الخريجون المغاربة العاطلون عن العمل يبتكرون أساليب جديدة للاحتجاج ضد حكومة ابن كيران

عمليات كر وفر بين الشرطة والمحتجين في وسط الرباط

TT

اختار خريجو الجامعات العاطلون عن العمل في المغرب طريقة جديدة للاحتجاج على عدم توظيفهم. وكانت حكومة عبد الإله ابن كيران قررت منذ توليها السلطة إلغاء عملية التوظيف المباشر في القطاع العام، وإخضاع الأمر إلى منافسة مفتوحة. بيد أن الخريجين العاطلين واصلوا مظاهراتهم يوميا في وسط الرباط قبالة البرلمان، ونظم هؤلاء الخريجون أول من أمس كما هو معتاد مظاهرة في شارع محمد الخامس، الذي يتوسط العاصمة المغربية، لكنهم اختاروا هذه المرة طريقة مختلفة، ولم يقتصر الأمر على الهتافات والتلويح بالأيادي، بل سار المحتجون حفاة الأقدام تتقدمهم مجموعة من الخريجات العاطلات، في حين رفع آخرون حبال مشنقة على عصي.

وتعرضت مظاهرة أول من أمس إلى تدخل عنيف من طرف الشرطة لتفريقها، وكانت هناك عمليات كر وفر بين الجانبين في شوارع وأزقة وسط الرباط.

وحول الطريقة الجديدة التي ابتكرها المتظاهرون يقول يوسف فليفلو، منسق المجموعات المتظاهرة، إن «الشكل الاحتجاجي الذي اخترناه هذه المرة يحمل مجموعة من المعاني، فهو رسالة للحكومة التي تقول إنها ستفتح حوارا مع المجتمع المدني والجمعيات، لكن نحن سنبرهن على خطأ السياسة الحكومية». وأضاف فليفلو قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «الحكومة عاجزة عن تقديم حلول، وجميع أبواب الحوار مغلقة في وجه العاطلين».

وزعم فليفلو أن الحكومة لا تنهج سياسة سوى التصدي لمظاهراتهم، وكان آخرها أول من أمس عندما خرجوا للاحتجاج وبادر رجال الشرطة وقوات مكافحة الشغب بالتدخل لتفريقهم، وقال إن بعض المشاركين في المظاهرة نقلوا إلى المستشفى بعد أن تعرضوا لضرب مبرح، على حد قوله.

وقال فليفلوا «نحن نطالب بفتح أبواب الحوار مع الحكومة ومطالبتها بالتوظيف المباشر والتزام الحكومة بقانون توظيف الخريجين الذين يحملون شهادات عليا بالتوظيف المباشر». وهدد فليفلو بتصعيد الاحتجاجات في حالة عدم تنفيذ الحكومة لمطالبهم.

إلى ذلك، قال مصدر مغربي حكومي لـ«الشرق الأوسط» إن قرار تعيين خريجي الجامعات عبر مسابقات مفتوحة لا تراجع عنه، مشيرا إلى أن قوات الأمن لا تتدخل لفض مظاهرات العاطلين إلا عند احتلالهم للشارع وعرقلة حركة المرور، وتساءل قائلا «ماذا يعني إيقاف حركة الترامواي الذي ينقل الموظفين إلى أعمالهم؟ هل سيحل ذلك مشكلة البطالة؟!»، على حد تعبيره.