انقسام درزي حول الدعوة لقتال «جبهة النصرة» في سوريا

المعارضة تتهم النظام باختطاف الـ21 شخصا.. و«الحر» في درعا منع الإسلاميين من مهاجمة السويداء

TT

انقسم دروز سوريا، أمس، بين مؤيد ومعارض لموقف الرئيس الروحي للطائفة العربية الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، الذي أعلن عن استعداد مئات الدروز لدخول الأراضي السورية لمحاربة «جبهة النصرة».

وبينما رحب الدروز المؤيدون للنظام، في سوريا ولبنان، بموقف الشيخ الطريف، ومنهم الوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب الذي حذر من أن «أي اعتداء على قرية درزية في سوريا هو اعتداء على الدروز في كل المنطقة».. رفضت مشيخة عقل أحرار الدروز في سوريا تصريحات الشيخ طريف، معتبرة أنها «أطلقت بمباركة من حكومة إسرائيل العنصرية، ومن نظام (بشار) الأسد».

وأكدت المشيخة في بيان وصلت لـ«الشرق الأوسط» نسخة منه، أن السوريين تحكمهم المواطنة، وأن الخطر الوحيد على دروز سوريا هو من «النظام السوري الحاكم في دمشق من خلال ما يبثه من تفرقة بين أبناء الوطن الواحد والتحريض الطائفي الذي يمارسه بين مكونات الشعب السوري الواحد بهدف إشعال حرب أهلية يكون الشباب السوري الذي لن تميز الرصاصة أو قذيفة المدفع هويته الدينية، وقودا لهذه الحرب».

وطالبت المشيخة دروز فلسطين بالتمييز بين الحالة اللبنانية، والحالة السورية والتوقف عن الترويج للقومية الدرزية. وحمل البيان دروز فلسطين «مسؤولية هذا التجييش الطائفي»، مؤكدا: «إننا في سوريا قادرون على حل مشاكلنا الداخلية بالعقل والحوار ونرفض وجود أي مقاتل أجنبي في سوريا أيا كان موقفه السياسي أو الديني».

وفي لبنان، توعد وهاب «جبهة النصرة»، معتبرا أن «مهاجمتها لقرية حضر الدرزية في الجولان لن يمر مرور الكرام»، مشيرا إلى «محاولة لإخراج الدروز من المنطقة الموازية للحدود مع الأراضي المحتلة». وحذر وهاب من أن «أي اعتداء على قرية درزية في سوريا هو اعتداء على الدروز في كل المنطقة»، لافتا إلى أنه «في حال حصول أي تهديد لأي قرية درزية أينما كانت فسنتعامل معه بالشكل المطلوب»، مشيرا إلى أن «دروز لبنان يستطيعون تقديم كل الدعم لإخوانهم في سوريا».

وأضاف: «إننا على أبواب توجيه نداء للدروز لنجدة إخوانهم في سوريا»، مشيرا إلى أن «هناك من يسهل للإرهابيين الاعتداء على القرى الدرزية».

وانسحب الانقسام العمودي بين دروز فلسطين ولبنان، على دروز سوريا أنفسهم. وأكد الناطق الإعلامي باسم المجلس العسكري الثوري في السويداء النقيب شفيق عامر، أن الدروز في سوريا ينقسمون إلى ثلاثة أقسام، القسم الأكبر منهم صامت ويتخوف من الإسلاميين القادمين في المرحلة المقبلة، وقسم لا يتجاوز الربع يوالي النظام السوري، وقسم يناصر الثورة ويشارك في دعم الثوار. وقال عامر لـ«الشرق الأوسط» إن النظام السوري «نجح في السويداء في تصوير عناصر (جبهة النصرة) و(القاعدة) على أنهم قادمون إلى السويداء، مما أثار خوف الأهالي من المرحلة المقبلة إذا انتصرت الثورة».

ولا تنفي مصادر الجيش السوري الحر في درعا أن «جبهة النصرة» حاولت مرارا التقدم باتجاه السويداء. وقال مصدر بارز في المجلس العسكري الثوري في درعا لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعيد تعيين أمير لجبهة النصرة في درعا، الذين لا يعادل عددهم 5 في المائة من الثوار في المنطقة، نظم هذا الأمير حملة لمهاجمة حواجز النظام في السويداء، مما دفع قيادة الجيش الحر لإيقافه عند حده، لأن مهاجمة النظام في المنطقة ستنعكس على النازحين السوريين من درعا إلى السويداء، الذين يصل عددهم إلى 100 ألف نازح». وقال المصدر إن «ثني (النصرة) بالتهديد بطردها، عن مهاجمة السويداء، انطلق من حرص على النازحين إلى السويداء».

في ذات الوقت، يوضح النقيب عامر خلفيات الإشكال في السويداء بين (النصرة) والدروز، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر من «النصرة» اختطفوا قبل فترة مجموعة مؤلفة من 21 درزيا بينهم الزعيم البارز جمال عز الدين، بموازاة مهاجمة مجموعة من المجلس العسكري حاجزا للنظام في المنطقة، قبل أن تقوم مجموعة من «النصرة» بمهاجمة الحاجز نفسه، حيث سقط لها 6 قتلى وأسر اثنان من المهاجمين. وأضاف: «بعدها، طالبت (النصرة) بإعادة جثث الستة، واشترطت عودة المقاتلين الأسيرين على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن الدروز الـ21. عندها قامت مجموعة من الدروز باختطاف 14 شخصا من درعا، وعرضتهم للتبادل مع الدروز الـ21 المحتجزين لدى (النصرة)».

وأضاف عامر: «دخل الشيخ الحناوي على خط الوساطة، ونجح بتسليم ستة جثث والـ14 من أهالي درعا لكن عناصر (النصرة) رفضت تسليم الـ21 درزيا، وترفض حتى الآن». وقال عامر إن عناصر «النصرة» نفوا أن يكون الدروز محتجزين لديهم، كما نفت ذلك قيادة «الحر» في درعا، مشيرا إلى أن «التقدير النهائي يشير إلى أن الدروز محتجزون في بصر الحرير في درعا، في قرية يسيطر عليها ميليشيا»، متهما النظام بهدف «تعميق الشرخ ومحاولة زرع فتنة مذهبية في المنطقة وتخويف الناس من (النصرة)».