مشرف: توصلت لاتفاق يجنبني الاعتقال عند عودتي إلى باكستان اليوم

طالبان تعهدت بإرسال انتحاريين وقناصة لاغتياله

برويز مشرف (رويترز)
TT

قال الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، أمس، إنه توصل لاتفاق يدفع بموجبه كفالة لتفادي إلقاء القبض عليه عند عودته إلى بلاده اليوم.

وكان مشرف - الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري في 1999 - استقال من منصبه في 2008 عندما خسر حلفاؤه الانتخابات وهددته الحكومة الجديدة باتخاذ إجراءات ضده سعيا إلى عزله. وغادر مشرف البلاد بعد عام.

وقال مشرف في مقابلة مع «رويترز» في دبي: «هذا إفراج بكفالة قبل الاعتقال وقبل الوصول ومنحت إياه في جميع القضايا، فما من شك أنه كان سيتم اعتقالي عند وصولي إلى باكستان».

ويواجه جنرال الجيش السابق اتهامات بعدم توفير الحماية المناسبة لرئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو قبل اغتيالها في 2007، فضلا عن اتهامات أخرى تتعلق بمقتل زعيم انفصالي من البلوش. وقال مشرف إنه سيقضي الأيام القليلة الأولى بعد عودته في مدينة كراتشي الساحلية قبل التوجه إلى إسلام آباد للتعامل مع مشكلاته القانونية. وأضاف قائلا: «مذكرات الاعتقال الصادرة سببها الوحيد كان عدم مثولي أمام المحاكم وليس لثبوت إدانتي في أي قضية، عندما أمثل أمام المحاكم، سيزول سبب اعتقالي».

وذكر مشرف في وقت سابق هذا الشهر أنه يعتزم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ويأمل أن يؤدي وجوده في البلاد إلى اتساع قاعدة شعبيته. وقال: «بالطبع، هناك دعم في جميع أنحاء باكستان وفي جميع أقاليمها، لكنني أصفه بالدعم المبعثر. ما نحتاج إليه هو توحيد هذا الدعم. الدعم المبعثر دعم ضعيف وعند توحيده يصبح دعما قويا. لكن ذلك ليس ممكنا دون ذهابي إلى هناك. يجب أن أتولى القيادة من الجبهة ولا يمكنني توليها بالتحكم عن بعد وأنا جالس في الخارج».

ولم يتضح بعد ما إذا كان مشرف سيتمكن من استعادة نفوذه في باكستان، حيث يواجه منافسين أقوياء في الانتخابات، من بينهم نواز شريف الذي أطاح بمشرف في انقلاب عسكري وعمران خان لاعب الكريكيت السابق الذي دخل معترك السياسة.

وقال مشرف إنه لم يتلق أي دعم سياسي أو مالي من الخليج. وأضاف قائلا: «لا أتطلع إلى الاعتماد على الدعم الخارجي. يجب أن أحصل على دعم الشعب الباكستاني».

وقالت حركة طالبان الباكستانية، أمس، في تسجيل مصور، إنها سترسل انتحاريين وقناصة لاغتيال الرئيس السابق وإرساله إلى الجحيم. ورفض مشرف هذا التهديد وقال إن الحركة لن تثنيه عن العودة. وقال: «لقد حاولوا إرسالي إلى الجحيم بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، أي منذ 12 عاما، مما يعني أنهم عجزوا عن ذلك، لست من النوع الذي يخاف ولا أكترث بهم». وأثار مشرف غضب طالبان وبعض الجماعات الأخرى بمشاركته في الحرب الأميركية على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر وحملته الكبرى التي شنها لاحقا ضد المتشددين في باكستان. وذكر مشرف أنه يتوقع من الحكومة أن توفر له الحماية، لكنه لم يتلق أي رد على طلبه وسيجلب معه حرسه الشخصي.

وقال: «لست خائفا وأتحرق شوقا للعودة إلى باكستان». أثارت خطط الرئيس السابق برويز مشرف بشأن العودة إلى باكستان ضجة في الأوساط السياسية الداخلية، في الوقت الذي بدأت فيه القوى السياسية الجديدة التي تتحدى الرموز السياسية القديمة تكتسب قوة وزخما.

وتجاهل مشرف تهديد طالبان، مؤكدا أنه لا يخاف من أي من هذه التهديدات «الجوفاء». وقال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية، إحسان الله إحسان، لوسائل الإعلام الباكستانية المحلية، إنه قد تم تشكيل فرق موت خاصة لاغتيال مشرف.

وتولى مشرف رئاسة باكستان عام 2001، بعد سنتين من قيادته الجيش للانقلاب على رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف، وقد أعاد بانقلابه هذا الجيش إلى سدة الحكم بعد غياب زاد على عشر سنوات منذ موت الجنرال ضياء الحق في عام 1988.

وظل مشرف في منصبه الرئاسي، حتى أعلن في خطاب متلفز في عام 2008، استقالته، وذلك قبيل جلسة للبرلمان كان الائتلاف الحاكم يعتزم فيها مساءلته تمهيدا لعزله.