«الجيش الحر» يرفض اتهام المعارضة

الائتلاف يستنكر محاولة اغتيال الأسعد

TT

لا يزال العقيد رياض الأسعد، وبعد يومين على تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة الميادين في دير الزور، أدت إلى بتر ساقه اليمنى، يرقد في أحد مستشفيات إسطنبول بتركيا حيث يخضع لعناية مركزة بينما وضعه النفسي جيد جدا ومعنوياته مرتفعة، بحسب ما أكد نائبه العقيد مالك الكري الذي التقاه أمس مع عائلة الأسعد في المستشفى.

وفي حين أجمعت قوى المعارضة على إدانة الحادث متهمة النظام به، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن «الأسعد، كان بصدد التحضير لعملية عسكرية حاسمة على دمشق، يقطع بواسطتها جميع المنافذ المؤدية إلى الساحل». لكن من جهته، نفى الكردي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» الخبر، قائلا: «هذا الأمر ليس صحيحا ولا يعدو كونه استنتاجا»، نافيا كذلك، ما سبق لعضو المجلس الوطني السوري هيثم المالح أن أعلنه، أن استهداف الأسعد جاء إثر قيامه بمباحثات من أجل فتح جبهة طرطوس، مضيفا: «هذا عمل عسكري خاص، ولا أحد يعلم بتفاصيل الخطط والقرارات التي نتخذها أو ننفذها، وبالتالي لا يمكننا الإفصاح عنها، مع التأكيد على أن مهمتنا مستمرة وعملنا لن يتوقف قبل إسقاط النظام المجرم»، مشيرا إلى أن زيارة الأسعد إلى دير الزور كانت بدورها سرية ولم يتم إبلاغ أحد بها، حتى المجلس العسكري في المنطقة، لكن، شبكات النظام وعملاءه منتشرون في كل مكان، حتى في تلك المناطق التي نسيطر عليها، والنظام يقوم بعمليات بحث وترصد مستمرة لنا بهدف استهدافنا، والدليل على ذلك، أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الأسعد وغيره من قادة الجيش الحر إلى محاولات الخطف والاغتيال.

وعن مدى صحة المعلومات التي ترددت حول قيام جبهة النصرة بهذه العملية لا سيما أنه تم نشر بيان في هذا السياق، اعتبر الكردي أن هناك من يحاول تعميق الخلافات بين قيادة الجيش الحر وجبهة النصرة، لكن لا صحة لهذه الأخبار، مؤكدا أن الاختلاف في وجهات النظر مع أي جهة من المعارضة لم ولن تصل إلى حد العداء والاغتيال. كذلك، رأى الكردي أن ما يحصل ليس اختراقا للجيش الحر إنما هو نتيجة طبيعية لوجود الطرفين في مناطق متداخلة بين سيطرة المعارضة وسيطرة قوات النظام، الأمر الذي يمكنهم من القيام بعمليات كهذه، والأمر نفسه ينطبق علينا.

وكانت صحيفة «الغارديان» قد أشارت إلى أن الأسعد كان بصدد التحضير لعملية عسكرية حاسمة على دمشق، مشيرة إلى أن قادة المعارضة السورية يرون أن الصراع في سوريا يمكن أن ينتهي في غضون شهر واحد في حال حصولهم على الأسلحة المناسبة. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه «في حال خسر الرئيس الأسد العاصمة السورية، فإنه سينقل أسلحته الثقيلة إلى أعالي الجبال المطلة على دمشق».

من جهته، أدان الائتلاف الوطني السوري محاولة اغتيال الأسعد، معتبرا في بيان له، «أن هذا الاعتداء الآثم الذي حصل على الأراضي السورية، يضيف صفحة جديدة لسجل نظام مافيا الأسد الإجرامي الذي ارتكب أفظع الجرائم ضد الإنسانية في سوريا. ويعرف سجله الإجرامي في الاغتيال معظم دول الجوار، ويتذكر الأوروبيون سجله الحافل على أراضيهم، كما تتذكر الولايات المتحدة سجله الحافل في رعاية الإرهاب ضد رعاياها». ودعا الائتلاف «الشعب السوري الصامد في وجه أعتى استبداد، إلى المزيد من التكاتف من أجل الإسراع في إزالة النظام الذي اتخذ من إرهاب الدولة سياسة قاتلة لإذلالهم». كما دعا كل الدول والقوى العالمية التي تعرضت لإرهاب نظام الأسد الأب والابن للوقوف مع الشعب السوري في تحركه لإقامة نظام يؤمن بالحرية والعدالة ويسعى لنشرها في سوريا. الإدانة نفسها، جاءت أيضا من قبل «تيار التغيير الوطني» المعارض، مؤكدا في بيان له، «على مدى الخطورة التي يمثلها هذا القائد العسكري الحر، على نظام الأسد وعصاباته، ومتمنيا له الشفاء العاجل، لاستكمال مهمته الوطنية الرائدة، حتى النهاية الحتمية لهذا السفاح».