هيغ: سوريا تتحول إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الـ21

وزير الخارجية البريطاني يلتقي هيتو عشية اجتماع مجموعة الثماني الذي تتصدره أزمة دمشق

عائلة سورية تحمل ما يمكنها من ممتلكات وتخرج من مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

على الرغم من العجز الدولي في وقف العنف والقتل في سوريا، فإن الأزمة السورية ما زالت تتصدر اجتماعات دولية متتالية. واجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين التي تنطلق في لندن اليوم لا تختلف؛ إذ أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن «سوريا فعليا على رأس أجندة الأعمال، وستكون أول قضية نبحثها»، موضحا أنها ستكون محورية في المحادثات الرسمية والهامشية التي تجري في العاصمة البريطانية خلال اليومين المقبلين. والتقى هيغ أمس برئيس حكومة المعارضة غسان هيتو وعضوين بارزين من ائتلاف المعارضة السورية هما سهير الأتاسي وجورج صبرا، إذ دعا وزير الخارجية البريطاني المعارضة السورية إلى لندن للقاء عدد من الوزراء المجتمعين في لندن. وبحث هيغ مع هيتو جهود تشكيل حكومة في المنفى، كما أن هيتو عرض على هيغ نتائج زيارتيه إلى الأراضي السورية خلال الأسابيع الماضية وضرورة توفير الدعم الإنساني للسوريين داخل البلاد. وعلى الرغم من أن رئيس المجلس الوطني السوري معاذ الخطيب لم يأت إلى لندن، فإن هيغ اتصل به صباح أمس لمواصلة التنسيق. وقال هيغ في مؤتمر صحافي عقده في لندن أمس عشية انطلاق اجتماعات وزراء خارجية مجموعة الثماني: «سيلتقي ممثلو المعارضة السورية ببعض وزراء الخارجية، وسأحضر بعض هذه الاجتماعات، وسنشدد على أهمية العمل السريع في سوريا».

ومن المتوقع أن يجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس مع المعارضة السورية، ولكن من غير المتوقع أن يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اجتماعا معهم. وشدد هيغ على ضرورة العمل الجدي في الوصول إلى حل سياسي ودبلوماسي للأزمة، قائلا إن «سوريا بدأت تتحول إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الـ21». وأضاف أنه «لا بد أن نعمل شيئا أكثر» مما تقوم به الدول الكبرى في العالم لمعالجة الأزمة السورية، مؤكدا أن بلاده وفرنسا متفقتان على ضرورة «أن نعمل شيئا» على الرغم من قلة الخيارات المتاحة. وبينما تشجع لندن وباريس فكرة تسليح المعارضة السورية، ما زال الحظر الأوروبي المفروض على تصدير الأسلحة إلى سوريا يمنعهما، وهناك دول عدة في الاتحاد، على رأسها ألمانيا، ترفض رفع الحظر. ومن غير المتوقع أن يحدث أي تغير في موقف تسليح المعارضة السورية خلال هذا الأسبوع. وقال هيغ إنه لم يتم اتخاذ «أي قرار» حول التسليح، ولكنه أكد: «سنبحث المساعدة الفعلية التي سنعطيها للمعارضة السورية، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فيجب أن نواصل تغيير سياستنا للتماشي مع الأحداث». ولفت هيغ إلى دعم بلاده «لحل سياسي» للأزمة السورية، مشيرا إلى مبادرة الخطيب للحديث مع النظام السوري. وقال: «يجب أن تبقى المعارضة السورية منفتحة على فكرة المحادثات» مع النظام السوري. وأضاف أن بلاده لم تتخذ قرارا بعد حول تسليم المعارضة السورية مقر السفارة في لندن؛ «إذ هناك تداعيات قانونية، ولكننا اعترفنا بائتلاف المعارضة ممثلا وحيدا للشعب السوري».

وأكد هيغ أنه سيبحث القضية السورية مع وزير الخارجية الروسي، «ولكننا غير متفائلين بتغير الموقف الروسي»، وقال: «القضية السورية تؤدي إلى مناقشات صعبة، فهناك وجهات نظر متعددة، ولكن علينا التحرك، فسوريا تتحول إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الـ21».

وقال هيغ إن اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني «يتركز على منع النزاعات وحلها»، مما يجعل ملفات سوريا وإيران وكوريا الشمالية بارزة في الاجتماعات. وأضاف أن قضايا أخرى مثل منع العنف الجنسي في النزاعات، بالإضافة إلى مكافحة الهجمات الإلكترونية، وتطوير «شراكة دوفيل» الخاصة بالدعم الاقتصادي للدول العربية التي تشهد انتقالا سياسيا، ستكون محل نقاش. ويشهد اليوم اجتماعات غير رسمية بين وفود مجموعة الثماني، بالإضافة إلى عشاء رسمي يستضيفه هيغ على شرف وزراء خارجية الدول الثماني مساء اليوم. ومن المتوقع أن تكون سوريا الموضوع الأبرز الذي يبحثه الوزراء خلال العشاء. وتبدأ الاجتماعات الرسمية صباح غد مع مؤتمر صحافي متوقع أن يعقده هيغ عصر يوم غد. يذكر أن مجموعة الثماني تشمل كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى المملكة المتحدة. ويذكر أن ممثلة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون تحضر اجتماعات هذا الأسبوع؛ إذ بات الاتحاد الأوروبي يشارك في الاجتماعات ممثلا للقارة الأوروبية منذ سنوات.