اليمن: نجاة ممثل للحوثيين في مؤتمر الحوار من محاولة اغتيال ومقتل 3 من مرافقيه

مصادر أمنية: ضبط شحنة أسلحة تركية الصنع في عمران.. وتشديد الإجراءات الأمنية حول السفارة الأميركية

عبد الوهاب الانسي الأمين العام لحزب الإصلاح يتحدث خلال جلسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمس (رويترز)
TT

نجا أحد ممثلي جماعة الحوثي في اليمن بمؤتمر الحوار الوطني الشامل من محاولة اغتيال في العاصمة صنعاء، فيما قتل 3 من مرافقيه، في وقت شددت فيه السلطات الأمنية اليمنية أمس من إجراءاتها الأمنية حول السفارة الأميركية في صنعاء التي وقعت محاولة الاغتيال بالقرب منها، في وقت كشفت فيه مصادر أمنية يمنية عن ضبط شحنة أسلحة في محافظة عمران.

وأكدت مصادر قبلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» مقتل 3 من مرافقي الشيخ عبد الواحد ناجي أبو رأس، عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثي، في محاولة الاغتيال التي تعرض لها عندما استهدف مسلحون سيارته في «جولة النصر» قرب السفارة الأميركية بوابل من الرصاص. وقالت المصادر إن المهاجمين ربما كانوا يعتقدون بوجود أبو رأس في السيارة. وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحا يرتدي ملابس عسكرية (الحرس الجمهوري - سابقا) هو من أطلق النار على الأشخاص الثلاثة الذين كانوا على متن السيارة على بعد عدة أمتار من نقطة أمنية تتبع قوات الأمن المركزي، وأن أحد جنود النقطة أصيب في إطلاق النار وكذا سائق شاحنة، قبل أن يلوذ المسلح ومن معه بالفرار على متن سيارة أجرة. وقالت مصادر أمنية إن إحدى الدوريات قامت بملاحقة السيارة وتبادلت مع أفرادها إطلاق النار لكن من دون أن تتمكن الدورية من إلقاء القبض على القتلة.

وأعلن مؤتمر الحوار الوطني الشامل على لسان نائب رئيس المؤتمر عبد الوهاب الآنسي إدانته للحادث في مستهل الجلسة المسائية، أمس، وعبر عن «إدانة أعضاء وعضوات المؤتمر واستنكارهم الشديد لحادث الاعتداء الإجرامي والكمين الغادر الذي استهدف أحد أعضاء مؤتمر الحوار عن قائمة (أنصار الله)، وهو عبد الواحد أبو رأس، أثناء مروره ظهر اليوم في شارع النصر بأمانة العاصمة، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة من مرافقيه وجرح اثنين آخرين». وطالب الآنسي «الأجهزة الأمنية بسرعة التحقيق في هذه القضية وضبط المتهمين وإحالتهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم».

وعقب الحادث مباشرة، عززت السلطات الأمنية من إجراءاتها حول مقر انعقاد مؤتمر الحوار بأحد فنادق العاصمة صنعاء، كما جرى تشديد الإجراءات الأمنية وبصورة استثنائية في محيط السفارة الأميركية القريبة من المكان، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من المدرعات والأطقم العسكرية وحاملات الجنود قامت بتأمين محيط ومداخل السفارة الأميركية في حي شيراتون بشرق العاصمة صنعاء، إضافة إلى الإجراءات الأمنية المشددة أصلا حول السفارة التي تعرضت لعدة هجمات إرهابية ومحاولات اقتحام من قبل متظاهرين. وتلتزم السلطات اليمنية الصمت إزاء هذه الإجراءات الاستثنائية حول سفارة واشنطن في صنعاء، في حين رجحت مصادر يمنية أن هذه الإجراءات تأتي تحسبا لتهديدات إرهابية متوقعة. وتزامنت هذه الإجراءات مع عملية تصفية لثلاثة أشخاص داخل سيارة في «جولة النصر» قرب مبنى السفارة.

في سياق آخر، قالت مصادر أمنية في محافظة عمران الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن أجهزة الأمن في المحافظة ضبطت شاحنة وبداخلها كمية من المسدسات تركية الصنع (مسدسات ربع). وحسب تلك المصادر فقد تم التحفظ على الكمية داخل إدارة امن المحافظة والقيام بعملية جردها، حيث بلغ عددها أكثر من 1700 مسدس. وتشير المعلومات إلى أن تلك الأسلحة كانت في طريقها إلى محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون، في حين لم تعلن السلطات اليمنية حتى اللحظة أي معلومات بهذا الخصوص.

ويعد اليمن في الآونة الأخيرة سوقا رائجة للأسلحة التركية رخيصة الثمن مقارنة بالأسلحة الروسية والأميركية والتشيكية والإسبانية والصينية الرائجة في السوق اليمنية، وتشير بعض التقارير إلى أن اليمن يعد، إلى جانب أنه سوق للسلاح، ممرا للأسلحة التركية إلى دول الجوار.