الرياض تجدد تمسكها بخيار السلام وتدعو إسرائيل إلى إنهاء الاحتلال والكف عن العدوان والغطرسة

في كلمة ألقاها المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة

TT

جددت السعودية تمسكها باختيار السلام بوصفه خيارا استراتيجيا أمام الغطرسة الإسرائيلية والتحدي الذي يقف عائقا أمام فرص السلام، وأكدت مطالبة مجلس الأمن بالتحرك لحماية الأسرى الفلسطينيين، بينما دعت مجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى العمل على تفقد أوضاع الأسرى وإبراز ما يتعرضون له من انتهاكات لحقوقهم السياسية والإنسانية والجسدية.

جاء ذلك ضمن كلمة السفير عبد الله المعلمي المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة التي ألقاها أول من أمس أمام مجلس الأمن في المناقشة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط التي عقدت في نيويورك، وأشار إلى أن تحدي وعناد إسرائيل يقفان في طريق تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى سياسة توسيع المستوطنات، ومعاملة الأسرى الفلسطينيين بأنه «تحدٍّ واستخفاف بالمجتمع الدولي».

وقال السفير المعلمي: «ما زال البحث عن السلام والحل العادل المنصف للقضية الفلسطينية يبدو سرابا مخيبا للآمال، وما زالت إسرائيل تعبر عن استهتارها واستخفافها بإرادة المجتمع الدولي، وتتمادى في التوسع في إنشاء المستوطنات أو الإعلان عن العزم عن ذلك، وتستخف بأرواح الأسرى الفلسطينيين في سجونها وتعرضهم للموت جوعا وقهرا».

وشدد بالقول: «إن المملكة العربية السعودية تطالب مجلسكم الموقر بالتحرك لحماية الأسرى وتدعو مجلس حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى العمل على تفقد أوضاع الأسرى الفلسطينيين وإبراز ما يتعرضون له من انتهاكات لحقوقهم السياسية والإنسانية والجسدية وما يقابلون به من إهمال يصل إلى حد الإجرام، كما نطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل باحترام حقوق الأطفال»، لافتا إلى تقرير منظمة اليونيسيف الصادر في فبراير (شباط) 2013م الذي أشار صراحة إلى العقوبات الوحشية غير الإنسانية التي تفرضها إسرائيل وجنود الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجون إسرائيل».

وأكد أن بلاده وكل الدول العربية تتمسك باختيار السلام بوصفه خيارا استراتيجيا، وأن هذه البلدان بما فيها السعودية أثبتت حسن نياتها عندما تقدمت بمبادرة السلام العربية في عام 2002م، «إلا أن ممارسات إسرائيل العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وتهديداتها المتواصلة للحرم القدسي الشريف وانتهاكها لحرمته، كل ذلك يؤدي إلى تضاؤل آمال السلام وتقلص فرصة حل الدولتين الذي تعارف عليه العالم وبموجبه تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أراضي فلسطين التي احتلتها إسرائيل في يونيو (حزيران) 1967م ووفقا لخطوط الرابع منه».

وقال: «لقد آن الأوان لأن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين وللجولان العربي السوري وللأراضي اللبنانية المحتلة، وآن الأوان لأن يعيش الشرق الأوسط إشراقة سلام عادل شامل منصف، وآن الأوان للاجئين الفلسطينيين أن يعودوا من الشتات وأن تتحقق آمالهم وتطلعاتهم وفقا لقرار الجمعية العامة ذي الرقم 194، وآن الأوان لأن يقطف أبناء المنطقة ثمار السلام وأن يعيش أبناؤهم في كنف الأمن والاستقرار، وأن تتحقق لمجتمعاتهم التنمية والرخاء ورغد العيش الذي يستحقونه ويصبون إليه»، وأضاف مشددا: «كفى للعدوان، وكفى للاستيطان، وكفى للاحتلال».

وحول الوضع في سوريا، أكد المندوب السعودي أنه يتدهور يوما بعد يوم، مبينا أنه قتل حتى الآن أكثر من 70 ألف شخص، وأن اللاجئين السوريين من المتوقع أن تصل أعدادهم إلى أكثر من ثلاثة ملايين إنسان، «ولقد أصبحت هذه المشكلة تمثل عبئا اقتصاديا لدول الجوار به، بل أصبحت تمثل تهديدا خطيرا لأمنها واستقرارها»، وقال: «لقد أدان العالم عبر قراراته الصادرة عن الجمعية العامة النظام السوري الذي ما زال يسعى جاهدا إلى الحفاظ على سلطته فوق أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب من أبناء الشعب السوري»، وأشار إلى أن جامعة الدول العربية أكدت بدورها على ضرورة التوصل إلى حل منصف عبر تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، والحفاظ على حقوقه وكرامته، وتحقيق تطلعاته نحو الحرية، موضحا أن الجميع شهد على الخطوات الجريئة التي اتخذتها قوى المعارضة السورية نحو توحيد صفوفها وتشكيل الائتلاف الوطني السوري واعتراف أكثر من 100 دولة في العالم به ممثلا للشعب السوري، ومبادرة الجامعة العربية إلى دعوته لشغل مقعد سوريا في الجامعة، وقال: «لقد حان الوقت لكي يتولى الشعب السوري موقعه الملائم في المنظمات والهيئات الدولية»، مؤكدا أن الشعب السوري قال كلمته، «بل أطلقها صرخة مدوية حينما أكد ضرورة رحيل هذا النظام الذي فقد شرعيته عندما تطاول على أرواح مواطنيه، وإن البحث عن حل منصف في سوريا يجب أن يبدأ بإتاحة الفرصة للشعب السوري لكي يفتح صفحة جديدة تشرق معها عليه شمس الحرية ويمارس بها حقه في اختيار قيادته وممثليه بعيدا عن سلطة هذا النظام وجبروته».