وثيقة سرية لـ«القاعدة» لشن هجمات على أهداف عالمية

كتبها أبو يونس الموريتاني ومكونة من 17 صفحة وعثر عليها في مخبأ بن لادن

TT

تم الكشف عن وثيقة سرية في مخبأ أسامة بن لادن تشير إلى استراتيجية لشن هجمات على أهداف ذات أهمية اقتصادية عالمية، من بينها «خطوط أنابيب نفط وكابلات إنترنت وناقلات نفط».

تشير الوثيقة، التي كتبها مخطط هجمات تنظيم القاعدة، يونس الموريتاني، إلى زرع عملاء في مهام يمكن أن تفيد لاحقا في شن هجمات، مثل نقل النفط أو الغاز، وتوجيه المؤيدين لدراسة الكيمياء والفيزياء، بحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية.

أرسلت وزارة العدل الأميركية الوثيقة إلى السلطات القضائية الألمانية لاستخدامها في البت في قضية منظورة منذ العام الماضي في دوسلدورف، بحسب صحيفة «دي تسايت» الألمانية.

وكان ثلاثة من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي موجودين في المحكمة في دوسلدورف لتقديم أدلة عن صحة الوثيقة. لقد اتهم المدعى عليهم الأربعة في القضية بحياكة مؤامرة لشن هجمات تفجيرية في ألمانيا بتوجيه من تنظيم القاعدة. ومن المقرر أن يتم سماع شهادة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مجددا يوم الخميس.

يشترك عميل مغربي تم ذكره في الخطاب مع أحد المدعى عليهم في قضية دوسلدورف في تاريخ الميلاد نفسه. وتقترح وثيقة المخطط، الذي تم إرساله إلى بن لادن في مارس (آذار) 2010، لشن هجمات على أنابيب وجسور وسدود ومراكز مالية ضخمة، كما تشير إلى فكرة الهجوم على مراكز بحثية، وتحدد على وجه الخصوص اسم «راند كوربوريشن»، المعهد البحثي الكائن في كاليفورنيا والذي تموله الحكومة الأميركية. ويتمثل هدف آخر مقترح في مهرجان «استعراض الحب» للموسيقى الراقصة في ألمانيا.

ويشير الخطاب إلى أنه ينبغي أن يستمر تنظيم القاعدة في استخدام الطائرات، غير أن طياريه يجب أن يقلعوا بشكل منتظم بالطائرات قبل تنفيذ أي هجوم.

ويلمح الخطاب إلى أنه يمكن إعطاء الطيار المشارك في الهجوم أقراصا منومة قبل تنفيذ الهجوم. ويحدد الموريتاني المنشأة البتروكيماوية الضخمة في مدينة بقيق في المملكة العربية السعودية كهدف محتمل لهجوم جوي.

وتشمل الوثيقة المؤلفة من 17 صفحة توصية بضرورة استخدام تنظيم القاعدة غواصات في استكشاف تصميم خطوط أنابيب الغاز تحت الماء لزرع ألغام بها. وقد تم توجيه اهتمام جاد لهذه الفكرة في الوثيقة التي تشير إلى أن خطوط الأنابيب بها صمامات أمان كل ستة أميال يجب وضعها في الحسبان عند زرع الألغام.

ويكتب الموريتاني أن فرع تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا قد يكون قادرا على المساعدة في تمويل الهجمات، وأن هناك «ملايين» متاحة لهم.

وأعلن جيش باكستان في عام 2011 أنه قد ألقى القبض على الموريتاني في ضواحي مدينة كويتا الواقعة جنوب غربي باكستان.

وقال ياسين مشربش، الصحافي الاستقصائي الذي يعمل لحساب صحيفة «دي تسايت» في برلين، إنه لم تكن هناك إشارات واضحة لبريطانيا في الوثيقة. يذكر أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قتل في مخبئه في عملية أمنية نفذتها قوات أميركية خاصة في باكستان، في أول مايو (أيار) 2011، ودفنت جثته في البحر، وتم وضع اليد في خلالها على عدد كبير من الوثائق السرية التي كانت بحوزته.

وطاردت الولايات المتحدة بن لادن منذ هجمات سبتمبر (أيلول) من عام 2001، وكان يعتقد أنه كان يختبئ في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية الوعرة، واتهم بالوقوف وراء الكثير من العمليات المسلحة في العالم من الهجمات على سفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا خلال عام 1998، وجزيرة بالي في إندونيسيا وعاصمتها جاكرتا، وهجمات انتحارية دموية في الدار البيضاء والرياض وإسطنبول، والهجمات الأشهر على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001.

وبعد 11 سبتمبر يعتقد أن قادة تنظيم القاعدة أعادوا تجميع أنفسهم في المناطق القبلية في باكستان، وظلت أماكن وجودهم وفي مقدمتهم بن لادن عصية على الاكتشاف وفشلت كل محاولات قوات التحالف في أفغانستان ومحاولات القوات الباكستانية في الجانب الباكستاني من الحدود في النيل من زعيم تنظيم القاعدة.