15 مليون طفل عراقي بحاجة لتطوير تعليمي وصحي ونفسي

5 ملايين يتيم ومليون لم يكملوا الدراسة

TT

استطاعت اللافتة البيضاء الكبيرة، التي احتلت أعلى أقدم المباني التراثية الواقعة في قلب العاصمة العراقية بغداد، أن تلفت انتباه المارة إليها من جديد، وهي تبشر بافتتاح أول سفارة للطفل العراقي، تعد بتفعيل قانون حقوق الطفل العراقي وتحسين بيئته وأحواله المتردية وإنقاذ الطفولة من واقعها المتعب منذ أكثر من عقد من الزمان.

وكان آخر إحصاءات منظمة «اليونيسيف» المعنية برعاية الطفولة في العراق والعالم، أظهرت أن هناك 15 مليون طفل عراقي بحاجة إلى تطوير واقعهم التعليمي والصحي والنفسي، كما كشفت وكالات ومنظمات دولية أخرى عن وجود خمسة ملايين طفل عراقي يتيم، وأكثر من مليون آخرين لم يستطيعوا إكمال الدراسة، أو لم يذهبوا إلى المدرسة أصلا بسبب العنف والتشرد والفقر، إضافة إلى شيوع ظاهرتي عمالة الأطفال القصر والمتاجرة بهم محليا وإقليميا ودوليا.

ويأتي افتتاح سفارة للطفل العراقي مؤخرا في بغداد، بدعم حكومي من قبل وزارة الثقافة العراقية وعدد من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، ويتولى إدارة السفارة سفير الطفل الفنان هاشم سلمان الذي تولى منصبه وفق مرسوم جمهوري صادر من رئاسة الجمهورية تثمينا لدوره الرائد في خدمة الطفل العراقي. ويقول سلمان لـ«الشرق الأوسط»: «عانى الطفل العراقي من تغييب وإهمال واضحين من قبل الجميع خلال السنوات الأخيرة، وشاعت مظاهر التسول والتسرب الدراسي والتشرد وانخراط الأطفال في العمالة الصعبة، أو مرافقة أصدقاء السوء وغيرها من مظاهر يرفضها المجمع والعالم أجمع».

وأضاف سلمان قائلا: «وضعنا خطة استراتيجية موسعة لانتشال الطفل من واقعه الصعب عبر التحرك على الحكومة العراقية ومجلس النواب والمنظمات المحلية والدولية لوضع برامج مشتركة ترعى الطفولة في العراق، وكذلك تفعيل قانون حقوق الطفل في البرلمان والقضاء العراقي، وإنشاء برلمان للطفل كما في دول أخرى». وتابع: «سعينا أن يكون عملنا مشتركا أيضا مع جهاز الشرطة المجتمعية ومنظمة الهلال الأحمر الدولية، لأجل رصد حالات التسول والعمالة والتسرب، وإشراك الأطفال في برامج ثقافية وترفيهية متواصلة تشمل كل محافظات العراق، ومحاولة الإفادة من برامج المنظمات الدولية لخدمة الطفل العراقي بالتحديد».