بدأت النيابة المصرية، أمس، التحقيق في واقعة الاعتداء على الفنانة السورية «رغدة» من قبل شباب «إسلاميين» أثناء إلقائها قصيدة بدار الأوبرا في القاهرة، ترثي فيها حال الشعبين المصري والسوري بعد «الثورات» التي قامت في البلدين. وتعرف الفنانة السورية الشهيرة، والمقيمة بمصر منذ عقود، بتأييدها لنظام الرئيس بشار الأسد، ومعارضتها للثورة وللجيش السوري الحر.
واتهمت الفنانة رغدة مجموعة من الإسلاميين بالاعتداء عليها أثناء وجودها بدار الأوبرا أول من أمس (الأربعاء) لإلقاء بعض القصائد، خلال «ملتقى القاهرة الثالث للشعر العربي» المقام بالمجلس الأعلى للثقافة (وسط القاهرة)، وأثارت قصائدها غضب بعض الحاضرين، بعدما فهم منها تأييدها لنظام الأسد.
وقامت الفنانة السورية بتحرير بلاغ في قسم شرطة قصر النيل بالقاهرة، ذكرت فيها أنها فوجئت بشاب ملتح قام بمقاطعتها في أثناء قيامها بإلقاء أشعار عن حال الشعبين السوري والمصري، تحسرت فيها على الأحوال الأمنية والاقتصادية التي حلت بالبلدين بعد الثورات، وعندما نهرته انهال عليها بسيل من الشتائم، قبل أن ينضم إليه شباب آخرون قاموا بالتعدي عليها، وإلقاء طفايات الحريق، فأصابوها إصابة طفيفة، فخرجت مسرعة من القاعة، وقاموا بملاحقتها حتى خرجت من دار الأوبرا، وسط حالة من الهرج سادت المكان.
وفور خروجها، أكدت الفنانة السورية أن «حالتها الصحية مستقرة»، غير أنها وضعت دعامة طبية على عنقها، جراء بعض الكدمات.
وقالت رغدة: «لن أترك هذا البلد.. تريدون أن تطفشونا.. ولكن لن أتركها»، ورفعت إصبعيها بعلامة النصر. وأضافت: «أنا مع الجيش العربي المصري والعربي السوري»، وأنها «مؤيدة للرئيس بشار الأسد وضد دخول أي أياد خارجية في سوريا».
وتعد الفنانة رغدة من أبرز الفنانين السوريين الذين يدافعون عن نظام الأسد الذي يواجه انتفاضة شعبية مسلحة منذ عامين، سقط خلالها عشرات الآلاف من الضحايا. وفي إحدى قصائدها، التي ذكرتها خلال الملتقى، قصيدة بعنوان «سوق النخاسة»، تتناول فيها اللاجئات السوريات اللاتي أتين إلى مصر ثم يتزوجهن أفرادا ينتمون إلى الجماعات الإسلامية.
من جانبه، أصدر المجلس الأعلى للثقافة بيانا أمس، أدان فيه قيام الفنانة رغدة بالتعبير عن أجندة سياسية أثارت حفيظة الحضور، خلال مشاركتها في ملتقى الشعر العربي، وقال البيان: «تقدمت الفنانة رغدة بطلب لإلقاء قصيدة قصيرة لتحية النجاح الباهر للملتقى وتحية للمشاركين الأجانب والعرب والمصريين؛ ورغم أن اسمها لم يكن مدرجا ضمن برنامج فعاليات الملتقى؛ فلم ير القائمون على المؤتمر بأسا في مشاركتها بوصفها فنانة ترغب في تحية الملتقى، لكن فوجئ الحضور والقائمون بأن هناك أجندة سياسية للفنانة تطرحها من خلال ما تلقيه باسم الشعر من خلال مدح في نظام الأسد المستبد».