الأسطول الروسي يستبدل مرفأ طرطوس ببيروت

خبير يعتبر الخطوة مخالفة دستورية لبنانية

TT

بعد أسبوع من إعلانه الدخول إلى ميناء بيروت للتزود بالمؤن وتوفير الراحة لطواقمها، أعلن مصدر عسكري دبلوماسي روسي، أمس، أن سفن سلاح البحرية الروسية ستدخل من الآن فصاعدا إلى ميناء بيروت للتموين بدلا من مرفأ طرطوس، وذلك نظرا لتصاعد النزاع المسلح في سوريا.

وفي تصرح لـ«الشرق الأوسط» حيال قانونية الخطوة، اعتبر الخبير العسكري وهبي قاطيشا رسو سفن حربية روسية في ميناء بيروت مخالفة دستورية، مضيفا أن: «البوارج عسكرية ومعروفة الهدف، ولذلك يجب أن يحظى روسها في الموانئ اللبنانية بموافقة الحكومة وطرحه على مجلس النواب لاتخاذ القرار بشأنه، أما وأنه لم يتم الإعلان عن خطوات كهذه، فلا أستبعد أن يكون قد تم تمرير الأمر سرا في الحكومة متجاوزة الخطوات القانونية».

في المقابل، رأى الخبير العسكري أمين حطيط أن «خطوة كهذه لا تحتاج إلى قرار من الحكومة، لأن الأسطول لا يقوم بأي عمل عسكري ويحتاج فقط إلى خدمات لوجيستية، ويكفي لذلك موافقة إدارة المرفأ، التي يحق لها الموافقة أو الرفض».

وأضاف حطيط في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا القرار لا يمكن أن يكون قد اتخذ ما لم يلق القبول السياسي في الكواليس». واعتبر حطيط أن «مرفأ طرطوس ليس قادرا على الإيفاء بمتطلبات الأسطول الروسي وخدماته اللوجيستية، لا سيما بعد قرار روسيا تغير موقفها السياسي وبالتالي توسيع الحجم الاستراتيجي لأسطولها ولقوتها العسكرية، فوجدت الحل في مرفأ بيروت لتستفيد منه فقط لوجيستيا، وليس كبديل عن مرفأ طرطوس».

وعما إذا كان قرار كهذا يتناقض مع مبدأ النأي بالنفس الذي تتبعه الدولة اللبنانية تجاه الأزمة السورية، اعتبر حطيط أنه «لا يمكن ربط الأمر بهذه القضية، لأن وجود الأسطول الروسي يتعدى الأزمة السورية، وبالتالي فإن عدم السماح له بالتموين أو تقديم المساعدة اللوجيستية له، سيعتبر موقفا عدائيا يوقع لبنان في مشكلة».

وفي حديثه عن الموضوع، أوضح المصدر العسكري الروسي أن «مجموعة من سفن قتالية تابعة لأسطول البلطيق تضم سفينة الحراسة (ياروسلاف مودري)، وسفينتي الإنزال الكبيرتين (كالينينغراد) و(ألكسندر شابالين)، قامت بزيارة عمل إلى بيروت مؤخرا»، مضيفا: «بحاريونا أعجبتهم طريقة السلطات المحلية في خدمة سفننا»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «الحديث لا يجري حاليا عن التخلي عن نقطة الدعم الفني المادي في طرطوس والبحث عن نقاط أخرى في البحر الأبيض المتوسط».

وأكد المصدر أن «مرفأ طرطوس لا يزال النقطة الرسمية الوحيدة لمرابطة السفن الروسية»، لافتا إلى أنه «عندما تصبح الأحداث في سوريا أكثر قابلية للتنبؤ بها، سنستطيع أن نحسم موقفنا من الاستمرار في استخدامه».

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، وتوضيحا منها لهذا الخبر، أن نقطة الإمداد المادي والتقني الواقعة في ميناء طرطوس السوري تبقى كالسابق النقطة المستخدمة في إصلاح سفن الأسطول الحربي الروسي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها: «إن طرطوس تبقى كالسابق النقطة الرسمية لإسناد وإصلاح السفن الروسية في البحر الأبيض المتوسط»، مشيرة إلى أن السفن الروسية بقوام سفينة الحراسة «ياروسلاف مودري» وسفينتي الإنزال الكبيرتين «كاليننغراد» و«ألكسندر شابالين» قامت قبل فترة بدخول ميناء بيروت بدعوة من الجانب اللبناني.

وأضاف البيان أن «تفسير هذا الحدث بنوايا روسيا التخلي عن نقطة الإمداد المادي والتقني في طرطوس بهدف البحث عن نقاط جديدة في البحر الأبيض المتوسط لإسناد سفن الأسطول الحربي الروسي - هو على أقل تقدير غير دقيق».