«القيادة المشتركة» لـ«الحر» تتهم الإخوان بشرذمة المعارضة السورية

الناطق باسم الجماعة: الاتهامات لا تعبر عن وجهة نظر الجيش

TT

حملت القيادة المشتركة لـ«الجيش السوري الحر» جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا «مسؤولية تأخر انتصار الثورة»، مشيرة إلى «حالة احتقان لدى أغلب الأطياف السياسية والمدنية والثورية على الأرض وفي الخارج من تصرفاتهم وأساليبهم وعمليات الإقصاء والتهميش المبرمج». وتوجهت إلى «الجماعة» بالقول: «الثورة ليست ثورتكم ولم تصنعوها بل ثورة الناس الذين يدفعون دماءهم وحياتهم وأمنهم واستقرارهم وأرزاقهم».

واعتبرت القيادة المشتركة، وفق بيان صادر عن مسؤول إدارة الإعلام المركزي فيها فهد المصري أنه لا يحق للجماعة «الركوب على الثورة أو قيادتها أو محاولات التحكم بها ونحن الآن في مرحلة مفصلية سيترتب عليها الكثير من الأشياء»، متحدثة عن «سلوكيات الجماعة منذ بداية الثورة وحتى الآن وبشكل خاص الهيمنة والسيطرة على (المجلس الوطني) ومن ثم (الائتلاف) والهيمنة ومحاولات الهيمنة على الشؤون والقضايا الإغاثية والعسكرية». لكن المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين عضو «المجلس الوطني السوري» زهير سالم قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إنه «لا علاقة لهذه الرسالة بالقيادة المشتركة للجيش الحر، وهي من كتابة رجل مقيم في باريس ويدعى فهد المصري»، موضحا أنه «لا علاقة للأخير بالقيادة المشتركة، إذ إن الناطق الرسمي باسمها هو العقيد عبد الحميد زكريا». وأكد سالم أن جماعة «الإخوان» ليست معنية بالدخول في سجال أو معركة، مع المصري أو سواه، لأن معارك مماثلة لا تخدم مشروعنا السياسي والوطني وثورة الشعب السوري، واصفا البيان بأنه «محاولة افتعال معركة وهمية وهناك دائما من يحاولون حمل الرايات». وأضاف: «لكل الناس الحق في أن تقول ما تشاء لكن السوريين يعرفون جيدا من هي جماعة الإخوان».

وبينما اعتبر سالم «أننا لا ننتظر مثل هذه الرسائل أو التنبيهات من أي جهة، والاتهامات الواردة في الرسالة تعبر عن وجهة نظر شخصية ليس أكثر»، أوضح المصري لـ«الشرق الأوسط» أن القيادة المشتركة، التي يتولى مسؤولية الناطق الإعلامي باسمها، «تضم كل المجالس العسكرية الموجودة والفاعلة على الأرض، بينما العقيد عبد الحميد زكريا هو الناطق الإعلامي باسم هيئة الأركان في الجيش الحر». وقال إن «الرسالة لم تصدر إلا بعد أن طفح الكيل وفشلت الجهود من الأطراف السياسية لوضع حد لهيمنة الإخوان على العمل الوطني المعارض، وعلى هيمنتهم على المجلس الوطني والائتلاف، وهي جاءت معلنة بهدف إلزام (الإخوان) وكافة الأطراف بالمشروع الوطني، انطلاقا من أن المرحلة الراهنة هي مرحلة العمل الوطني وليس السياسي».

وشدد المصري على أنه «من الخطأ الفادح أن تفكر أي جماعة أو طرف بمشروعه السياسي بدل العمل ضمن العمل الوطني لإنقاذ سوريا»، موضحا أن «الهدف من النقد هو النقد البناء وليس الإساءة، ونحن نعتبر الإخوان فصيلا مهما من المعارضة لكنهم ليسوا المعارضة كلها». وقال «إننا اليوم في مرحلة كشف حساب تستوجب فتح الأعين على الأخطاء لأن سفينة الوطن إذا غرقت فلن ينفع اللوم وأي خلل وطني سندفع ثمنه جميعا»، داعيا إلى وجوب توسيع قاعدة الائتلاف وعدم إقصاء أي جهة أو تهميشها قبل الوصول إلى مرحلة تشكيل الحكومة المؤقتة.

وكان البيان الصادر عن القيادة المشتركة قد تضمن مواقف عالية النبرة منتقدة أداء جماعة الإخوان المسلمين وجاء فيه: «لستم من يقرر صكوك الوطنية لأحد فالجميع في سلة واحدة وكلنا أولاد تسعة فلا تتشاطروا وتتذاكوا على الناس». وأضاف البيان أن «التركيبة السكانية والدينية والمذهبية لسوريا لا تسمح ولن تسمح بالأساس لهيمنة جماعتكم على الثورة الآن أو السياسة السورية في المرحلة الانتقالية ومن ثم الديمقراطية، ونعلمكم أن برنامجكم السياسي والصدق والإخلاص هو الميزان الوحيد لمستقبلكم في سوريا الجديدة».

وفي موازاة إشارة القيادة المشتركة إلى «حالة انزعاج كبيرة من تحركات الإخوان التراكمية والمستمرة»، قالت: «الجميع يعلم كيف ركبتم المجالس المحلية والعشرات من التنسيقيات والهيئات والأشكال بألوان مختلفة لكنها في النهاية تصب في بئركم العميقة.. ونعلم كيف وصلت ملايين الدولارات والتبرعات والهبات من الدول ومن الأفراد التي تعتبر أموالا عامة من أموال الشعب السوري والتي سيحاسب الناس كيف صرفت ولمن وكيف، ونعرف كيف يتم تلميع أشخاص وتقديم أشخاص أو تأخيرهم واستبعادهم».