سفير ليبيا الجديد في القاهرة: من حق الشعب تسلم رموز النظام السابق

مصادر: «الساعدي» يستعد لمغادرة النيجر إما إلى سلطنة عمان أو لدولة أفريقية

TT

قال فايز جبريل، السفير الليبي الجديد في القاهرة، إن «ملف تسليم الهاربين من مسؤولي نظام القذافي إلى مصر، قد تحول إلى معركة تجاذبات سياسية بين القوى السياسية المصرية خلافا لما هو مطلوب»، بينما قالت مصادر ليبية، إن «الساعدي، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، يستعد لمغادرة النيجر، متجها إما إلى سلطنة عمان التي لجأ إليها معظم أفراد عائلة القذافي، أو إلى دولة أفريقية أخرى، تجنبا لمحاولات السلطات الليبية المطالبة بتسليمه استنادا إلى مذكرة من الشرطة الدولية (الإنتربول)».

وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس، أن «تزايد الضغوط على نجل القذافي ربما يدفعه إلى محاولة مغادرة أراضي النيجر»، لكنها اعتبرت في المقابل أن وجهته النهائية ليست واضحة، ورجحت احتمال مغادرته إلى حيث وصلت أمه صفية فركاش وأشقاؤه عائشة ومحمد وهانيبال.

وكان الساعدي، البالغ من العمر 39 عاما، قد حصل على حق اللجوء السياسي في النيجر، لكن تم وضعه رهن الإقامة الجبرية بمنزل فخم في العاصمة نيامي ضمن حي راق قرب السفارتين الأميركية والفرنسية، بعد مقابلة تلفزيونية دعا خلالها إلى الانقلاب على النظام الليبي الجديد.

وغادر معظم أفراد عائلة القذافي الأراضي الجزائرية مؤخرا إلى جهة لم يتم الإعلان عنها رسميا حتى الآن وفقا لما أعلنه عبد الحميد بو زاهر سفير الجزائر لدى ليبيا، الذي أكد أن رحيل آل القذافي تم منذ وقت طويل، وأنه ليس هناك أي فرد منهم على الأراضي الجزائرية حاليا.

من جانبه، قال فايز جبريل، السفير الليبي الجديد في القاهرة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «شعوب ثورات الربيع العربي تطالب بمحاكمة جلاديها نظرا لما ارتكبوه من جرائم مالية وإنسانية وفساد سياسي بحق شعوبهم وأوطانهم».

واعتبر جبريل أنه من الطبيعي أن تستجيب مصر للطلبات المتكررة التي تقدمت بها السلطات الليبية لتسليم الهاربين من مسؤولي النظام السابق، مشيرا إلى أنه لا يجب اعتبار هؤلاء لاجئين سياسيين.

وأعلن جبريل أنه شخصيا تعرض لملاحقات شديدة من نظام القذافي قبل نجاح الثورة الشعبية ضده، لافتا إلى أن أحمد قذاف الدم، ابن عم القذافي والمنسق السابق للعلاقات المصرية - الليبية المعتقل حاليا، بانتظار بحث تسليمه إلى السلطات الليبية، كان ضمن مسؤولين ليبيين كثيرين طالبوا مصر بتسليم معارضي النظام السابق.

وأضاف السفير جبريل: «كان قذاف الدم ركنا من أركان النظام السابق وتورط في سلسلة جرائم بحق الشعب الليبي، ويجب محاكمته على ما اقترفه طيلة أربعة عقود تقريبا».

واعتبر جبريل أن ما وصفه بالحديث الإنشائي عن الرغبة في وجود علاقات قوية بين مصر وليبيا استنادا إلى التاريخ والجغرافيا والأخوة، يجب أن يترجم على الأرض إلى إجراءات ملموسة تتيح للشعب الليبي الحق في محاكمة جلاديه. وتابع: «ما يجرى ينبغي أن يكون درسا قاسيا ومفيدا لكل المسؤولين العرب مستقبلا، بأن كل من تجاوز في حق شعبه سيحاكم إن عاجلا أو آجلا ويناله العقاب».

إلى ذلك، وجه القسم الإعلامي بالسفارة الليبية في القاهرة الدعوة لاحتفال سيقام غدا الاثنين، بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 17 فبراير وتكريم المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق.

وبينما أجرى الجيش الليبي مناورة عسكرية مفاجئة في مدينة بنغازي بشرق البلاد، أعلنت السلطات الليبية اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات خمسة ثوار قاتلوا ضد قوات القذافي على الطريق الرئيس بوادي مسعودة في منطقة أم القنديل التابعة لمنطقة خليج السدرة.

وقال بيان رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، إن «السلاح الجوي والقوات الخاصة نفذا مشروعا تعبويا مشتركا بمنطقة بنغازي العسكرية أول من أمس، بهدف تحقيق التعاون بين الصنوف والوحدات المقاتلة كافة بالجيش الليبي، والرفع من كفاءتها وقدرتها القتالية».