعمه لمقترح الحكم الذاتي الموسع

الرئيس الإيفواري الحسن وتارا والعاهل المغربي الملك محمد السادس لدى لقائهما في أبيدجان (ماب)
TT

أعلن الرئيس الإيفواري الحسن واتارا أن بلاده تدعم المقترح المغربي بحكم ذاتي موسع في الصحراء، مؤكدا أحقية المملكة المغربية في الصحراء، وذلك بعد سنوات من اعتراف ساحل العاج في عهد الرئيس السابق لوران غباغبو.

وكان قرار غباغبو قد تسبب في توتر العلاقات بين البلدين، وذلك بعد عقود من التقارب إبان حكم الرئيس المؤسس لساحل العاج، فيليكس هوفويت بوانييه، الذي كان مقربا من العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، ويرتبطان بعلاقات قوية ظهرت في الدعم الكبير الذي قدمته أبيدجان للمغرب في ملف نزاع الصحراء.

وأكد واتارا الذي يشغل منصب الرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، في بيان مشترك صدر أمس، أن «موقف ساحل العاج ثابت في قضية الصحراء»، معتبرا أن «المبادرة المغربية المتمثلة في إقامة حكم ذاتي موسع في الصحراء يعتبر حلا مناسبا لتسوية نهائية لهذا الصراع»، وفق تعبيره.

وخلال البيان المشترك ذاته، اعتبر العاهل المغربي والرئيس الإيفواري أن «استمرار الصراع في الصحراء يشكل تهديدا للوحدة الترابية والأمن في دول المنطقة». وأضاف البيان: «في ما يتعلق بالصحراء المغربية، فإن قائدي البلدين أكدا أن استمرار الصراع في الصحراء يشكل تهديدا للوحدة الترابية والأمن في دول المنطقة، وعائقا حقيقيا أمام اندماج إقليمي يتماشى مع تطلعات الشعوب الأفريقية».

وكان العاهل المغربي قد أكد خلال مأدبة عشاء أقامها على شرفه الرئيس واتارا الليلة قبل الماضية أن زيارته لساحل العاج تؤسس للتلاقي وتكرس مشروع المستقبل المشترك بين البلدين؛ واصفا طابع الزيارة بأنه «خاص ومتميز»، وفق وصفه.

وقال العاهل المغربي «إن زيارتي لساحل العاج، الأولى من نوعها، تكتسي بالنسبة لي صبغة خاصة ومميزة، إذ ترسي التلاقي وترسخ، في ذات الوقت، مشروعا مشتركا للمستقبل»، قبل أن يضيف «هذه الزيارة ترسي التلاقي بين بلدين شقيقين، يعتزان بعلاقتهما التاريخية، الاستثنائية والنموذجية؛ التي تم بناؤها فور حصولنا على الاستقلال، على أساس الصداقة والثقة المتبادلة».

وأضاف محمد السادس، في كلمته خلال حفل العشاء أن من شيدوا هذا الأساس المكين، هم الآباء المؤسسون؛ جدي الملك محمد الخامس، ووالدي، الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، والراحل العزيز، الرئيس فيليكس هوفويت بوانييه؛ تغمدهم الله جميعا برحمته.

وبدوره، أشار الرئيس واتارا خلال كلمة ترحيبه بالعاهل المغربي، إلى أن «علاقات التضامن والصداقة المتينة التي تجمع بين ساحل العاج والمملكة المغربية تم تجسيدها من خلال اتفاقيات قطاعية كثيرة ومعاهدة صداقة موقعة يوم 22 سبتمبر (أيلول) 1973». وأضاف: «خلال أربعة عقود، مكنت تلك الاتفاقيات من إثراء التعاون متعدد الأشكال بين بلدينا بإنشاء اللجنة المشتركة الكبرى للتعاون، التي ستلتئم دورتها الخامسة قريبا في أبيدجان»، مؤكدا أن «هذا التعاون ملموس ويعد بالازدهار لساحل العاج والمغرب».

وعبر واتارا عن «امتنان الشعب الإيفواري للجهود التي ما فتئت المملكة تبذلها من أجل عودة السلام والاستقرار في بلادهم، منذ اندلاع الأزمة في سبتمبر 2002». وأضاف: «لقد ساهم بلدكم بشكل فاعل في إخراج ساحل العاج من الأزمة، من خلال بعثة الأمم المتحدة في ساحل العاج التي تضم فيلقا من مئات الجنود المغاربة».

وتحدث واتارا عن الحضور الاقتصادي للمغرب في ساحل العاج، مشيرا إلى «دعم تمويل المقاولات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الصغيرة والمتوسطة، من طرف التجاري وفا بنك»، الذي كان أول مجموعة مصرفية ومالية مغاربية تفتح فرعا لها في ساحل العاج سنة 2010.

وفي نفس السياق، أشار الرئيس الإيفواري إلى «شركة إسمنت أفريقيا التي وضعت سنة 2011، حجر الأساس لإقامة مصنع للإسمنت في أبيدجان ستكون أكياسه الأولى متوفرة في السوق اعتبارا من شهر يونيو (حزيران) المقبل».

وفي ختام كلمته قال واتارا مخاطبا العاهل المغربي: «بالنظر إلى المقومات الهائلة التي يتمتع بها بلدانا، فمن الممكن زيادة مستوى مبادلاتنا التجارية وعلينا العمل على ذلك أكثر».

وفي إطار مساعي البلدين لتعزيز التعاون بينهما، وقعت الحكومتان على ست اتفاقيات تعاون، فيما ستعقد الدورة الخامسة للجنة المشتركة الكبرى للتعاون الإيفواري - المغربية قريبا في أبيدجان.