الصدريون وجماعة البطاط ينفون مشاركة مقاتلين منهم إلى جانب الأسد في سوريا

ميليشيات شيعية عراقية تقر بالقتال في سوريا دفاعا عن «الأضرحة المقدسة»

TT

في وقت أقرت فيه ميليشيا شيعية علنا بأنها تقاتل في سوريا في ما تعتبره معركة جديرة بأن تخوضها ضد المعارضة المسلحة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد لا سيما المقاتلين السنة، فقد نفت قوى وأحزاب شيعية أخرى إرسالها لمقاتلين أو مشاركتها بشكل مباشر في القتال الدائر هناك.

وقال القيادي في التيار الصدري وعضو البرلمان العراقي محمد رضا الخفاجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «أي مقاتلين من جيش المهدي لم يشاركوا في القتال الدائر في سوريا، وإن كان هناك من يقول بذلك بأنه ينتمي إلى جيش المهدي فهو يعبر عن وجهة نظره الشخصية في هذه المسألة». وقال الخفاجي إن «زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر كان قد جمد جيش المهدي بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، وإن هذا القرار ساري المفعول»، مشيرا إلى أن «التيار الصدري الذي يملك عمقا جماهيريا لا يعمل في الخفاء، وبالتالي فإن كل ما يقال عن إرسال مقاتلين أو أسلحة إلى سوريا إنما يراد منه خلط الأوراق وإثارة الفتنة الطائفية من نفس الأطراف التي تسعى بكل ما لديها من أجل إشعال هذه الحرب في المنطقة».

من جهته، أكد عبد الله الركابي، المتحدث الرسمي باسم كتائب حزب الله - النهضة الإسلامية التي يتزعمها واثق البطاط، الذي كان قد أعلن قبل نحو شهرين عن تأسيس جيش المختار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنهم ككتائب حزب الله - النهضة الإسلامية لا علاقة لهم بهذا الأمر، ولا علم لديهم بما إذا كانت هناك مجاميع مسلحة شيعية بدأت تقاتل علنا في الحرب الدائرة حاليا في سوريا أم لا. وطبقا للتقارير فإنه باعتراف هؤلاء المقاتلين فإنهم يمتلكون قوة دفع في مجال التجنيد لمساعدة الأسد الذي ينتمي للطاقة العلوية الشيعية في حرب تقسم المنطقة على أسس طائفية.

واجتذبت الحرب بالفعل مقاتلين إسلاميين سنة من خارج سوريا انضموا إلى صفوف المعارضة المسلحة. ويقول مقاتلون إن سوريا بدأت بدورها في إرسال ميليشيات موالية للأسد للتدرب في قاعدة في إيران الحليف الرئيسي للأسد. وفي الشهور الماضية قال شيعة عراقيون إن متطوعين يعبرون إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد أو لحماية ضريح السيدة زينب على مشارف دمشق. لكن زعماء الميليشيات الذين توقف نشاطهم تقريبا منذ غادرت القوات الأميركية العراق قبل نحو عام كانوا يحجمون عن الاعتراف علنا بالقتال في سوريا، ربما لأن رجال دين شيعة بارزين كانوا يعارضون انضمام العراقيين إلى المعركة. وقال البعض إنهم يقاتلون في سوريا استجابة لزعيمهم الديني آية الله علي خامنئي الزعيم الإيراني الأعلى لكن من دون موافقة رسمية من طهران أو بغداد أو من قيادة الميليشيا التي يتبعونها.

غير أن مقاتلين شيعة يقولون حاليا إن ميليشيا عصائب الحق وكتائب حزب الله الشيعيتين الرئيستين في العراق - اللتين حاربتا القوات الأميركية - ومقاتلين سابقين من ميليشيا جيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر، بدأوا يعترفون بدورهم في سوريا وبأن مقاتلين تابعين لهم قتلوا هناك. وقال أبو مجاهد، وهو أحد زعماء المقاتلين، لـ«رويترز»: «يشعر الشيعة الآن بأن المعركة في سوريا اكتسبت مشروعية أكبر، ولا يهم ما إذا كانت لحماية أضرحة شيعية أو للقتال إلى جانب جنود الأسد». وكان من بين دوافع هذا التغير تزايد النزعة الطائفية للصراع السوري مع استهداف معارضين ومقاتلين سنة لمواقع شيعية.

ونشرت مواقع إلكترونية مرتبطة بعصائب الحق وجيش المهدي وكتيبة أبو الفضل العباس، وهي ميليشيا تضم مقاتلين شيعة من العراق وسوريا ولبنان وتنشط في سوريا، صورا لمسلحين عراقيين قتلى يرتدون ملابس عسكرية ويحملون بنادق قناصة. وكتب على إحدى الصور أن صاحبها قتل في سوريا وهو يدافع عن ضريح السيدة زينب إلى الجنوب من العاصمة دمشق. وعلى موقع إلكتروني آخر كتب نعي من عصائب الحق بجوار صورة قتيل سقط في سوريا.

وفي حي الكاظمية الشيعي في بغداد علقت لافتتان باللون الأسود، إحداهما تنعى قتيلا من عصائب أهل الحق، بينما تنعى الأخرى قتيلا من كتائب حزب الله، وتقولان إنهما قتلا أثناء تأدية الواجب الشرعي المقدس في سوريا. ونفى عدنان فيحان، المتحدث باسم عصائب الحق، أي صلة للميليشيا بالمسلح المذكور. وربما يعكس هذا الموقف مدى حساسية المسألة بالنسبة لعصائب الحق ولحكومة بغداد التي يقودها الشيعة. وعصائب الحق محلولة رسميا، وهو ما يسمح لزعمائها بالعمل السياسي بحرية.